معرض الكتاب الدولي بمصر يحتفي بخصوم الإسلام ويستبعد المفكرين الإسلاميين

 

شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين إقبالاً كثيفاً من الزائرين المصريين والعرب والأجانب، وقد شارك فيه أكثر من ألف ناشر محلي وأجنبي، وأقام المشرفون على المعرض فعالياته تحت عنوان “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، وجعلوا الكاتب الراحل يحيى حقي شخصية المعرض الرئيسة، وإلى جانبه كاتب الأطفال الراحل عبدالتواب يوسف.

استبعاد “الإسلاميين”

وكان لافتاً في الفعاليات التي بدأت مع تدشين المعرض، في 26 يناير الماضي وتنتهي 7 فبراير الحالي، استبعاد المفكرين والكتَّاب الإسلاميين والقضايا الإسلامية الحقيقية، وتركز الحديث حول التطرف والإرهاب وهجاء الإسلام كالعادة، وناقشت الفعاليات بعض كتابات وزير الأوقاف الموالي للسلطة، وهي كتابات باهتة دعائية، مع حفاوة خاصة بالكتب التي تهاجم الحركة الإسلامية، وتدين الشعب بسبب ثورته العظيمة في يناير 2011، ومن ذلك الاحتفال الكبير بكتاب “رياح الخماسين” للكاتب المخابراتي الراحل ياسر رزق، وهو كتاب مليء بالأكاذيب والافتراءات ضد الحركة الإسلامية وثوار يناير، ويقف في صف أعداء الشعب والمتآمرين عليه، ويبرئهم من القتل والذبح وتعويق الديمقراطية المبشرة التي تم وأدها تماماً!

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك اهتمام مبالغ فيه بالكلام الدعائي الفج المليء بالأكاذيب لكاتب يدعى محمد الباز، وتضمنه كتاباً له في 5 أجزاء، كلها نقول كاذبة، وفبركات ما أنزل الله بها من سلطان.

مجهولون!

وقد فتح المشرفون على المعرض المجال واسعاً لأشخاص مجهولين هاجموا القرآن الكريم وطالبوا بوضعه تحت آليات النقد، مع رفض تفسيرات العلماء الموثوق بهم، ومنهم شخص يدعى أحمد سعد زايد، زعم أن الأخلاق لا علاقة لها بالدين، وأن البخاري يعد مشعوذاً في رأي بعضهم! وقال المذكور: المنشأ للأخلاق مبحث كبير، وأنا أرى الأخلاق ليس منشؤها الدين، والواقع يقول: إن هناك مجتمعات شديدة التدين، ومع ذلك يستشري فيها الفساد (؟!)، ونرى كيف دفعت ثقافة المجتمع فتاتين للانتحار بعد ظهور صور مفبركة لهما، فالشرف في الفكر العربي وليس الإسلامي هو ما بين الفخذين (حسب وصفه)، وذلك ينطبق أكثر على المرأة!

وأضاف المذكور: لدينا تاريخ طويل، 1400 سنة ولا يوجد قضية ليس عليها اختلاف، ومنها قضية القداسة ومستويات القداسة، وهي بمنتهى البساطة مرتبطة بحركة التدوين التاريخي التي لم يتفق حولها المسلمون، فـالحديث والنصوص المنسوبة للنبي (صلى الله عليه وسلم) ليس متوافقاً عليها، فالبخاري عند البعض دجال مشعوذ (حسب زعمه)، واختلفت مذاهب أهل السُّنة حول الأحاديث!

وأردف المدعي: الإشكال في مناهج الأزهر الارتباط بالكتب القديمة دون وجود مناهج نقدية، ومن مصلحة المؤسسة الدينية إدخال الدراسات النقدية على النص القرآني، ومراجعة مراحل القداسة والتدوين بداية من القرآن والأحاديث النبوية، وإذا كان هناك ثقة في النص إذاً لماذا الخوف؟ حسب ادعاءات هذا المجهول!

وسبقت إقامة المعرض حملة من المرتبطين بأجهزة الأمن لإرهاب دور النشر الإسلامية، واتهامها بنشر كتب متطرفة في الشعر والرواية والأدب عموماً، وبالفعل تم حرمان بعض دور النشر من المشاركة في المعرض، وسحب بعض الكتب الأدبية التي لا علاقة لها بالتطرف أو الإرهاب!

Exit mobile version