شركات الطيران قلقة مع تراجع آمال التعافي من “كوفيد- 19”

لم يضع يوهان لوندجرين أي وقت في الدفع سريعاً برسالة شكوى عندما حذر وزير في حكومة المملكة المتحدة أخيراً من أنه من السابق لأوانه حتى التفكير في حجز عطلة صيفية.

غضب لوندجرين، الرئيس التنفيذي لشركة إيزي جت، ثاني أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا، أمر مفهوم لأن المخاطر كبيرة جداً بالنسبة لصناعة الطيران التي تتعرض آمالها في التعافي الذي يقوده اللقاح هذا العام للخطر.

أغلق الوباء الأجواء فجأة في الربيع الماضي، ما أدى إلى تعرض الصناعة لضربة قاسية جعلتها تتحمل أكبر انخفاض في حركة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية. بعد أقل من شهرين في هذا العام أصبح الخطر الذي تواجهه شركات الطيران أقرب إلى الخنق البطيء حيث يتم تشديد قيود السفر من دولة إلى أخرى، وفي بعض الحالات يتم إغلاق الحدود لمنع انتشار أنواع جديدة من كوفيد – 19.

بالنسبة لصناعة تبلغ قيمتها 800 مليار دولار مبنية على نقل الناس، هذه صورة مقلقة. شددت أوروبا والولايات المتحدة قيود السفر، وأدخلت المملكة المتحدة قواعد حجر صحي أكثر صرامة، بينما يتوقع أن تظل الحدود الأسترالية مغلقة حتى نهاية العام.

قال لوندجرين لـ”فاينانشيال تايمز”: “تغيير قيود السفر، مثل الحجر الصحي، هما أكبر عائقين أمام حجوزات العملاء”.

يقول أندرو تشارلتون، وهو مستشار طيران، بصراحة: “الدول التي كانت جيدة حقا في قمع الفيروس فعلت ذلك بإيقاف الطيران الدولي”.

تعد نيوزيلندا من بين الدول التي اتبعت مثل هذا النهج – نقلت شركة الطيران الرئيسة التابعة لها ستة آلاف مسافر فقط لمسافات طويلة في ديسمبر.

حتى مع استمرار اللقاحات في تقديم حل طويل الأجل لكوفيد – 19 – وما زالت معظم شركات النقل تعتقد أن هذا العام سيكون في نهاية المطاف أفضل من العام الماضي – تتضاعف المؤشرات على وجود ضغوط متجددة.

انخفض عدد الرحلات الجوية في المجال الجوي الأوروبي هذا الشهر إلى أدنى مستوى منذ فرض الإغلاق الصارم الأول في الربيع الماضي. على الرغم من سوق الخطوط الجوية المحلية المدعومة بالانتعاش الاقتصادي، تعثر تعافي الصين مع عدم تشجيع بكين السفر خلال العام القمري الجديد.

قلصت شركات الطيران طموحاتها الضئيلة بالفعل في الربع الأول، مع توقع إيزي جت ومنافستها رايان إير 10% فقط من جداولها العادية.

في إشارة إلى كيف أدى الوباء مرة أخرى إلى إرباك توقعات الصناعة، اعترف الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل شركات الطيران على مستوى العالم، بأن هناك خطرا متزايدا من أن أعداد الركاب لهذا العام ستكون أقل من توقعاته.

قال برايان بيرس، كبير الاقتصاديين في أياتا: “كنا نبني توقعاتنا على قدرة الحكومات ورغبتها في البدء في خفض قيود السفر بمجرد تلقيح الجزء المستضعف من السكان”. أضاف: “أعتقد أن ما رأيناه في الأسابيع الأخيرة هو أن الحكومات تتخذ نهجا أكثر صرامة وحذرا”.

مع التوقعات الخاصة بشركات النقل التي يبدو أنها تزداد خطورة يوما بعد يوم، فإن التداعيات أعمق بكثير من تحطيم توقعات الركاب.

حذرت شركة أمريكان إيرلاينز ـ مقرها تكساس ـ هذا الشهر من أن 13 ألفاً من موظفيها معرضون لخطر التسريح، وألقت باللوم على قيود جديدة على السفر الدولي وبطء توزيع اللقاح.

قال الرئيس التنفيذي، دوج باركر، في مذكرة للموظفين: “كنا نعتقد تماما أننا سننظر في جدول صيفي حيث تحلق جميع طائراتنا ونحتاج إلى كامل قوة فريقنا. للأسف، لم يعد هذا هو الحال”.

اللغة المستخدمة من قبل رئيس أمريكان إيرلاينز، تلطف المعاناة التي واجهتها شركات النقل نتيجة تحطيم التوقعات بشكل متكرر خلال الوباء.

قال توني دوجلاس، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الاتحاد الإماراتية، إنه كان يأمل في حدوث انتعاش في أعداد الركاب بحلول النصف الثاني من العام، لكن “في كل مرة نعيد النظر فيها تقريبا يتغير ما يحدث”.

بالنسبة لشركات الطيران الأوروبية على وجه الخصوص، كان ينظر إلى احتمال إجراء تطعيم جماعي يطلق العنان لزيادة الحجوزات الصيفية على أنه مفتاح لإصلاح ميزانياتها العمومية. قال جيفري ويستون، الشريك في شركة باين الاستشارية: “الصيف أمر بالغ الأهمية، إنه أمر بالغ الأهمية حقا” لشركات الطيران الأوروبية.

لقد جمعت أكبر خمس شركات طيران في المنطقة – رايان إير، وآي أي جي، ومالكة بريتش إيرويز، ولوفتهانزا، وويز إير، وإيزي جت ـ بالفعل نحو 20 مليار دولار من مزيج من الحكومات والمساهمين وأسواق السندات لمساعدتها على الصمود في وجه الأزمة.

يعتقد محللون في بيرنشتاين أنه في حالة السيناريو الأسوأ، مع تضاؤل رحلات الطيران خلال الصيف، من المرجح أن تكون ويز إير وحدها هي التي تتجنب الاضطرار إلى جمع مزيد من الأموال.

في حين أن الانتشار البطيء لحقن اللقاح في بعض الدول قلل من فرص حدوث انتعاش قوي في السفر الدولي، فإن العدو الجديد لشركات الطيران هذا العام أكثر إثارة للقلق: انتشار سلالات كورونا الجديدة التي قد تكون أكثر مقاومة لمجموعة اللقاحات الحالية.

قد تكون تجربة صغيرة وجدت أن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد أقل فاعلية في إيقاف الحالات الخفيفة والمتوسطة من سلالة كورونا الجنوب إفريقية، قد زاد الضغط على حكومة المملكة المتحدة لفرض قيود سفر أكثر صرامة الأسبوع الماضي. كما أنها تعقد أي محاولة لتحقيق تنسيق دولي بشأن قواعد السفر بين الحكومات، وهو أمر يعتقد التنفيذيون في شركات الطيران منذ فترة طويلة أنه ضروري لاستئناف السفر الجوي على أي نطاق.

قالت السويد والدنمارك إنهما ستقدمان جوازات سفر رقمية خاصة بفيروس كورونا بحلول الصيف، للمساعدة على إنشاء معايير دولية حول اعتماد الأشخاص على أنهم لائقون للسفر. علاوة على ذلك، تركت شركات الطيران إلى حد كبير لتطوير حلولها الخاصة، والعمل معا لتطوير جوازات سفر صحية رقمية من شأنها أن توفر شهادة فحص سلبية للفيروس وتفيد بتلقي اللقاح.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة ويز إير، جوزيف فاردي، يقر بأنه “في هذه المرحلة الزمنية، كصناعة لا نملك مصيرنا، نحن نركز على القرارات السياسية”.

في الولايات المتحدة تتوقع جميع شركات الطيران الكبرى تعافيا أبطأ في السفر الدولي لمسافات طويلة مقارنة بالرحلات المحلية. توفر سوقها المحلية الكبيرة على الأقل للمشغلين وسادة غير متاحة لشركات المسافات الطويلة الأوروبية.

بالنسبة إلى صناعة تشكل الحدود المفتوحة شريان حياتها، قدم 2021 بالفعل تذكيرا بأن أي استعادة لذلك لا تزال بعيد المنال.

قال دوجلاس، من شركة الاتحاد: “لا يوجد أي شخص يمكنه أن يبتسم ويفكر “أنا في مكان أفضل من المنافسين” واقعياً الجميع معرضون للخطر”.

Exit mobile version