المعلمي ناعياً سمو الأمير: العالَم ودَّع أحد أبرز القادة العقلاء

مدير عام مكتب أفريقيا للإغاثة في الصومال عبدالرحمن المعلمي

نعى مدير عام مكتب أفريقيا للإغاثة في الصومال عبدالرحمن المعلمي المغفورَ له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله.

وقال المعلمي: ودَّعت الكويت، بل ودَّع العالَم أحد أبرز القادة العقلاء الذين رحلوا في وقتٍ أحوج ما يكون الجميع بحاجةٍ إلى مثل تلك القامة؛ أمير الإنسانية صباح الجابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه.

وقال المعلمي: لقد مثَّل هذا الخطبُ صدمةً كبيرةً؛ ظهرت آثاره في مبلغ ذلك الحزن الكبير الذي عبَّرت عنه مختلف المجتمعات والشعوب، حتى شكَّل تظاهرة واسعة في مختلف الوسائل والمنصات، التي مكَّنت الجميع من مشاركة الشعب الكويتي أحزانه، كما تمكَّن جميع المحبين من مواساة بعضهم بعضاً في الأمير الراحل، رحمه الله.

وأضاف المعلمي أن رحيل أمير الإنسانية أظهر مقدار الحب الذي تُكِنَهُ الشعوب العربية والإسلامية لدولة الكويت وأميرها الإنسان صُباح الصباح، فصيغت القصائد وكُتِبت المقالات وأرسلت التعازي، وأصبحت منصات التواصل موشحةً بعلم الكويت، وصور أميرها الإنسان الراحل، وغدت كلها صفحة واحدة، تعدد مناقب الفقيد، وتشيد بموافقه، وتسطر أجمل الكلمات المستندة إلى أسمى الأفعال، وتتناول أبرز المحطات والنجاحات على كافة المستويات الداخلية والخارجية، المحلية والإقليمية والعالمية.

وبيَّن المعلمي: لم يكن هذا الحب عفوياً، ولا وليد الصدفة أو اللحظة، ولم يكن حدثاً عابراً يمكن تجاوز؛ بل هو حب بُني على أساسٍ من عمل صادق، وروحٍ سامية، أوصلت مختلف الأعراق والأجناس إلى هذا المستوى من الإجماع، وهذا يستحق من الكويتيين بشكل خاص، ومن كل محبٍ بشكل عام؛ أن يقف معه وقفة بل وقفات، يبحث ويكتب، يقول وينقل، يتلو ويسطِّر.

وتابع المعلمي: نعم، لم يكن هذا الوسام الذي حصلت عليه الكويت إلا نتيجةً حتمية لخططٍ وتوجهات رسمية، صاغها ووصل إليها وأوصل بلاده إلى قمتها الأمير الراحل، رحمه الله، فالكويت ومنذ نشأتها اختارت نهجها القويم، سار عليه حكامها كابرًا عن كابر، وما زالت بالخير وقاّدة، وللأخيار ولَّادة، فلا تكاد تُذكر الكويت إلا وذُكر الخير قرينها، والعمل الإنساني ديدنها.. خيرٌ عابرٌ للقارات، وعمل إنساني شاهدٌ في جميع البلدان التي تتعرض للنكبات والأزمات والحروب والنزاعات.

وأكد المعلمي أن الكويت عطاءٌ من دون منٍ أو أذى، وعملٌ إنسانيٌ دون أي مقابل، هذا هو الذي جعلها تتربع على عرش القلوب، وتحبها كل الشعوب، حتى تفضل عليها المولى الجليل بعطائه، وحفظها من الفتن، وأغدق عليها السكينة والأمن والأمان، وأخرجها من محنها بأقل الخسائر والأثمان، وإذْ فتحت الكويت أبواب الخير أمام المحسنين من أبنائها؛ حتى وصل خيرها إلى مشارق الأرض ومغاربها، فعرفتها أفريقيا وآسيا والدول العربية وأوروبا من خلال جمعية الرحمة العالمية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والإغاثة الإنسانية، والعون، والنجاة، والإصلاح، وبيت الزكاة، وغيرها الكثير التي جعلتها قبلة للجميع، وأسهمت في صناعة القيادة الإنسانية للشعب والأمير.

وأوضح المعلمي أن أفريقيا التي كانت وما زالت في بعض من جغرافيتها عنواناً للصراع والاحتياج؛ أكبر شاهد على خيرية الكويت قيادةً وشعباً، ولعل الزائر لأي دولة من دول أفريقيا يَجِد بعينيه مشاريع الكويت تملأ سمعها وبصرها، تتميز بها القارة السمراء، وتتربع في مختلف زواياها ومجتمعاتها شعارات الجمعيات الكويتية، التي من أبرزها جمعية الرحمة العالمية، حيث تتواجد في أغلب دول أفريقيا، وتعمل فيها باسم “لجنة أفريقيا للإغاثة”.

وتابع المعلمي: ذلك البلد الكبير (الصومال وأرض الصومال)؛ تجد كويت الخير حاضرة في كل بقاعه وأقاليمه، تتنوع مشاريعه بين التنموية، والتعليمية، والصحية، والزراعية، والاجتماعية، وكذلك المشاريع الموسمية والإغاثية الطارئة، فلا تكاد تَمُر من منطقة إلا وترى مسجداً عامراً، أو بئراً غامرًا، أو مركزاً مشيداً، أو قرى آهلة، أو مدارساً ممتلئة، أو مستشفيات نموذجية، أو مجمعات عملاقة، وفيها كلها؛ تدل عناوينها وآثارها على أن السخاء الكويتي وراءها، وعليه؛ يلهج اللسان بالثناء والدعاء، ويزداد القلب لها بالحب والولاء، وها هو الصومال وأرض الصومال؛ حكومةً وشعباً، يولون الزائر الكويتي أهميةً خاصة بمقدار الحب والتقدير للسخاء الشعبي والرسمي الكويتي”.

واختتم المعلمي قائلاً: عزاؤنا لكويت الخير أرضاً وشعباً، والرحمة والمغفرة لأمير الإنسانية، ودعواتنا لشعب الكويت بالحفظ والسلامة والثبات على النهج، وتهانينا لسمو الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، وفقه الله ليكون خير خلف لخير سلف.

Exit mobile version