المذكور: هذه مشاهداتي على قيام الجمعية بدورها منذ اليوم الأول للاحتلال العراقي

يأتي شهر أغسطس كل عام ليذكرنا بذكرى أليمة على نفس كل كويتي، بل كل عربي مسلم عنده حس وطني؛ حيث قامت قوات الاحتلال العراقي الغاشم باحتلال الكويت ونهبها في صورة شهد بمأساويتها كل العالم الحر، لكن هذه المحنة تولدت من رحمها منحة عظيمة؛ وهي تكاتف الشعب الكويتي واجتماعه يداً واحدة حتى تم دحر هذا الاحتلال، وقد كان في مقدمته الجمعيات الخيرية والأهلية، وفي القلب جمعية الإصلاح الاجتماعي التي كان لها دور رائد وبارز منذ اللحظات الأولى للغزو.

وفي الذكرى الثلاثين من هذا الاحتلال الغاشم، نلتقي من خلال هذا الحوار مع د. خالد مذكور المذكور، رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، لنتعرف من خلال معايشته لأحداث الغزو على دور الجمعية في صد هذا العدوان.

حياكم الله، وأهلاً ومرحباً بكم في هذا الحوار مع «المجتمع».

– حياكم الله، وحيا الله جميع العاملين في مجلة «المجتمع» التي تعد مجلة العالم الإسلامي.

نمر في هذه الأيام بالذكرى الثلاثين للغزو العراقي الغاشم للكويت (أغسطس 1990م)، لكن كان هذا الغزو ملحمة تاريخية من ملاحم الشعب الكويتي، حبذا لو تعطينا مقدمة عن هذا الأمر.

– ما زالت ذكرى الاحتلال العراقي الغاشم حاضرة في أذهاننا بآلامها وقسوتها، وأنا بالمناسبة لا أسميه غزواً، حتى لا يكون هنا وجه مقارنة مع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن مصطلح الغزو والغزوة والسرية مصطلحات السيرة النبوية والفقه الإسلامي، لكن الذي حدث هو اجتياح واحتلال واغتصاب ونهب وسلب وقتل وأسر وحقد وبُغض، كل هذا تجمع في فجر ذلك اليوم (2 أغسطس 1990م)، واستمر نحو 7 أشهر، إلى أن أذن الله سبحانه وتعالى أن يفرج عن الكويت وأهلها، وأن تعود حرة مستقلة صافية نقية من هذا الفيروس المحتل بإذن الله تعالى.

هل ترون أن الأزمة الاقتصادية كانت وراء الاحتلال العراقي؟

– نعم، كان العراق حينها يواجه أزمة سياسية واقتصادية، وقد تغيرت نبرة العراق تجاه الكويت بعد اتهامها بأنها وراء تخفيض سعر برميل النفط في السوق العالمية، وهذا نوع من التبرير والدعاية الإعلامية، ثم بعد ذلك ادَّعى أن الكويت جزء من العراق، وهذا الادعاء –بالمناسبة- لم يكن صدام حسين أول من ادعاه، بل ادَّعاه قبل ذلك عبدالكريم قاسم بعد استقلال الكويت بأسبوع في يوليو 1961م، حيث ألقى عبدالكريم خطبة دعا فيها إلى ضم الكويت إلى العراق، باعتبارها جزءاً منه.

فصدَّام لم يأتِ بجديد في زعمه بأن الكويت جزء من العراق، لكن الفرق بين صدام، وعبدالكريم، أن الثاني توقف عند التهديد والوعيد، خاصة بعد أن جاءت القوات العربية الرمزية والقوات البريطانية، حيث كانت الكويت لا تزال تحت الحماية البريطانية، لذا لم يستطع عبدالكريم تجاوز الحدود، لكن هذا الأرعن (صدام) هدد وتوعّد وبيّت النية حتى مع اللقاءات المستمرة، ومع الوفود التي كانت تذهب إلى العراق وتأتي، ومع التطمين، ومع اللقاء الذي تم من خلال المملكة العربية السعودية بواسطة الملك فهد، رحمه الله، عندما جمع نائب الرئيس العراقي مع الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، في جدة للتفاوض من أجل حل المشكلة بين الدولتين العراق والكويت.

مع العلم أن العراق طالب بجزيرة بوبيان أثناء حربه مع إيران لتكون منطلقاً للهجوم عليها؛ لذا فقد كان الظن كل الظن أن العراق يريد احتلال جزء من الكويت، كاحتلال الشريط الحدودي وجزيرة بوبيان، ويتوقف عند هذا الحد، ولكن الكويتيين تفاجؤوا، في فجر يوم الخميس 2 أغسطس، بالغزو الغاشم، وكان يوم عمل، حيث تفاجأنا بالجنود العراقيين داخل الكويت، ليعيثوا فيها فساداً.

وأعود إلى ما يتعلق بإرهاصات الغزو، وقيام الجمعيات والهيئات بالمؤازرة، واللقاء مع سمو الشيخ جابر، رحمه الله، وبالتأكيد على أن الكويت يد واحدة، ومن أهم الشخصيات التي ذهبت إلى سمو الأمير وسمو ولي العهد: العم أبو بدر، والعم يوسف الحجي، والعم أحمد بزيع الياسين، رحمهم الله جميعاً، الذين كانوا يمثلون الخبرة والتجربة والرزانة، وبحمد الله كان موقفاً جيداً وجدياً.

وأذكر أن بعض الوفود التي كان قد استدعاها صدام، واجتمع معها وزير الإعلام العراقي، ورأوا منه الغلظة في القول، والتهديد المبطن، جاؤوا وأخبروا المسؤولين الكويتيين بما دار في اللقاء، من تهديد ووعيد، وطلبوا من المسؤولين الكويتيين أن يأخذوا حذرهم، وبدأت الأمور تتوالى حتى تبين أنه مقدم على شيء خطير.

بعد أن قدَّر الله تعالى ووقع الاحتلال، كيف كان دور جمعية الإصلاح بالتحديد؟

– منهج الجمعية هو القيام بدورها في مواجهة أي حدث من الأحداث، وكان احتلال الكويت هو الحدث الأكبر، وقام الإخوة في الجمعية بتشكيل لجان طارئة، خاصة بما يتعلق بالجمعية ومبناها وملفاتها، ثم شكَّلوا لجنة مساعدة انتشرت في جميع المناطق داخل الكويت وخارجها، خصوصاً أنه في شهر أغسطس كان قد سافر الكثير من الكويتيين للاصطياف خارج البلاد؛ لذا كان الاتصال بجمعية الإصلاح الاجتماعي في شخوص أعضائها يتم داخل الكويت، وفي خارجها أيضاً.

وحينما خرج الكثير من الكويتيين مع عائلاتهم خارج الكويت تم تشكيل العديد من اللجان في كل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، وقطر، والبحرين، وسلطنة عُمان، وكان لهذه اللجان دور كبير في تقديم الخدمات والمساعدات الكويتيين في هذه البلاد.

وأذكر أن الشيخ أحمد القطان كان في أبها بذلك الوقت، وعندما سمع بالغزو ترك أبها ونزل إلى مكة، والتقى بالشيخ الراجحي، ومن ثم كان له دور كبير في إعطاء الأموال للكويتيين الذين وصلوا هناك، وكان “المرابطون” عندهم تنظيم وترتيب للعمل في المساجد، والمستشفيات، والمدارس، ودور الإعاقة، وهناك بعض الأسر كانت عوائلها خارج الكويت، ومنهم العجزة وكبار السن، وكانت لجنة “المرابطون” تقوم بدور كبير في خدمتهم.

هناك من يقول: إن جمعية الإصلاح لم تأخذ موقفاً قوياً من الغزو؛ فما ردكم؟

– أنا من جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومن أعضائها، ومن أول يوم للغزو كنا في مشرف؛ حيث أسكن بها ويسكن معي بعض أعضاء الجمعية، منهم: عيسى ماجد الشاهين، وعبدالله العتيقي، وجاسم المهلهل، ومحمد الرحماني.. وغيرهم الكثير، كنا نجتمع يومياً في ديوانية سليمان القلاف، رحمه الله، وكان يسكن قريباً من بيتي، وكنا ننظم ما يتعلق بالترتيب، سواء الغذاء، أو التموين، ومساعدة الناس، وأذكر أنه في هذه الليلة بالذات، اجتمعنا في مسجد الشمروخ القريب من بيتي في قطعة (5) بمشرف، وقمنا بتوزيع العمل بيني وبين أخي د. عجيل النشمي، وصلينا الظهر، وسمعنا الأخبار بأن سمو الأمير وولي العهد والحكومة قد سلَّمهم الله تعالى، ونجوا من مصيدة الاحتلال، فحمدنا الله تعالى وشكرناه.

وبعد الصلاة اجتمعنا ووزعنا العمل، حتى نطمئن الناس؛ فذهبتُ إلى بعض المساجد، ود. عجيل النشمي ذهب إلى بعضها الآخر، وعقب كل صلاة كنا نطمئن الناس بإلقاء الخواطر الإيمانية لتثبيتهم وحثهم على الصبر في صلوات العصر والمغرب والعشاء من أول يوم للاحتلال، وهذه الخواطر كانت ضمن جهود جمعية الإصلاح الاجتماعي لتثبيت الناس وزرع الطمأنينة في نفوسهم؛ فجمعية الإصلاح من أول يوم للغزو قامت بدورها المنوط بها على أكمل وجه، وذلك في كل مناطق الكويت، وليس مشرف وحدها.

هل قدمت «الإصلاح» من أبنائها شهداء أثناء التصدي لهذا الاحتلال؟ 

– نعم، قدمت شهداء وأسرى، ومن الشهداء يوسف الخاطر، ونايف المقبول الذي تم اختطافه يوم التحرير، تحديداً يوم 26 فبراير، بعد صلاة الفجر، حينما كان الاحتلال الغاشم يقوم بالانسحاب؛ حيث ذهب الأخ نايف -جزاه الله عنا خيراً- إلى العمل؛ حيث كان مهندساً كهربائياً، وكان يرغب في توصيل التيار الكهربائي، وقدر الله أن يقابل في طريقه مجموعة هاربة من الجيش العراقي (الحرس الجمهوري)، فأطلقوا عليه الرصاص وأصابوه، مع أننا قمنا بالتحذير في ذلك اليوم من أنه لا يخرج أحد من بيته، نتيجة للألغام الموجودة، أو الأدخنة، أو فلول المخابرات العراقية.

ماذا عن الأسرى؟

– الأسرى ينقسمون إلى قسمين؛ أسرى من العسكريين والضباط الذين تم أسرهم منذ أول يوم للاحتلال، وتم أخذهم إلى العراق، وكانت أوضاعهم أفضل من أوضاع الأسرى المدنيين بعد ذلك، وبقية الأسرى تم أسرهم في أثناء فترة الاحتلال؛ حيث كان لا يخلو يوم من أيام الاحتلال من أسرى، وكانوا ينتقلون بهم من مكان إلى آخر، سواء في المدارس أو هيئة الزراعة، أو غيرها، وكان من بين الأسرى د. عبدالرحمن السميط، ود. إبراهيم ماجد الشاهين، وعادل الصبيح الذي تم أخذه إلى البصرة بالعراق؛ فبعض الأسرى أُسروا داخل الكويت وفك سراحهم قبل الانسحاب، ومنهم من تم أخذه إلى العراق، وتم الإفراج عنهم بعد مطالبة النظام العراقي بإطلاق سراح الأسرى، وقد ساعدت الثورة ضد النظام العراقي في إطلاق العديد من الأسرى، وذلك بمساعدة الجنود الأمريكيين الذين أجلوهم إلى الكويت، ومنهم من تم أخذه ولم يتم الإفراج عنه.

ماذا عن الفتوى التي أصدرتموها بعدم خروج أعضاء الجمعية خارج الكويت؟

– في بداية الأحداث، قمنا بتشكيل لجنة للفتوى تتكون من د. عجيل النشمي وبعض الإخوة من أعضاء هيئة الفتوى، وكنا نتناول الأمور التي تتعلق بالغزو وخروج الناس، والهدف من وراء تكوين هذه اللجنة تثبيت الناس في الكويت، وتوصيل ذلك لهم من خلال الخواطر التي كنا نلقيها في المساجد التي انتشرنا فيها، وأفتينا بأن يكون الخروج من الكويت لضرورة؛ كالعلاج، أو لوجود الآباء والأمهات خارج الكويت؛ حيث كان هناك العديد من الأطفال مع أعمامهم وأخوالهم، وكان آباؤهم وأمهاتهم خارج الكويت؛ فلا غبار على هؤلاء الأطفال أن يلتحقوا بآبائهم وأمهاتهم.

 أما البقية فلا بد أن يظلوا داخل الكويت، وهذه كانت الفتوى الأولى التي قمنا بإصدارها، وكنا نجتمع في منزل د. عجيل النشمي.

حدِّثنا عن قصة استجوابك بعد اعتقالك من قبل القوات العراقية المحتلة.

– في سبتمبر 1990م، طلبت مني بعض النساء أن ألقي خاطرة في أحد مساجد ضاحية عبدالله السالم، من أجل تثبيت النساء، فوافقت على ذلك، وبالفعل ذهبت إلى المسجد حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، ودخلت المسجد، وطلبت من الإمام الإذن في إلقاء خاطرة فوافق، وكان من بين الحضور بدر بزيع الياسين وعدد من الرجال الذين اصطحبوا نساءهم للمسجد، وطلبتُ من المؤذن أن يفتح الميكرفون داخل المسجد، وخصوصاً في مصلى النساء، وعدم فتحه خارجه. 

وفي آخر المحاضرة، كانت تأتي إليَّ أسئلة وأجيب عنها، ثم جاءني أحد العاملين بالمسجد، وأخبرني بأن العراقيين يحاصرون المسجد، ويرغبون في اعتقالي، فقلت له: “دعهم يدخلوا للاستماع للمحاضرة والأسئلة”، لكنهم رفضوا لأنهم كانوا مسلحين، فخرجت لهم، وكان أحدهم بلباس مدني، وكان من المخابرات، وقال لي: “الله يعطيك العافية، ماذا عندكم؟”، فقلت له: “عندنا محاضرة”، فقال لي: “الوقت ليس وقت صلاة، فما السبب في وجودكم في المسجد؟”، ثم قال لي: “تفضل معنا إلى مخفر عبدالله السالم”، فقلت له: “سوف أركب سيارتي وألحق بكم”، ولما شاهدت النساء ما حدث من انقطاع المحاضرة، أردن أن يقمن بمظاهرة، فطلبت منهن الرجوع إلى بيوتهن، وركب معي الأخ بزيع الياسين، وكانت خلفنا سيارة أمن عراقية وأمامنا سيارة أخرى، حتى وصلنا إلى مخفر عبدالله السالم، وكان رئيس المخفر من الأكراد، فحقق معي ومع أحمد بزيع الياسين الذي أصر على اصطحابي وعدم تركي في هذا الموقف، فسألني: من أين أنت؟ قلت له من مشرف، فقال لي: “على أي أساس تتواجد في مسجد بضاحية عبدالله السالم لإلقاء محاضرة؟”، فقلت له: “أنا خريج كلية الشريعة، جامعة الأزهر، وأقوم بإلقاء المحاضرات في أي مكان”.

في ذلك الوقت حضرت المخابرات العراقية، وقد سمعتُ من القائمين على المخفر بأنهم سوف يذهبون بي إلى البصرة، ثم جاء جارالله حسن الجارالله (بو علي)، وكان من سكان ضاحية عبدالله السالم، وكان ممن يتعاونون مع الجمعية، وحين سيطر الاحتلال على ضاحية عبدالله السالم، وكانوا بالقرب من الجمعية كان يعطيهم من الجمعية ما يريدون، وحينما حضر بوعلي أشار له رئيس المخفر الكردي، فدخل إلى غرفة رئيس المخفر، وقال لي: “عسى ما شر يا دكتور”، فقال له رئيس المخفر: “ماكو إلا العافية”، ثم قال لي رئيس المخفر: “تذهب إلى بيتك ولا تخرج منه لأنه يوجد خطر عليك”، ورئيس المخفر الكردي هذا كان يتعاطف مع الكويتيين ويعاونهم.

وبعد الغزو استضافه عبدالعزيز أحمد الغنام؛ حيث إن بيته يقع أمام مخفر عبدالله السالم الذين كان يترأسه هذا الكردي، وتم إكرامه لأنه كان يدافع عن الكويتيين.

 ونحمد الله أنهم ذهبوا بي إلى هذا الكردي الذي أفرج عني؛ لأنهم لو ذهبوا بي إلى عراقي آخر، فلربما كان قد حدث ما لا تُحمد عقباه.

ما رسالتك للشعب الكويتي بعد 30 عاماً من الغزو، حتى تدعوهم إلى نسيان الماضي؟ وما رسالة جمعية الإصلاح للحكومة والشعب؟

– الجيل الذي كان حاضراً في ذلك الوقت، وشاهد المحنة والاحتلال لا ينسى؛ لأنها كانت في عمق القلوب، فهي لا تُنسى أبداً؛ فالإنسان قد ينسى بعض الذكريات مع أحبابه وأهله وإخوانه، ولكن ما حدث في أيام الاحتلال محفور في قلوب وعقول الكويتيين، وكان هناك من حضر الغزو من إخواننا المقيمين، وكان لهم دور كبير جداً في الصمود، ومعاونة الكويتيين، وأنا لا أنسى من بشرني بالتحرير.

فقد كانت هناك أسرة فلسطينية قمنا بنقلها من خيطان إلى مشرف، وأسكناها في بيت أخينا فيصل العبدالجادر الذي كان خارج الكويت، وكان رب الأسرة فلسطينياً أردنياً، وكانت قوات الاحتلال تتعامل معه معاملة غير المعاملة التي تتعامل بها مع الكويتيين، وهذا الشخص الفلسطيني أخبرني أنه في طريقه من خيطان إلى مشرف لم يصادف في طريقة أياً من القوات العراقية، وسمع أنهم انسحبوا من الكويت، والناس في سعادة غامرة، وكان ذلك في فجر يوم الثلاثاء 26 فبراير، وفرار القوات العراقية بدأ يوم 25 فبراير ليلاً، ونحن سمعنا هدير وأصوات السيارات العراقية المنسحبة من الكويت، وحمدنا الله تعالى أنهم لم ينفذوا تهديدهم بتحويل الكويت إلى أرض محروقة.

لذا، يجب علينا أن نعرّف أولادنا وأحفادنا بما يتعلق بهذا الاحتلال، وقد كتبتُ عدة مقالات في بعض الصحف، وقدمت بعض الاقتراحات لبناء الكويت على أساس سليم، وأخذ الحيطة، وكنتُ في مجلس التخطيط، ومعي في اللجنة الاقتصادية الشيخ محمد صباح السالم، وكنت أجتمع معه دائماً، وهدفنا من وراء ذلك إلى معالجة التركيبية السكانية؛ بحيث يكون الكويتيون 60% وبقية الوافدين 40%، ونسبة الوافدين زادت بمراحل كبيرة بعد التحرير، وكأنه تم تناسي الأمر، والوثائق موجودة.

وفي جائحة فيروس “كورونا”، عاد الكويتيون إلى ما كانوا عليه من لُـحمة وتواصل، وعطاء وبذل، وكان لجمعية الإصلاح الاجتماعي دور رائد في العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، سواء كان ذلك في أيام الغزو الغاشم، أو في أثناء الجائحة الأخيرة (كورونا).

Exit mobile version