العجيري.. نجم الفلك الذي رحل ساطعاً

فقدت الكويت والأمة العربية والإسلامية، اليوم الخميس، رائد علم الفلك العم صالح العجيري عن عمر يناهز 102 عام، بعد رحلة حافلة من العطاء، قدم خلالها الكثير لعلم الفلك، حيث جاب الأرض شرقا وغربا بحثا عن كل جديد في هذا العلم، وقدم الكثير من أبحاثه العلمية، والكتب والمؤلفات والندوات والمحاضرات التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية العلمية، والتي يأتي على رأسها تقويم “العجيري” الذي بدأه منذ عام 1952.

ولد العم صالح محمد صالح عبد العزيز العجيري 23 يونيو 1920، وهو عالم فلك ورياضيات كويتي، قدم الكثير لعلم الفلك بتقديمه هذا العلم للعرب والمسلمين المتخصصين منهم والباحثين أو الهواة.

والده هو أول من شجعه على دراسة علم الفلك بعد أن اكتشف فيه خوفه من الظواهر الجوية

 له الكثير من الإضافات العلمية في الفلك وعلومه من خلال أبحاثه العلمية، بالإضافة للعديد من الكتب والمؤلفات والندوات والمحاضرات والبرامج التي قدمها في المراكز العلمية المتخصصة والأندية، كما شارك في فعاليات مختلفة في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية. وله الكثير من المؤلفات التي تتناول موضوعات الفلك.

التدرج التعليمي

وقد تلقى العجيري تعليمه الابتدائي في الكتاتيب؛ فتعلم اللغة العربية والفقه والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية وطرق مسك الدفاتر المتعلقة بعلم الحساب التجاري، ثم انتقل إلى مدرسة لتربية الأطفال أنشأها والده، فتفتح ذهنه وسبق زمانه بالعلم والمعرفة، فنافس مدرسيه بالعلوم الحسابية، حتى التحق بالمدرسة المباركية عام 1937، واستمر فيها حتى أتم بنجاح دراسة الصف الثاني الثانوي.

والده هو أول من شجعه على دراسة علم الفلك بعد أن اكتشف فيه خوفه من ظواهره؛ فأرسله إلى قبيلة الرشايدة في بر رحية جنوب غرب الجهراء لتعلم الرماية والفروسية؛ فكان في أوقات الراحة يتأمل في السماء الزرقاء ليرى الشمس والقمر؛ ما أدى إلى زيادة حبه للعلم بدل الخوف، ثم انتسب إلى مدرسة عبد الرحمن بن حجي مؤسس علم الفلك في الكويت، ودرس على يديه وتعلم من عدد من المراجع التاريخية.

 وبتشجيع من والده أيضا وإرشاده إلى الشيخ أحمد خليفة النبهاني للتعلم منه علم الربع المجيب وقراءة العديد من الكتب الفلكية، حيث يُعتبر ما تلقاه العجيري حول علم الربع المجيب هو انطلاقته الأولى القوية في الفلك، وقد درسه في عام 1935 على يد عبد الرحمن قاسم الحجي الأخ الأكبر لـ”يوسف الحجي” وزير الأوقاف السابق الذي تلقى بدوره علم الربع المجيب على يد بيت آل نبهان بالحجاز، وعند عودته للكويت أحضر معه كثيراً من الكتب والمعلومات التي قام بتدريسها للعجيري.

رحلته إلى مصر

منذ عام 1946 واجه العجيري الكثير من الصعاب والمعوقات للحصول على المزيد من العلم بسبب حبه وشغفه بالفلك، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ورغم أنه لم تكن هناك وسائل للمواصلات سهلة ومتوفرة فقد سافر إلى عدد كبير من الدول العربية والأجنبية، وكانت أول دولة قصدها هي مصر، وكان ذلك في عام 1945 فتوجه إلى جامعة الملك فؤاد الأول ودرس في مدرسة الآداب والعلوم -كلية الآداب وكلية العلوم حالياً- في القاهرة، وخضع لاختبار إتمام الدراسة فيها في قسم الفلك، ونجح بتفوق في 10 فبراير 1946. وبعد أن أتم دراسته فيها توجه إلى المنصورة في شمال مصر واستكمل دراسته الفلكية فيها حتى حصل على شهادة علمية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري في الأول من أكتوبر عام 1952.

استمر في القاهرة في طلب علم الفلك من خلال البحث والاطلاع والرصد والاستكشاف ومراسلة المراصد العلمية والمؤسسات العلمية الفلكية المتخصصة وزار الكثير من دول العالم، منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والجزائر وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا والعراق وإيران، كما شارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية.

بنى مرصداً فلكياً في الكويت على نفقته الخاصة وتوجه عام 1973 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء القبة الخاصة بالمركز

وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين بنى مرصداً فلكياً في الكويت على نفقته الخاصة، واشترى قسيمة في الزاوية الغربية الجنوبية من منطقة الأندلس، وتوجه في عام 1973 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء القبة الخاصة بالمركز التي كان طولها ثلاثة أمتار.

 وفي عام 1977 تم اقتراح تسمية المرصد باسمه فسُمي “مرصد العجيري”، وشُكلت لجنة خاصة لإنشاء المرصد في 3 مارس عام 1981 تضمه هو وممثلين لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي.

 وفي عام 1980 قام أمير الكويت جابر الأحمد الجابر الصباح بتكريمه، وبعد هذا التكريم بدأ العمل في إنشاء مركز علوم الفلك والأرصاد الجوية بالنادي العلمي في مقرة الجديد في جنوب السرة، وترك العجيري العمل في بناء المرصد الذي في الأندلس وفي 15 أبريل عام 1986 افتتح الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح المرصد بنفسه.

الإنتاج العلمي

ترك العم صالح عددا من المؤلفات والأبحاث في مجال علم الفلك، منها:

 – كتاب دروس فلكية للمبتدئين الطلاب

– كتاب علم الميقات

– كتاب التقويم الهجري وكيف يحسب

– المواقيت والقبلة

– التقاويم قديماً وحديثاً

– كتاب كيف نحسب حوادث الكسوف والخسوف

– خارطة ألمع نجوم السماء؛ تتضمن ألمع نجوم السماء في النصف الشمالي والجنوبي

– كيف تستدل على الفصول والوجهات الأربع؟

– تقويم القرون؛ صدرت الطبعة الأولى منه بعنوان التقويم العام

– مذنب هالي حدث كوني وانعكاس إنساني.

– تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية 2

– الاهتداء بالنجوم في الكويت

– جدولة الوقت

– دورة الهلال

كما ترك عدد من الأبحاث العلمية في المجال نفسه، مثل:

– المناخ والمواسم الزراعية في الكويت

– الخطوط والدوائر

– أهمية ميل الشمس

– مداخلات الزمن

– وسائل تعيين الجهات

– التواريخ قديماً وحديثاً

– التحقيق العلمي لموعد طلوع الفجر الصادق

 – استخدام الحاسبات الفلكية في إثبات الرؤية الشرعية للهلال

الجدولة الشاملة للمواقيت في شتى بقاع الأرض

– رصد الكواكب والنجوم.

——-

* اعتمدنا في هذا التقرير على ما ورد عن العم العجيري في موسوعة “ ويكيبيديا“.

Exit mobile version