د. هاني رسلان.. مصر تفقد أحد حماة النيل

 

في توقيت حرج، بينما تواصل مصر معركتها التاريخية للدفاع عن حقها المشروع في مياه النيل بعد خلافات مع إثيوبيا بسبب سد النهضة، توفي أمس السبت د. هاني رسلان، أحد الخبراء القلائل البارزين في الشأن السوداني والمعنيين بملف “سد النهضة” في مصر، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الواجهة الأهم في الملفات الحرجة بالبلاد.

مرجعية مهمة

وبحسب تقارير رسمية، توفي رسلان متأثراً بتداعيات إصابته بفيروس كورونا، خاصة أنه كان يعاني من فشل كلوي، إلى أن أصيب بالفيروس مؤخراً لتتدهور صحته ويتوفى، صباح أمس، بعد أن تم وضعه على جهاز تنفس صناعي قبل أسبوعين في وضع حرج.

وكان رسلان مرجعاً مهماً للباحثين في القضايا الأفريقية الشائكة، وأحد الكتَّاب المتميزين القلائل في الشأن السياسي الأفريقي، وكان له صدى كبير في الأوساط السياسية الأفريقية، وكان مقصدًا للصحفيين ومعدي البرامج الإخبارية التلفزيونية، فقد كان يمتلك رؤية ثاقبة تمكنه من قراءة المشهد بعناية فائقة، ولا سيما في القضايا الإثيوبية والسودانية.

وشغل رسلان على مدار عمله في مؤسسة الأهرام عدة مناصب مهمة، فقد كان رئيس ومؤسس وحدة دراسات السودان وحوض النيل‏ بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.

وكان رسلان يؤمن بأن إثيوبيا تصر على الإضرار بشعبي مصر والسودان.

وأكد، في آخر تصريحاته بنوفمبر الماضي، أن ما يقوم به رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد يدل على ارتباكه وانفصاله عن الواقع، موضحاً أن المرحلة الحالية حرجة للغاية، وأحد الاحتمالات هو انهيار الدولة الإثيوبية نفسها بسبب تعنت رئيس الوزراء الإثيوبي ورفضه حلول وفتح حوار أو تفاوض مع التيارات الأخرى.

نعي واسع

وتحولت منصات التواصل الاجتماعي بمصر خاصة على حسابات النخب والمؤثرين إلى سرادق عزاء في رحيل هاني رسلان، وفق رصد مراسل “المجتمع”.

وقالت “مؤسسة الأهرام”، في نعي لها على بوابتها الرسمية: “برحيل الكاتب الكبير والباحث الفذ، د. هاني رسلان، فقدت مصر ومؤسسة الأهرام، رجلًا وطنيًا، عاش خادمًا لقضايا بلاده، مدافعًا عنها حتى مماته، فكان بمثابة شوكة في حلوق كل من كان يتلون في أمور السياسة الأفريقية أو يتلاعب في وقائعها التاريخية أو يسعى لتزييف الواقع”.

وأضافت أن الراحل كان في قضية “سد النهضة” صاحب جولات طويلة عبر كتاباته وتحليلاته المختلفة ولقاءاته التلفزيونية المتعددة، استطاع من خلالها أن يمثل قوى ناعمة استطاعت بالفكر أن تتصدى لمن حاول أن يزيف واقع القضية، وفضح الادعاءات الإثيوبية، وغيرها من القضايا المهمة على صعيد السياسة الأفريقية.

وأعرب نقيب صحفيي مصر الأسبق يحيى قلاش عن حزنه العميق لفقد مصر لرسلان، مؤكداً أنه كان الباحث الوطني الجاد والمحترم.

ووصف المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي في نعيه بأنه “حارس النيل” قائلاً: في رحمة الله ورضوانه الأخ الحبيب والزميل الكريم والجار الطيب والإنسان الشريف الباحث الجاد المثقف الغيور على وطنه حارس النيل د. هاني رسلان.

وقال الكاتب الصحفي البارز محمد جمال عرفة، في نعيه على حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”: توفي صديقنا د. هاني رسلان، الخبير بمركز الأهرام وأحد أعمدة خبراء السودان و”سد النهضة”، اليوم، متأثراً بتداعيات كورونا وغسيل الكلى بعد فترة من دخوله المستشفى، وأشهد له بحسن الخلق.

ونعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة بمصر الفقيد، مؤكدين أنه واحد من أفضل المتخصصين في الشأن المائي والشؤون الأفريقية.

وقالت د. أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والخبيرة في الشؤون الأفريقية، على حسابها على موقع “فيسبوك”: فقد مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الزميل الأستاذ هاني رسلان، متأثراً بتداعيات اللعين كورونا المستجد، نعزي أنفسنا، وأهله ومحبيه وأصدقاءه، ونذكر للفقيد عظيم عمله ومجهوده لخدمة قضايا وطنه، وقضايا وادي النيل، خصوصاً دراسات الشؤون السودانية.

Exit mobile version