اقتصادي تونسي: هذه شروط نجاح أردوغان في حربه على الربا

 

قال الخبير الاقتصادي التونسي محمد النوري، في تعليقه على مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلغاء الربا في بلاده: إن الربا من أعوص المسائل، كما بين ذلك علماء الاقتصاد والفقهاء؛ وبالتالي محاربته بحاجة إلى تهيئة الأرضية وتوفير المناخ واستجماع الشروط الضرورية وفي مقدمتها إحلال البديل في ظل نظام عالمي قائم على الربا.

وتابع، في تصريح لـ”المجتمع”، ما يقوم به الرئيس أردوغان في نظري ليس محاربة للربا؛ لأن ذلك يقتضي الإفصاح عن البديل، وإنما تهيئة في ذاك الاتجاه.

وأردف: تخفيض سعر الفائدة توجه انتهجه العديد من الدول الكبرى؛ لأنه تبين لها أن الاعتماد عليه في سياساتها النقدية لم يحل المشكل، فسعر فائدة مرتفع يعاقب الاستثمار وعامل إضافي للتضخم، وسعر فائدة ضئيل أو صفري أو سلبي يعاقب الادخار ويدفع إلى هروب الأموال إلى الخارج؛ وبالتالي لا مفر من البحث عن بديل وهو في الاقتصاد الإسلامي معدل العائد أو الربح الذي يقوم على تقاسم المخاطر وليس تحويل المخاطر.

وحول المعركة المفروضة على تركيا قال: إن تركيا خاضت عدة معارك وكسبت أغلبها، ولا مناص لها من خوض معركة الربا، ولكن بتوفير الشروط المطلوبة وفي مقدمتها توسيع العمل بأدوات التمويل الإسلامي وتطويرها وتنمية القطاع غير الربحي وتوفير فضاء إقليمي ودولي مساند وتوسيع الشراكات والتعامل بأوسع ما أمكن بسلة من العملات وعدم الارتهان إلى واحدة أو اثنتين منها كالدولار واليورو.

وهذا بالضبط ما فكر فيه أربكان من خلال مشروعه الطموح إنشاء مجموعة الدول الإسلامية الثماني.

وخلص إلى أنه ما لم يحصل ذلك ويوفر حزاماً إقليمياً وعالمياً لبديل عن هيمنة الدولار وسعر الفائدة ستتعرض تركيا إلى حروب اقتصادية ومالية متواصلة.

Exit mobile version