11 نصيحة لإدارة الخلاف بين الأجداد والآباء في تربية الأبناء

الكاتب: تسنيم النمر

هناك دور مميز يمكن للأجداد أن يلعبوه في تربية الأحفاد، فمن المعروف بصفة عامة أن الأجداد ييسرون على أبنائهم مسألة تربية الأحفاد بالجلوس معهم بعض الوقت وأخذهم للتنزه، وإنما تحدث المشكلة حينما يعارض الأحفاد آباءهم ويسمعون كلام الأجداد، أو حين لا يأخذ الآباء ما يقوله الأجداد بعين الاعتبار، فإعطاء نصيحة لم تُطلب أمر غير مرحب به في كثير من الأحيان سيما وإن كانت من “الحما أو الحماة”.

 إليكم إحدى عشرة نصيحة للآباء والأجداد لمساعدتهم على بيان دور كل طرف؛ لتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة وإزالة سوء الفهم أو الخلاف بإذن الله:

1- أحسن الظن:

إذا كنت تعتقد كوالد أن حمويك يحاولان السيطرة على الموقف، ضع في اعتبارك أنهما لا ينويان إلا الخير، وأنهما -مثل بقية البشر- قد يرتكبان الأخطاء أو لا ينتبهان حين يتجاوزان حدودهما، وربما يكون السبب في سوء تصرفهما أو تدخلهما الدائم هو عدم معرفتهما لما تريده أو لا تريده منهما، فحاول أن تشرح لهما برفق كيف يمكنهما أن يساعداك ولا ترفض تدخلهما وإنما احتوهما، وأشعرهما بأهمية آرائهما.

2- لا تنتقد:

من الأمور التي لا يحبذها أحد في التعامل -وخاصة الأجداد- هي الانتقاد ؛ فكثرة لوم الناس وإصدار الأحكام عليهم، تثير غضبهم وتجعلهم يرغبون في الدفاع عن أنفسهم وإن كانوا على خطأ، ثم ينتهي الأمر بأن يتجنبوك، فبدلاً من توجيه النقد، امتدح الأمور الجميلة واقترح أموراً أخرى يمكنهم فعلها.

3- أوقف الشخص عند حده برفق:

إذا ما أسدى أحد الأجداد لابنك نصيحة لا تراها أنت في محلها، فكلمه بعيداً عن الحفيد، وأخبره بأنك تقدر وجهة نظره وحكمته وخبرته في الحياة، لكنك تختلف معه فيها وتود أن يسير ولدك على ما تراه أنت صائباً له، ثم بيِّن له كيف يمكنه مساعدتك في هذا الأمر أو في موضوع آخر مختلف تماماً.

4- أجب حين تُسأل:

الكلام هنا موجه للأجداد، فاحرص على إبداء رأيك فقط حين يُطلب منك ، أما إذا حدث تصرف خاطئ أمامك، وشعرتَ بأهمية التحدث فيه وإبداء وجهة نظرك، فاختر الوقت المناسب حين لا يكون الأحفاد حاضرين، واختر أحد الوالدين للتحدث معه (نرجح في معظم الأحيان أن يكون ابنك أو ابنتك لا أزواجهما)، أما إذا كانت علاقتك طيبة مع زوجة الابن فلا بأس بفتح الموضوع معها إذا رأيت الأمر مناسباً، واحرص كجَدِّ ألا تقف في صف أحد الوالدين دون الآخر وحاول أن تكون حيادياً قدر الإمكان، ولا تتحدث بسوء عن أحد الوالدين مع الآخر فهذا لا يُولد إلا الضغينة والحقد بينهما.

5- لا تتدخل:

لا تسمح لأحفادك أن يجعلوك طرفاً في مشكلة بينهم وبين آبائهم، تعاطف معهم فحسب، ولكن لا تتحيز لهم ضد آبائهم .

6- قف إلى جانب شريكك:

احرص كأب وزوج أن تساند زوجتك، وأخبر والديك ألا يتدخلا في تربية أطفالكما وأن الأولوية ترجع لكما كوالدين، وحاول أن تعبر لهم عن مشاعرك تلك دون أن تجرحهم أو تشعرهم بأنهم عبء عليكم.

7- وضح دورك:

كجَد، عليك توضيح الأمور التي ستفعلها، فبعض الأجداد يشعرون أنهم قد أدوا واجبهم بتربية أبنائهم، ولا يوافقون على الاستدعاء للجلوس مع الأحفاد والمشاركة في عملية التربية، فكن صادقاً وصريحاً فيما ترغب به وتستطيع.

8- مشاكل معلَّقة:

بالنسبة للآباء، أحياناً قد لا يسعك كأب تقبل نصيحة آبائك لك بسبب رؤيتك لها على الدوام كونها نقداً لك، أو وسيلة للتقليل من شأنك، فحاول مواجهة ذلك الأمر، ولا تجعل الماضي والمشاكل المعلقة بينك وبين والديك سواء في طفولتك أو مراهقتك تمنعك من تقبل نصيحة مفيدة.

9- تقبل الأمور على ما هي عليه:

احرص كجد أن تستمع بكونك جداً، فإذا كان والدا أحفادك يؤديان مهمتها على أكمل وجه، وإن اختلفتَ معهما في بعض طرق التربية أو معظمها، فتقبل الأمر، ولا تتدخل طالما كانت الأمور تسير بشكل حسن والأبناء سعداء مع آبائهم ولا يوجد خطر حياتي أو صحي واقع على أي من الأطراف، كذلك تخل عن توقعاتك، فبعض الأجداد يودون لو يعوضون بعض أخطاء التربية في أبنائهم مع أحفادهم، ولكن لا تسير الرياح كما تشتهي السفن، فلا تنس في النهاية أن الآباء لهم الحق الأكبر على الأبناء في اختيار طريقة التربية الصحيحة، فسايرهم طالما لا تسبب طريقتهم ضرراً.

10- ثق في قدرة أبنائك على تربية أطفالهم:

حتى وإن كنت تختلف مع أبنائك في طريقة تربيتهم لأحفادك، ثق بهم، وتذكر أنك الجد ولست الوالد، وأن أي تدخل منك ليس مرحباً به من قبل الآباء، سيتسبب في مشاكل أكثر من كونه سيحل المشكلة الحالية، وتذكر أن الأزمنة والأجيال تختلف، وما كان مناسباً لك ولأولادك في وقت ما، لن يكون بالضرورة مناسباً لأحفادك .

11- احرص على إنجاح الأمر:

فالعلاقة بين الأجداد والآباء والأبناء لها أن تكون جميلة ومفيدة للجميع إذا عرف كل دوره والتزم بحده واحترم أدوار الآخرين وحرياتهم، فاحرص أن تكون المسهم في تقوية أواصر تلك العلاقة، لا سبباً في هدمها وتفكيك الروابط بين أفرادها.

الأزمنة والعادات تختلف وتتنوع، ولكن تظل العلاقات الإنسانية واحدة في عمقها ومدى تأثيرها على الإنسان في جميع مراحل عمره، وفي عملية التربية، يمكن للأجداد والآباء أن يضفوا أثرهم الطيب على أحفادهم كأفراد، ولكن مشاركة الجميع بخبرتهم وتجاربهم ووجهة نظرهم لا ريب ستشكل فرقاً في عمق وأثر تلك التربية على الأحفاد.

* المصدر: بصائر تربوية.

Exit mobile version