مؤتمر جدة.. 30 عاماً ومبايعة تتجدد

في مثل هذا اليوم (14 أكتوبر) قبل 30 عاماً وأثناء الغزو العراقي الغاشم على الكويت، أرسل الشعب الكويتي رسالة نادرة الحدوث ليس في العالم العربي فقط، وإنما في العالم أجمع، بالولاء وحب أسرة حاكمة تعاهدت مع شعبها على الاحترام والتقدير المتبادل، ففي الوقت الذي طالب الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران بإجراء استفتاء للكويتيين لتقرير مصيرهم بمن يحكمهم، جاءه الرد الصاعق والعملي بأن الشعب الكويتي لا يرضى بغير أسرة الصباح حكاماً لهم، وسط دهشة من العالم بالولاء والطاعة المطلقة للأسرة الحاكمة في الكويت.

ونحن في ذكرى المؤتمر الشعبي في جدة، نستذكر أولئك الرجال العظام الذين وضعوا تحرير الكويت الهدف الأسمى لهم، وأول هؤلاء المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي لم يرتح حتى تحررت الكويت، وسمو الأمير الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، رحمه الله، بطل التحرير الذي واصل الليل بالنهار لتحرير الكويت والسهر على راحة الكويتيين في الخارج، وصاحب السمو المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد الراحل، الذي جاب العالم لتوضيح قضية الكويت العادلة.

إن الدور العظيم الذي قام به رجالات الكويت لرأب الصدع والخلاف دور رائد ومقدر، ومن هؤلاء العم الراحل عبدالله العلي المطوع الذي قام بدور الوسيط واستطاع أن يقرّب وجهات النظر المتباينة بين الحكومة وبعض شخصيات المؤتمر.

وكذلك الدور الذي قام به د. ناصر الصانع، عضو مجلس الأمة السابق، من المشاركة بخروج المؤتمر بهذه النتيجة الرائعة ومبايعة الأسرة والتزام الدولة بدستور 1962، لتكتب بأحرف من نور، وكذلك الدور الرائع لعضو مجلس الأمة السابق مبارك الدويلة بالمشاركة بنشاط لا يعرف الكلل والملل.

إننا وفي هذه الظروف الدقيقة التي يمر فيها البلد بحاجة لمؤتمر شعبي، ولكن ليس بسبب ما يقوله أحد من الخارج، وإنما للوقوف على أسباب التراجع في كل شيء، خاصة ونحن في ظل حكم جديد بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر، حفظه الله.

إن الشعب الكويتي مستعد أن يفتدي الكويت وقيادتها بدمه، ويريد الشعب الكويتي كذلك كبح منظومة الفساد، التي يتحمل جزء منها الشعب الكويتي بإيصال من يريد العمل لمصلحته الشخصية إلى مجلس الأمة، وكذلك يجب على الحكومة أن تضع القوي الأمين في المناصب القيادية والابتعاد عن المحاصصة التي لا تأتي بخير للبلد.

 

 

Exit mobile version