جنود ألمانيا المسلمون 10 أضعاف اليهود.. ويشكون التمييز

يبلغ تعداد الجيش الألماني 185 ألف جندي، بينهم حوالي 53400 جندي بروتستانتي، و41 ألف كاثوليكي، و300 جندي يتبعون الدين اليهودي، بينما هناك حوالي 3 آلاف جندي من المسلمين، ومع هذا وظف الجيش الألماني حاخامات يهود لخدمة الـ300 جندي يهودي ويتلكأ في توفير أئمة لجنوده المسلمين الثلاثة آلاف.

هذا ما كشفته الملازمة ناريمان هامونتي-رينكي، وهي عسكرية ألمانية مسلمة بالجيش الألماني، وابنة من أب وأم مغربيَّين، في كتاب “Ich diene Deutschland”، ومعناه “خدمت بالجيش”، أصدرته لتشكو فيه التمييز في التعامل بين الجنود المسلمين وغير المسلمين في جيش ألمانيا.

وينقل موقع “دويتشه فيله”، عن الأسقف البروتستانتي العسكري سيغورد رينك، أن هناك من 3 – 4 آلاف مسلمٍ يخدمون حالياً في الجيش الألماني، لكن “لا توجد رعاية دينية للمسلمين، ولا يبدو أنهم يريدونها”، برغم قول متحدث رسمي باسم وزارة الدفاع لشبكة “DW” أن جميع الجنود المسلمين لهم الحق في تلقِّي رعاية دينية.

وتقول الملازمة ناريمان هامونتي-رينكي: إنها خاطرت بحياتها من أجل ألمانيا في أفغانستان، لكن على المستوى الديني تشعر أن الجيش الألماني (البونديسفير) تخلَّى عنها، رغم العدد المتزايد من العسكريين المسلمين في هذا الجيش.

وتضيف ناريمان: “هذا ظلم، هذه رسالة لي بأن الإسلام لم يصل بعد إلى ألمانيا، رغم أننا بالفعل نخدم بلدنا -بلدنا ألمانيا-ومستعدون لنهِب حياتنا من أجل ألمانيا.

وفي الوقت الحالي، هناك الآلاف من الجنود المسلمين المستعدين للمخاطرة بأرواحهم من أجل ألمانيا، دون أن تقدِّم الدولة لهم أيَّ شكلٍ من الرعاية الدينية.

الجنود المسلمون محرومون من الأئمة

وتقول ناريمان: إنه لا يزال هناك تمييز ومعاملة غير مُتكافِئة داخل الجيش الألماني بسبب غياب الرعاية الدينية للمسلمين في الجيش الألماني، على عكس المسيحيين ومُعتنقي الديانة اليهودية.

وتوضح أنه في نهاية يناير 2020 قابلت وزيرة الدفاع الألمانية، أنغريت كرامبكارينباور، رئيس المجلس المركزي للمسلمين، أيمن مزيك، في اجتماعٍ لمُمَثِّلين دينيين رفيعي المستوى عن المسلمين واليهود، وتحدَّثَت كرامب-كارينباور مع أحد الحاخامات عن اتفاق بتوظيف حاخامات عسكريين في الجيش الألماني مستقبلاً، ثم التفتت إلى مزيك وقالت: والخطوة المقبلة ستجيئ بعد ذلك، رافضه تعيين أئمة في الوقت ذاته الذي عينت فيه حاخامات!

ووقَّعَت كرامب كارينباور، وجوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، اتفاقاً يقضي بتوفير الرعاية الدينية اليهودية، بحضور الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.

ويقول مزيك: إنه منذ هذا اللقاء مع وزيرة الدفاع الألمانية “لم يتحقَّق شيءٌ يُذكَر مع أن عليهم فقط أن يبدؤوا باتخاذ خطوة لتنظيم الرعاية الدينية للمسلمين.

فقد اتفقت الحكومة الفيدرالية والمجلس المركزي لليهود، منذ يناير الماضي، على توفير الرعاية الدينية داخل الجيش لـ300 جندي يهودي، ولكنهم يتلكؤون ويرفضون حتى الآن تعيين أئمة مسلمين للجنود الـ3000 المسلمين!

وتحسب وزارة الدفاع الألمانية رجل دين واحداً لكلِّ 1500 جندي؛ ما يعني أنه من حق الجنود المسلمين تعيين اثنين من الأئمة لهم، وهو ما لم يحدث.

وقد حاول المتحدث باسم وزارة الدفاع تبرير تأخير تعيين أئمة مسلمين بقوله: إن المؤسسة العسكرية حريصة على توفير الرعاية الدينية لـ”أكبر عدد ممكنٍ من الطوائف”، وأنها تخوض الآن محادثات حول الأمر غير أنه “بسبب الأشكال التنظيمية المختلفة للجمعيات الدينية للمسلمين، غير متوقع تنفيذ ذلك في الوقت الحاضر”.

Exit mobile version