نتناول في هذه الحلقة رسم مخطط لأهم ما تناولناه في الحلقات السابقة في القسم الأول من هذا البرنامج، والذي انشغل بتحليل أهم الاتجاهات المخالفة لعقيدة التوحيد من ناحية، وتعامل القرآن مع هذه الاتجاهات، وأهم مبادئ المحاججة والمناظرة والحوار العقدي التي قدمها الوحي في هذا الشأن، مع بيان بعض الفوائد التربوية في التنشئة العقدية للنشء والشباب.
مخطط القسم الأول
(الاتجاهات الـمُـخالِفة لعقيدة التوحيد)
كما نتناول فيما يلي أهم مبادئ محاججة القرآن للمخالفين لعقيدة التوحيد:
الفوائد التربوية:
يمكن أن نشير إلى الفوائد التربوية التي يمكن تضمينها برامج التعلم والتثقيف العقدي للنشء وأهمها ما يلي:
– الحوار مع المخالفين: إن أكثر أنواع القضايا شدة وتباينًا من بينا القضايا التي تناولها القرآن الكريم، هي تلك التي تعلقت بوجود الله تعالى والمصير والغيب، ومع ذلك فتح القرآن بابًا للحوار مع هؤلاء المخالفين، فأرسى بذلك مبدئية الحوار الإنساني بين البشر في هذه القضية، والأولى أن يكون الحوار قائمًا في القضايا الأقل منها.
– الحقيقة: إن غاية الحوار مع المخالفين – كما ذكرها القرآن- هو الوصول إلى الحقيقة التي يدور حولها القرآن منذ بداية آياته الأولى.
– البرهان: يحفز القرآن عند الاختلاف في قضية ما إلى البحث الذاتي عن البرهان أو الدليل أو الحجة، وينبذ القرآن القول بالهوى أو التحيز. لذلك فالقرآن وهو صاحب الحكم اليقيني، لم يطلق أحكامه في قضايا المخالفين من منطلق وجداني محض، بل دفع إلى الدليل والحجة المادية المحسوسة لبلوغ الحقيقة التي يملكها بكل سهولة وأريحية.
– العقل مناط الإيمان: إن انفتاح القرآن على المخالفين يعني أنه يرفض الإيمان بالوراثة، وأنه لا تقليد في الإيمان، بل الإيمان طريق بحثي للذات المؤمنة تصل إليه عبر تفكير واقتناع ويقين.
– حوار الإيمان: إن حوار الإيمان مع المخالفين لا ينتهي، وهو حوار مستمر، لكن له أصوله وقواعده التي خطها القرآن، فعلى مؤمن أن يتتبع خطى القرآن للوصول إلى هذه القواعد والأصول على اعتبار أن كل مؤمن هو مشروع دعوة إلى الهداية.
– دلائل الهداية: أكد القرآن في حواره مع المخالفين على أهم دلائل الهداية وهي السير والنظر والتجربة والاعتبار والعلم، وهذه كلها مفاهيم ضرورية في مبادئ التنشئة العقدية.
يتبع -إن شاء الله- القسم الثاني من برناج القرآن لدرس العقيدة، ويتعلق بالجانب الإيجابي في طرق بناء العقيدة لدى النشء والشباب في المنظور القرآني.