مركز الزيتونة ينشر فصلاً من تقريره الإستراتيجي حول “المشهد الإسرائيلي”

نشر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات على موقعه الإلكتروني مادة الفصل الخامس من “التقرير الإستراتيجي الفلسطيني 2018-2019” حول “المشهد الإسرائيلي”، ومن المتوقع أن يصدر هذا التقرير قريباً في نسخته المطبوعة.

وقد تناول الفصل الخامس من التقرير الإستراتيجي الفلسطيني المشهد الإسرائيلي السياسي الداخلي، حيث ناقش ملفات الاتهام بالفساد التي لاحقت نتنياهو، الذي تمكن بالرغم من ذلك من الاستمرار في صدارة المشهد الإسرائيلي، ومن الاستمرار في قيادة “معسكر اليمين”، ومن الاحتفاظ بفرص تولي رئاسة الوزراء.

وناقش الفصل تصاعد حدة التطرف الديني والقومي في المجتمع اليهودي الصهيوني خلال عامي 2018-2019، وهيمنة “اليمين” على المشهد السياسي؛ مع تشرذم وانهيار قوى “اليسار”.

وعرض هذا الفصل معاناة فلسطينيي 1948 من تفشي ظاهرة العنف في القرى والمدن العربية، وتفشي وانتشار السلاح غير المرخص، وسياسة هدم المنازل غير المرخصة في البلدات العربية، ومحدودية تراخيص البناء، بالإضافة إلى مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قوانين عنصرية أبرزها “قانون القومية اليهودية”، الذي يكرس الطبيعة اليهودية الصهيونية للكيان الإسرائيلي، ولعل المشهد الإسرائيلي الأبرز خلال عامي 2018-2019 تركز في الأزمة السياسية الداخلية الناتجة عن إعادة انتخابات الكنيست مع الفشل في تشكيل الحكومة، مما دفع الوضع باتجاه انتخابات ثالثة.

وتظهر الإحصاءات السكانية الإسرائيلية نمواً متواضعاً بنسبة 2% سنوياً، مع استمرار تزايد الفلسطينيين العرب مقابل اليهود، كما تظهر بيانات الهجرة تزايداً محدوداً في معدل الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة 1948 “إسرائيل” مقارنة بالسنوات العشر الماضية؛ لكنها تبقى زيادة ضئيلة مقارنة بالهجرة في العقد الأخير من القرن العشرين، كما أن الخط البياني العام يسير باتجاه تحقيق الفلسطينيين أغلبية سكانية على أرض فلسطين التاريخية في المستقبل القريب.

وتمكنت “إسرائيل” من تحقيق نتائج اقتصادية متقدمة في عامي 2018-2019 سواء من ناحية ارتفاع الناتج الإجمالي المحلي أم من ناحية ارتفاع دخل الفرد، كما حافظت على علاقات تجارية واسعة وكبيرة، وعلى حجم صادرات كبير، بالرغم من استمرار حالة العجز التجاري، وظلت “إسرائيل” تستفيد من الدعم الأمريكي الكبير الذي وصل إلى 3.8 مليار دولار سنوياً بالرغم من مستويات الدخل الإسرائيلية العالية حتى بالمقارنة مع دول أوروبا الغربية.

واستمرت “إسرائيل” في الاهتمام بمنظومتها العسكرية وتطويرها، وتوفير ميزانية عسكرية ضخمة، سعياً لضمان تفوقها العسكري على دول المنطقة، وبالاستفادة من الدعم الأمريكي الغربي، كما اهتمت بالصناعات العسكرية وبصادرات الأسلحة والمنظومات الأمنية لتحافظ على موقعها المتقدم في قائمة الدول المصدرة للسلاح.

وإذا كان ثمة شعور بالارتياح لدى القيادة الإسرائيلية نتيجة التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والتفوق العسكري، وتراجع المخاطر على مستوى الجيوش الرسمية، وتزايد فرص التطبيع مع دول عربية جديدة؛ فإن عدداً من المخاطر ما زال قائماً أبرزها تصاعد قدرات المقاومة القتالية النوعية وإمكانات اختراقها للقبة الحديدية؛ مع عدم وجود حالة مستقرة في البيئة الإستراتيجية المحيطة بـ”إسرائيل”.

ويُعدّ التقرير الإستراتيجي الفلسطيني من أهم الدراسات العلمية التي تصدر بشكل دوري عن مركز الزيتونة؛ وهو يصدر للمرة الـ11 على التوالي، حيث أصبح مرجعاً أساسياً للمتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، نظراً لشمولية تغطيته لتطورات القضية الفلسطينية على مدار عامين كاملين، مع التزامه بدقة بالمعايير العلمية والمهنية، بالإضافة إلى غناه بالمعلومات والإحصاءات المحدّثة الدقيقة، وتدعيمه بعشرات الجداول والرسوم البيانية، فضلاً عن الرؤى الإستراتيجية والاستشراف المستقبلي للأحداث.

Exit mobile version