لاجئون عراقيون في سوريا يطالبون حكومتهم بإعادتهم إلى البلاد

طالب اللاجئون العراقيون في مخيم الهول الحكومة العراقية بالسعي لإعادتهم إلى بلادهم، وأكدوا أن من حقهم العودة، فيما تمنت الإدارة الذاتية أن يقدِم العراق على خطوات جادة لإنهاء ملف اللاجئين العراقيين في مخيم الهول.

استقبلت مناطق شمال وشرق سوريا منذ العام 2014 آلاف العراقيين، الذين فروا من هجمات مرتزقة داعش على محافظة الموصل، واستقرت هذه الأسر في مخيم الهول الواقع 45 كم شرق مدينة الحسكة.

كما انتقلت أسر عراقية أخرى إلى المخيم أثناء معارك الباغوز آخر معاقل مرتزقة داعش، بداية عام 2019، وحاليًّا يبلغ تعداد اللاجئين العراقيين ضمن مخيم الهول 30706 شخصًا، موزعين على 8284 أسرة، كما يوجد أكثر من 30 ألفًا آخرين في قرى وبلدات إقليم الجزيرة.

ويطالب العراقيون المقيمون في المخيم الحكومة العراقية بإعادتهم إلى وطنهم، إذ سبق أن نظمت رحلات عودة للعراقيين بالتنسيق مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وبحسب إحصائيات غير رسمية عاد قرابة 7 آلاف شخص منذ عام 2019 إلى العراق، ولكن الأسر المتبقية في المخيم، تطالب حكومة بلادها بإعادتهم إلى الوطن.

‘إلى متى سنظل هنا؟’

أبو أحمد ينحدر من محافظة الأنبار، قدِم إلى مخيم الهول منذ أكثر من عامين، مع عائلته المكونة من 11 شخص، وتوفي ولده البكر البالغ من العمر 25 عامًا، نتيجة إصابته بمرض السرطان، وعدم قدرته على علاجه في المشافي المختصة.

وقال أبو أحمد الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب خاصة، “من حقنا العودة إلى وطننا، أُجبرنا على النزوح نتيجة الحرب الدائرة في العراق، هربنا من القذائف والصواريخ، إلى متى سنظل هنا، فلا عمل لدينا هنا؟”.

وتحدث أبو أحمد عن ووضعهم في المخيم، وقال: “أثناء إصابة ولدي بالسرطان لم أتمكن من تقديم العلاج اللازم له، والمنظمات الدولية هنا لم تقدم أية خدمات لنا؛ إدارة المخيم قدّمت التسهيلات اللازمة، وقمت بمداواته في مدينة قامشلو؛ ولكن لا توجد مراكز مختصة هناك، وتوفي ولدي نتيجة عدم قدرتي على نقله إلى دمشق”.

لؤي مراد علي من محافظة صلاح الدين قدِم إلى مخيم الهول منذ ثلاث أعوام، عانى الكثير نتيجة الحرب التي دارت في العراق، طالب الحكومة العراقية بإعادتهم إلى وطنهم.

عبد الله محمود محمد يبلغ من العمر 78 عامًا من مدينة الدجيل، هرب من الحرب الدائرة في العراق، منذ 4 أعوام وقدِم إلى مخيم الهول، انتقد الحكومة العراقية لعدم سعيها في إعادتهم إلى الوطن، وقال: “ماذا فعل الشعب والنساء والأطفال بهذه الحكومة التي ترفض استقبال شعبها”.

هناء محمد امرأة من الموصل لديها 10 أطفال، قُتل زوجها أثناء عبورها من مدينة القائم العراقية باتجاه سوريا في غارة منذ أكثر من ثلاثة سنوات، واستقرت في مخيم الهول منذ ثلاث سنوات، هي الأخرى ناشدت الحكومة العراقية بإعادتهم وقالت “ما ذنبنا؟”.

‘نأمل من العراق أن تقدِم على خطوات جادة لإنهاء ملف العراقيين في المخيم’

نائب دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فنر الكعيط، أشار إلى أن العراق أيضًا مثل مناطق شمال وشرق سوريا “عانى كثيرًا من الإرهاب على يد داعش والتنظيمات الإرهابية”.

وقال الكعيط إن عدد اللاجئين العراقيين هائل جدًّا في مناطق شمال وشرق سوريا، وأضاف: “هناك ما يقارب الـ 30 ألف عراقي في الهول، طبعًا ليس كل هؤلاء من داعش، الكثير منهم قدِموا إلى مناطقنا الآمنة على شكل دفعات نتيجة الحرب التي دارت في العراق، والبعض الآخر من المنتمين لأسر مرتزقة داعش”.

وكشف الكعيط أن وفدًا رفيع المستوى من الخارجية العراقية، وجهاتٌ أمنية زارت مناطق شمال وشرق سوريا لإيجاد حل جذري لملف العراقيين، وقال: “نحن في الإدارة قدّمنا كافة التسهيلات لهم في هذا الجانب، وقام الوفد العراقي بجولات ميدانية في مخيم الهول، وتواصل مع النازحين واللاجئين والإرهابيين العراقيين، وقتها سجّل 5 آلاف عراقي أسماءهم للعودة إلى العراق”.

ولفت الكعيط إلى أنه “في البداية كان بعض اللاجئين يتخوفون من العودة إلى العراق بسبب من الحرب الدائرة هناك”. وبيّن أن إمكاناتهم في الإدارة الذاتية محدودة، وقال إنهم على أمل أن يقدّم جارهم العراق خطوات جادّة للمساعدة في إنهاء ملف العراقيين.

Exit mobile version