مجلس الأمن يفشل في قضية مسلمي آراكان

انتقد ائتلاف “الروهنجيا الحر” (مقره بريطانيا) إرغام أغلب لاجئي مسلمي آراكان، على الانتقال من جنوبي بنجلاديش، لجزيرة بهاسان شار النائية، بخليج البنغال، وسط ضعف أممي وشلل مجلس الأمن التام.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها “الأناضول” مع المؤسس المشارك للائتلاف رو ناي سان لوين، تطرق خلالها إلى نقل 1804 لاجئين من مسلمي آراكان، أواخر ديسمبر الماضي، من كوكس بازار إلى الجزيرة النائية، على متن 7 سفن.

نسبة قليلة من مسلمي الروهنجيا ذهبوا إلى بهاسان شار طوعاً لكن أغلبهم أرغموا على الذهاب إلى الجزيرة

 

وكانت منظمات إنسانية وحقوقية عديدة، قد انتقدت نقل السلطات البنغالية لاجئي آراكان إلى جزيرة “بهاسان شار” النائية في خليج البنغال، لكونها معرضة لخطر الفيضانات والعواصف.

وتقع الجزيرة في خليج البنغال على بعد حوالي 50 كيلومتراً من الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.

 تضليل رسمي

وقال لوين: إن نسبة قليلة من مسلمي الروهنجيا ذهبوا إلى بهاسان شار طوعاً، في حين أن التقارير التي حصلنا عليها من أرض الواقع تظهر أن أغلبهم أرغموا على الذهاب إلى الجزيرة.

وأضاف أن إدارة مخيمات كوكس بازار أقنعت اللاجئين بضرورة التوجه إلى الجزيرة النائية، دون أن يدرك الكثير منهم أنهم أرغموا على التوطين في بهاسان شار.

ظروف الجزيرة أفضل من كوكس بازار لكنها تقع بمنطقة نائية وغير آمنة

 

وفيما يخص الجزيرة، أوضح لوين أنها اكتُشفت قبل ما يقارب 30 عاماً، لكنها غير مقاومة للسيول، وتتعرض دوماً للفيضانات.

وأفاد بأن ظروف بهاسان شار من ناحية كثافة المخيمات والازدحام أفضل من كوكس بازار، لكن في الوقت ذاته، فالجزيرة تقع في منطقة نائية، وغير آمنة ضد الكوارث الطبيعية.

 وتابع: تم توطين لاجئين من الروهنجيا في الجزيرة قبل فترة، ولم يُسمح لهم بالعودة إلى البر الرئيس، وهذا عرقلة لحرية التجوّل.

الحل الرئيس لمشكلة لاجئي الروهنجيا تأمين عودتهم لديارهم

 وبيّن أن هناك أكثر من مليون إنسان داخل المخيمات (كوكس بازار)، وتربطهم مع لاجئي الجزيرة صلات قرابة وجوار.

وشدد لوين على أن الحل الرئيس لمشكلة لاجئي الروهنجيا، ليس بإيجاد مكان بديل لهم عن المخيمات، بل التركيز على تأمين عودتهم إلى ديارهم، عبر الضغط على حكومة ميانمار لتمنحهم حقوق المواطنة الكاملة، وتوفر لهم الحماية.

وأردف: جئنا إلى بنجلاديش فقط للبقاء على قيد الحياة، لا لنعيش فيها بشكل دائم.

الأمم المتحدة بقيت “ضعيفة” في إيجاد حل لأزمة مسلمي آراكان

ضعف أممي

وعن دور المجتمع الدولي في قضية الروهنجيا، قال لوين: إن الأمم المتحدة بقيت ضعيفة في إيجاد حل لأزمة مسلمي آراكان، فيما بات مجلس الأمن الدولي مشلولاً في هذا الشأن.

وانتقد لوين عدم صدور أي قرار (من مجلس الأمن) بحق حكومة وجيش ميانمار، بسبب الجرائم التي ارتكبوها بحق الروهنجيا.

وشدد على أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية إنهاء الإبادة بحق مسلمي آراكان، لافتاً إلى أن أعداداً كبيرة منهم في ميانمار يعيشون في معسكرات اعتقال وسجون مفتوحة بالرغم من أننا في القرن الـ21.

وتواجه أقلية الروهنجيا المسلمة حملة عسكرية وحشية في ولاية آراكان الغربية في ميانمار، ولجأ أكثر من 1.2 مليون منها إلى منطقة كوكس بازار، جنوب شرقي بنجلاديش.

وفي أغسطس 2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة حملة عسكرية دامية بحق الروهنجيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة آنذاك بأنها “تطهير عرقي”.

وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم”.

Exit mobile version