من البرازيل إلى مصر.. الدول النامية تتجه للقاحات المحلية

في وقت تتراجع فيه إمدادات برنامج “كوفاكس”، تتجه الدول النامية بشكل متزايد إلى اللقاحات محلية الصنع لتطعيم سكانها ضد فيروس كورونا المستجد، وفق ما ذكرت صحيفة “الغارديان”.

في حين تتجه الدول الغربية إلى اعتماد الجرعات المعززة بعد أن قطعت حملات التطعيم مشوارا متقدما، قال برنامج “كوفاكس” التابع للأمم المتحدة إنه سيفشل في تحقيق هدفه بتوزيع ملياري جرعة على مستوى العالم بحلول نهاية هذا العام.

“وكوفاكس” مبادرة من منظمة الصحة العالمية أنشأت لضمان الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أن كثير من الدول النامية باتت تعتمد على اللقاحات محلية الصنع منها مصر التي أطلقت تجارب سريرية على لقاحها “كوفي فاكس”.

في وقت سابق من هذا العام، أعلن باحثون في السعودية عن بدء التجارب السريرية المبكرة للقاح طوره باحثون في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.

إلى ذلك، تسعى كوبا للحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية للقاح الخاص بها في وقت تسعى فيه للوصول إلى التحصين الكامل، بما في ذلك الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن عامين، بحلول نهاية عام 2021.

في البرازيل، التي تعد واحدة من أكبر البلدان تضررا من الوباء، تراهن العديد من معاهد الأبحاث على تطوير لقاحات محلية ضد كوفيد-19، فيما تخضع ثلاث لقاحات تعمل بتقنية الحمص النووي الرسول (mRNA) التي طورتها شركة “آركتورس ثربيوتكس” الأميركية لتجارب بشرية في سنغافورة للتحقق من فعاليتها.

وقال أستاذ علم الفيروسات، بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي لإنتاج جرعات اللقاح المصري، محمد أحمد علي، “أعطت الهيئة المصرية للأدوية موافقتها على تصنيع الدفعة الأولى من جرعات اللقاح تحت اسم Covi Vax لاستخدامها في التجارب السريرية”.

من ناحية أخرى، يُجري معهد بوتانتان، وهو مركز أبحاث عام في ساو باولو، تجارب بشرية في مراحل مبكرة على عقار “بوتان فاك”.

قال مدير الابتكار في شركة بوتانتان، كريستيانو غونسالفيس، “إن الاتحاد والداعمين وراء بوتان فاك قلقون بشأن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني من نقص الإمدادات في الوقت الحالي. الفكرة هي أن يخدم بوتان فاك السوق المحلي قبل أن تعمل الشركة على التصدير”.

وساعدت اتفاقيات نقل التكنولوجيا في سد فجوة التطعيم بالعديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مثل مصر، التي بدأت بالفعل الإنتاج المحلي للقاح “سينوفاك” الصيني.

والشهر الماضي، تحدثت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، عن خطة طموحة لإنتاج أكثر من مليار جرعة سنويا من لقاح سينوفاك، مما يجعلها “أكبر منتج للقاحات في أفريقيا والشرق الأوسط”.

كما أطلق المغرب مشروعا لإنتاج لقاح سينوفارم محليا. ففي يوليو الماضي، أعلنت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن الحكومة تخطط لإنتاج 5 ملايين جرعة في الشهر من اللقاح الصيني.

من جانبها، تجري إندونيسيا أيضا محادثات مع منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى ست شركات أدوية لتصبح مركزا عالميا لتصنيع اللقاحات، وفقا لوزير الصحة بودي جونادي صادكين.

في الغرب الأفريقي، تنتظر السنغال جرعاتها الأولى من لقاح مصنوع محليا في الربع الأول من العام المقبل، بعد أن وقع الرئيس، ماكي سال، صفقة لإنشاء منشأة لتصنيع اللقاحات على نطاق واسع مع المفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي والولايات المتحدة في يوليو.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتفاقية كانت جزءا من “مبادرة فريق أوروبا الأوسع نطاقا لدعم إنتاج الأدوية واللقاحات في جميع أنحاء أفريقيا”.

Exit mobile version