94 نائباً يمنحون الثقة لحكومة ميقاتي.. ونواب القوات اللبنانية يحجبونها.. فماذا عن ثقة الشعب؟

نحو 94 صوتاً ستنالها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في ختام جلسة مناقشة البيان الوزاري التي يسعى رئيس مجلس النواب لاختتامها مساء الاثنين بالتصويت على الثقة، متمنياً على كل كتلة نيابية أن تكتفي بمداخلة واحدة تسريعاً للأمر وتفادياً من المطولات التي كانت تستغرق في كثير من الأحيان ثلاثة أو أربعة أيام، إذ كان نواب يستغلون منبر المجلس النيابي لاستعراض بطولاتهم أمام الرأي العام واستثمارها انتخابياً.

وأبرز الكتل التي ستحجب الثقة هي “تكتل الجمهورية القوية” وعدد من النواب المستقلين في طليعتهم النائب ميشال ضاهر الذي سبق أن سمّى الرئيس ميقاتي في الاستشارات لكنه قرّر التغيّب عن الجلسة وعدم منح الثقة للحكومة بسبب تركيبتها التي لم تأت بوزراء اختصاصيين مستقلين.

وستنال الحكومة ثقة كتل المستقبل وتكتل لبنان القوي وضمانة الجبل واللقاء الديموقراطي والوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والمردة والوسط المستقل وبعض النواب المستقلين.

وإذا كانت الثقة النيابية بالحكومة التي اتخذت لنفسها شعار “الإنقاذ معاً” هامة إلا أن الثقة الشعبية تبقى ضرورية جداً وكذلك ثقة الدول العربية والمجتمع الدولي خصوصاً في ظل حال الانهيار الاقتصادي والمالي الذي لم يسبق له مثيل.

وفي تصريح يتسبّب بإحراج لحكومة ميقاتي، ذكرت الخارجية الإيرانية أن شحنة الوقود المرسلة إلى لبنان عبر سوريا كانت “بطلب من السلطات اللبنانية”. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة تعليقاً على قول ميقاتي إن صهاريج النفط انتهاك للسيادة اللبنانية “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة دوماً بدعم أصدقائها والحكومات الصديقة لها. وهذه العملية التجارية جرت بطلب من التجار اللبنانيين وهي عملية شراء عادية وطبيعية تماماً حيث تم بموجبها إرسال شحنة الوقود”.

وأضاف: “إنني لا أبدي الرأي حول قضايا لبنان الداخلية ولكن يمكنني أن أطمئنكم بأنه لو أرادت الحكومة اللبنانية غداً شراء الوقود منا لمعالجة مشاكل شعبها فإننا سنضعه تحت تصرفها”. وختم “إن السلام والأمن والاستقرار في لبنان مهمة لنا أكثر من أي شيء آخر ونساعد الحكومة اللبنانية أيضاً كي تحقق النجاح في هذا المسار”.

مصادر رئيس الحكومة تنفي التصريحات الإيرانية حول طلب السلطات اللبنانية شحنة الوقود

وفور صدور هذا الموقف الإيراني، سارعت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى التأكيد أن “الحكومة اللبنانية لم تطلب أية شحنة وقود من إيران”.

توازياً، لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أننا “شكرنا الله على خروج لبنان من أزمة الحكومة وشكرناه على تشكيل حكومة جديدة اتخذت شعار “معاً للإنقاذ”، وقال في عظة الأحد “نحن اليوم إذ نجدّد لها تمنياتنا بالنجاح نأمل أن تعمل كفريق وطني واحد يعكس وحدة الدولة لوقف التدهور والتصدي للعمليات المتواصلة لضرب الدولة ككل والمسّ بنظامها الديمقراطي”.

ورأى الراعي أنه “لا يمكن أن تستقيم الدولة مع ممارسات أو مواقف تتنافى وكيانها ومؤسساتها ويسمونها بكل بساطة نقاطا خلافية وكأن حلّها غير ضروري من مثل حياد لبنان وعدم انحيازه وتصحيح الممارسات المنافية للدستور واتفاق الطائف والطريقة التي تم فيها إدخال صهاريج المحروقات وإعاقة التحقيق بجريمة المرفأ كأن المطلوب إيقاف التحقيق”.

وأضاف “ما يعزز أملنا هو أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية التي استولدت هذه الحكومة تسمح لها بالقيام بالملح الذي يحتاجه الشعب اللبناني منها، أذكر أولاً إجراء الإصلاحات واستنهاض الحركة المالية والاقتصادية، ثانياً تأمين العام الدراسي ودعم المدارس الخاصة على غرار الرسمية، ثالثاً حل أزمة المحروقات والكهرباء وإغلاق معبر التهريب على الحدود، رابعاً معالجة قضية برادات التفاح منعاً لإتلافه”.

Exit mobile version