وقف عرض فيلم “أميرة” المسيء للأسرى الفلسطينيين

قررت أسرة فيلم “أميرة”، الخميس، وقف عروضه إثر انتقادات واسعة طالته، واعتبرت أنه “يشكك في نسَب أبناء الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، الذين تم إنجابهم عبر نطف مهربة من آبائهم“.

ورحّب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، بالخطوة، لكنه رفض طرح الفيلم للنقاش، وطالب “بطي صفحته إلى الأبد.

وقالت أسرة الفيلم، في بيان نقله مخرجه المصري محمد دياب عبر حسابه على فيسبوك: “نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية.

وأضاف: “سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته“.

وتابع البيان: “نحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية“.

وأكمل: “نتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهمه ولكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً أو اجتزاء“.

ووفق البيان “عرض الفيلم في سبتمبر 2021 في مهرجان فينيسيا، الذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة المصري وقرطاج التونسي، وشاهده آلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي“.

خطوة أولى

من جهته، اعتبر نادي الأسير، قرار أسرة الفيلم خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا إلى “طيّ صفحته نهائيا، وعدم إخضاعه للمناقشة“.

وقال رئيس النادي قدورة فارس، في بيان له “إن الموقف الذي صدر عن القائمين على فيلم أميرة المتمثل بوقف عرضه، هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، حتّى يتم طي صفحة هذا الفيلم، الذي يُشكل طعنة لنضال أسرانا وعائلاتهم“.

وردا على دعوة طاقم الفيلم لتشكيل لجنة لمشاهدته، قال فارس: “حرصنا على مشاهدة الفيلم من ألفه إلى يائه، وعقدنا أكثر من جلسة وتوقفنا مطولًا عند التفاصيل التي يتناولها، قبل الإعلان عن موقفنا الرافض له“.

وتابع: “الأجدر بدلًا من دعوتهم (أسرة الفيلم) لتشكيل لجنة أن يتم طي صفحة الفيلم مرة واحدة وللأبد، وإذا أرادوا معرفة ما المطلوب عليهم أن يقرؤوا البيان الصادر عن أسرانا الأبطال“.

وعبّر فارس عن “تقديره العالي لموقف الشعبين الفلسطيني والأردني الرافض للفيلم والذي شكّل الحلقة الأساس في مسار خطوة وقف عرضه“.

ودعا الأسرى في بيانهم، الأربعاء إلى “سحب هذا الفيلم المسيء لقضية إنسانية بامتياز، ومعاقبة جميع من شارك في هذه الجريمة مِن منتجين ومخرجين وممثلين ومسوقين“.

وكشفوا عن تواصلهم مع منتج الفيلم الرئيسي عام 2019م عبر قنوات عدة “وأهمها إحدى زوجات الأسرى والتي كانت تحمل في أحشائها (نطفة محررة) معترضةً على الحبكة المسيئة، وعارضةً (…) توفير الرواية الصحيحة والتي تنافي مع ما ذهبت إليه قاعدة الفيلم الأصلية“.

واختار الأردن، في 12 نوفمبر الماضي، فيلم “أميرة” كي يمثله في الدورة الـ94 لجوائز الأوسكار للتنافس في فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، والتي سيتم إعلان جوائزها في مارس المقبل.

وبحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، يشكك الفيلم في نسب أبناء الأسرى داخل سجون الاحتلال، الذين تم إنجابهم عبر “نطف مهربة” لآبائهم، الأمر الذي وصفه الفلسطينيون بـ”الخيال الهادف لتحقيق مكاسب فنية على حساب تضحيات الأسرى“.

ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها “أميرة”، ولدت عبر نطفة مهربة من والدها القابع في سجن “مجدو” الصهيوني، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن هذه النطفة تعود لضابط صهيوني مسؤول عن التهريب من داخل السجن، والذي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة.

Exit mobile version