التمور السعودية.. داعم قوي لاقتصاد المملكة

تعتبر التمور أحد أهم المنتجات غير النفطية التي توردها المملكة العربية السعودية إلى بلدان عدة حول العالم، ولا سيما مع ما تتميز به تمور المملكة من جودة وتعدد في الأصناف.

ونظراً للاستهلاك المحلي الواسع للتمور، فضلاً عما يصدّر منه للخارج، يتشجع المنتجون المحليون إلى توظيف مهاراتهم لزيادة الإنتاج؛ لما يوفره من مدخول جيد، خاصة مع الإقبال الكبير على شرائه من قبل الحجاج والمعتمرين.

المرتبة الثانية عالميًا

وحلّت المملكة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث إنتاج التمور بواقع 17% من الإنتاج العالمي، وفق إحصائية صدرت في يوليو الماضي.

ووفق بيانات كشفها المركز الوطني للنخيل والتمور بالمملكة، في مارس 2020، حققت الصادرات السعودية للتمور نمواً سنوياً مسجلة عوائد بقيمة 865 مليون ريال (230.6 مليون دولار).

بحسب الإحصائية، ارتفعت قيمة صادرات التمور السعودية بنسبة 14.6% خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018 لتبلغ نحو 865 مليون ريال، في حين حققت في عام 2018 صادرات بقيمة 755 مليون ريال (201.3 مليون دولار).

وأوضحت الإحصائية ارتفاعاً في كميات التصدير بنسبة 13.5% لعام 2019، لتبلغ 184 ألف طن من التمور، وذلك مقارنة بعام 2018، حيث صدرت 162 ألف طن.

30 مليون نخلة

وتحتضن المملكة أكثر من 30 مليون نخلة تنتج 1.4 مليون طن سنوياً من أجود التمور العالمية.

ما ساهم في تطور إنتاج التمور بالمملكة تأسيس المركز الوطني للنخيل والتمور عام 2011؛ بهدف إنشاء جهاز مستقل للمساهمة في تطوير قطاع النخيل والتمور، وتحويله إلى نشاط مؤسسي، بالإضافة إلى كونه مرجعاً للمزارعين.

يؤكد المركز تحركه الدؤوب تجاه المساهمة في تطوير قطاع النخيل والتمور من أجل أن تتصدر السعودية دول العالم في إنتاج التمور وتسويقه وصناعته، واستثمار الفرص الطبيعية المتوافرة، وتحويلها إلى قواعد اقتصادية متينة.

الريادة العالمية

تحرص المملكة على الريادة في مجال التمور عالمياً؛ فقد تم تأسيس المجلس الدولي للتمور، الذي يهتم بالنطاق الدولي للقطاع وترأسه المملكة، وأقيمت الجلسة التأسيسية الثانية له في مايو 2019 بالمدينة المنورة.

وسبق ذلك تنظيم المؤتمر العالمي للتمور عام 2018 بمشاركة العديد من الدول والجمعيات والشركات العالمية؛ بهدف تبادل الخبرات لتطوير هذا المنتج الذي يشكل أهمية اقتصادية ووطنية وتاريخية؛ لكونه أحد أهم المصادر الغذائية قديماً لدى أبناء الجزيرة، ولقيمته الغذائية العالية.

وانطلاقاً من الدعم الحكومي لمنتج التمور لتكون المملكة المصدر الأول عالمياً؛ أطلق المركز الوطني للنخيل والتمور، في عام 2018، “علامة التمور السعودية”، التي تضمن جودة التمور والممارسات الزراعية الجيدة في إنتاج النخيل.

وفي هذا الجانب، أطلق المركز الوطني للنخيل والتمور، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، “المواصفات القياسية الاسترشادية للتمور السعودية”، وتضم 18 صنفاً من أشهر التمور المحلية وفق تصنيف من 3 درجات “ممتازة -أولى- ثانية” روعي في تصنيفه الحجم والوزن.

وفي يناير 2020، أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) برنامج “مسرعة أعمال التمور” في الأحساء والمدينة المنورة والقصيم.

يهدف البرنامج إلى تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال أفضل الممارسات المحلية والعالمية المتخصصة في القطاع الزراعي، وعرض المنتجات أو الخدمات على المستثمرين بشكل مباشر خلال فترة البرنامج الذي استمر 15 أسبوعاً.

وأطلق أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، في ديسمبر 2019، مشروع مركز خدمات التمور بالمدينة المنورة.

المشروع يقدم الخدمات الزراعية واللوجستية والتسويقية لما قبل وبعد حصاد التمور، بتكلفة تقدر بنحو 120 مليون ريال (32 مليون دولار)، على مساحة 100 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 16 ألف طن، ويخدم أكثر من 500 ألف نخلة.

157 مصنعاً للتمور

بالإضافة إلى هذا، يسهم 157 مصنعاً للتمور محلياً في صناعة المنتجات التحويلية، وتتجه في ظل التقدم الصناعي إلى التطور في مستوى الإنتاج والتصدير.

كل هذا يأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة المستقبلية 2030؛ حيث تسعى لتكون المصدر الأكبر للتمور على مستوى العالم.

أجود الأنواع

وتنتج نخيل المملكة بشكل عام 400 صنف، منها أصناف لا يفضلها المستهلك وتعتبر كميات فائضة.

وأفضل التمور، هي: تمر العجوة؛ الذي يجمع بين التمر الجاف والطري، وله خصائص علاجية حيث ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذاك اليوم سم ولا سحر”.

وأيضاً هناك تمر عنبرة، وهي من التمور المفضلة بسبب شكلها السمين وبذرتها الصغيرة، كما أنها من أغلى الأصناف، وهي بنية اللون وطعمها حلو ومليئة بالبروتين.

في حين يعد تمر الصفوي من التمور الحلوة المليئة بالفيتامينات، وتشتهر بمحتواها المعدني العالي، ولها فوائد علاجية فهي تقتل ديدان المعدة.

ومن التمور المفضلة تمر البلح، وطعمها مثل الكراميل والسكر البني، وهي التمور الصفراء المقرمشة، غالباً ما تباع وهي ما تزال على الأغصان، وتخزَّن في الثلاجة عدة أشهر، ولها خصائص مهمة في الهضم، لذلك يُنصح بتناولها بعد الأكل لتسهيل عملية الهضم.

أما تمر الخضري فيعتبر واحداً من أكثر التمور التي تصدَّر؛ بسبب نضارتها وأسعارها المعقولة، وتكون بنية داكنة حلوة مجعدة تأتي إما كبيرة أو صغيرة.

تتميز الخضري بقدرتها على البقاء أوقاتاً طويلة، ومقاومتها للحرارة، ولونها الأسود الذي لا يتغير مع مرور الوقت، كما أنها مناسبة لمرضى السكري الذين يعانون انخفاض السكر في دمهم.

ويُعد تمر السكري أشهر أنواع التمور في القصيم الذي يمثل 85% من إنتاجها، بالإضافة لأنواع أخرى كالبرحي ونبتة علي ونبتة سيف والإخلاص والرشودي.

مهرجان التمور

يتضح اهتمام السعودية بالتمور من خلال مهرجان سنوي ينطلق في أغسطس من كل عام، في احتفالية للحصاد يقوم بها المزارعون ويستمر 36 يوماً، يرد فيه أكثر من 35 منتجاً من مختلف أنواع التمور.

ذلك هو مهرجان بريدة للتمور الذي يستقبل أكثر من 200 ألف طن؛ نتيجة حصاد أكثر من 8 ملايين نخلة، ويسجل تصاعداً يومياً.

وتتجه أنظار عشاق التمور من جميع مناطق المملكة والخليج وبعض بلدان العالم صوب هذا المهرجان الذي يقام في القصيم.

حيث تشهد ساحته، خاصة في أوقات المزادات بعد صلاتي الفجر والعصر، حضوراً ملحوظاً من قبل التجار والزوار، وإقبالاً منقطع النظير على معروضاته التي غزت الأسواق الأوروبية بنجاح.

يقوم على إدارة السوق مئات من الشباب، ويوفر 3 آلاف فرصة عمل ومشاريع صغيرة في بعض المهن المتعلقة بالتمور.

Exit mobile version