رحل في مثل هذا الشهر.. إبراهيم عبدالله الكفيف العجمي

 ولد الشيخ إبراهيم عبدالله الكفيف العجمي في 9 أكتوبر 1960م بالكويت، وكان والده من أوائل مَنْ حفظ القرآن الكريم في أهله بذلك الوقت، فنشأ ابنه إبراهيم في هذه البيئة وترعرع بين القرآن وأهله.

وقد عرف عنه وصله لأرحامه وبره بوالديه، وكان مضرب المثل في هذا؛ فقد عاشت والدته لعدة سنوات وهي مصابة بالخرف، وتكاد لا تعرف أحداً، ولكنه كان باراً بها، وكأنها تعرفه مثل ما كانت رحمهما الله جميعاً.

إنجازاته ومآثره:

كان الشيخ إبراهيم مقدماً للبرامج في «إذاعة القرآن الكريم»، وكان يشارك في تقديم البرنامج المعروف حتى الآن «تباشير الصباح»، الذي له الأثر الطيب والنافع على المجتمع، وكانت له أصداء طيبة.

ومن أعماله أنه أصدر ألبوم «قصص الأنبياء»، وكان له رواج طيب في دول الخليج العربي في ذلك الوقت.

وقد استضافته مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية في رابع فعاليات حملة ركاز قطر الجماهيرية «كلامك.. عنوانك»، وذلك في لقاء جماهيري.

كان حريصاً على الحج في كل عام، فقد حج ما يقارب 20 حجة، كان فيها مرشداً ومعلماً للحجاج الذين معه.

تقول شقيقته: أذكر في يوم من الأيام أني التقيت بامرأة جاءت لحاجة، فعرّفتها بنفسي، فلما علمت أنني أخت الشيخ إبراهيم الكفيف طارت من الفرح، ومن صدفة اللقاء المفاجئ! وقالت: إني أدعو ربي أن ألتقي بأحدٍ قريب من الشيخ لأروي له ما عندي، واستطردت قائلة: أنا إحدى المصليات في مسجد الشيخ (مسجد بيبي البدر) في الصباحية، وقد رأيت فيه رؤيا وأحسبها عند الله كذلك، وأريدك أن توصليها للشيخ.

فروت لي الرؤيا قائلة: كأننا والساعة قامت والناس متطايرون، والأرض ليست الأرض، والأهوال من كل مكان حولنا، والكل يتراكض لا يعلم المصير ولا إلى أين اللجوء، وكل شيء ليس له قرار، وأنا أجري مثل كل الناس حتى ساقتني قدماي إلى مكان عليه حفظة، فقالت لي نفسي: ادخلي الحوض لتأمني من الهول والتعب، فدخلت ولله الحمد دون عائق، وإذا بي فيما يقارب الجنة ويشابهها حوض كبير لا حد له، والكل من حوله ومن أطرافه يرشفون، وإذا بعيني تقع على رجلٍ في وسط الحوض، تبارك الله يأخذ من ماء الحوض ويغسل به جسمه من رأسه إلى سائر بدنه بكل رضا وحمد لله سبحانه.

فتبادر إلى ذهني السؤال: من يكون هذا الرجل؟  فإذا بهاتف يقول لي: ما عرفتِه؟ هذا هو الشيخ إبراهيم الكفيف.

كان، رحمه الله تعالى، يكثر من ترديد هذا المعنى الذي ورد عن بعض السلف: «إذا رأيت الناس يعجبون بك؛ فاعلم أنهم يعجبون بجميل أظهره الله منك».

وقد انتقل الشيخ إبراهيم الكفيف إلى جوار ربه في يوم السبت 10 سبتمبر 2018م، رحمه الله وتقبله في الصالحين.

Exit mobile version