مصطفى محمود.. 12 عاماً مضت على رحيل صاحب العلم والإيمان

 

تهل اليوم الأحد ذكرى وفاة العالم المصري والمفكر الإسلامي الدكتور مصطفى محمود، حيث توفي في 31 أكتوبر من العام 2009، أي قبل 12 عاما، عن عمر ناهز الـ 88 عاما حافلة بالعطاء في ميدان العلم والثقافة والأدب والفلسفة.

كان موسوعيًا بما تحمل الكلمة من معني فكان صوفيًا زاهدًا وعالمًا مستنيرًا وفيلسوفًا حكيمًا وطبيبا يأسر القلوب ومفكرًا يستلب العقول بمنطقه السليم وحجته الدامغة وغزارة علمه وتشعب معلوماته.

أثرى حياتنا بعلمه فترك وراءه ميراثا غزيرًا في تخصصات متنوعة ، فكانت مثل الحديقة الغناء بدءًا من الطب مرورًا بالأدب والفلسفة ثم برنامجه الرائع العلم والإيمان الذي قدم فيه لمكتبة التلفزيون زهاء 400 حلقة لطالما تابعها الملايين من المشاهدين بشغف شديد .

محطات بارزة

توجهاته السياسية

لم يكن الدكتور مصطفى محمود مؤدجلًا في فكر سياسي محدد لكنه مهتماً بأحوال أمته السياسية ومتابعًا لها بشكل دقيق وكان معارضًا لسياسة “جمال عبد الناصر”، وهذا ما كان يُعبّر عنه دائمًا في مقالاته وقصصه وتصريحاته، ففي إحدى التصريحات قال: “أخطاء عبد الناصر أكثر من حسناته، فما الفائدة من أن تبني سدًا أو مصنعًا وتهدم الشخصية المصرية والإنسان؟!”، ونتيجةً لهذه المواقف مُنِعَ مصطفى محمود من الكتابة لفترة من الزمن في عصر جمال عبد الناصر.

ضد الصهيونية

ركز الدكتور مصطفى محمود الكثير  من كتاباته ومقالاته حول كشف خطر الصهيونية على العالم والمنطقة فوظف لها 9 كتب أصدرها خلال حقبة التسعينيات، تتضمن أطروحاته الفكرية تجاه القضية الفلسطينية وخطر المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة .

وقال أدهم نجل الدكتور مصطفى محمود، إن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك منع مقالات والده من النشر منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وعبر سلسلة كتبه التي تناولت كشف المشروع الصهيوني، تطرّق الدكتور مصطفى محمود إلى كثير من الخطط الصهيونية، ومنها تشويه الإسلام ، وكان من أوائل من تكلم عن مشروعات إسرائيل للتحكم في منابع النيل عن طريق السيطرة على منطقة البحيرات الكبرى، وإثارة الحروب والفتن الطائفية والعنصرية بين نصارى الجنوب ومسلمي الشمال في السودان.

طاقة من تراثه الفكري

ورغم تعدد مشاربه واهتماماته الفكرية والعلمية وتنوع روافده واسهاماته، لكن يظل هناك خيط رفيع يجمع بينها حاملا عنوان «البحث عن الله» وهو الموضوع الذي استغرق30 عاما من مسيرته الفكرية والعلمية وقدم الدكتور مصطفى محمود للمكتبة العربية نحو 89 كتابا في فروع الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم، بالإضافة للقصص القصيرة والمسرحيات، ومن أشهر كتبه وقصصه: “تأملات في دنيا الله”، و”الإسلام في خندق”، و”زيارة للجنة والنار”، و”عظماء الدنيا وعظماء الآخرة”، و”عنبر ٧”، و”شلة الأنس”، و”المستحيل”، و”رجل تحت الصفر” و”حوار مع صديقي الملحد”، و”العنكبوت”، و”رائحة الدم”، و”ألاعيب السيرك السياسي”، و”إسرائيل البداية والنهاية”، و”أكل عيش”.

أقوال خالدة

لازال الكثير من أقوال وآراء الدكتور مصطفى محمود تتداول على نطاق واسع بين الكثير من النخب الفكرية والثقافية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تعليقًا على الكثير من أحداث واقعنا المعاصر فيما يشير إلى أن الدكتور – رحمه الله – كان يمتلك فكرًا ورؤية ثاقبة للكثير من واقعنا ومستقبلنا السياسي والتي أودع بعضها في كتابه ” قراءة المستقبل ” ، ومن أقواله الخالدة :

الرحيل صامتًا

رحل الدكتور مصطفى محمود الذى ملأ حياتنا فكرًا وعلمًا وثقافة صامتًا وكان قبل ذلك  ملء السمع والبصر حتى ” ملأ الدنيا وشغل الناس ” فكانت وفاته في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر، وشيعت الجنازة من مسجدهِ بحي المهندسين ولم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين، ولم تتحدث عنهُ وسائل الإعلام إلا قليلاً .

فسلام الله على الدكتور مصطفى محمود في الخالدين ..

Exit mobile version