إجراءات جديدة لمنع تفشي “كورونا”.. حصر الصلاة في المنازل بالضفة.. وغزة تغلق المعابر وتمنع السفر

اتخذت السلطات المسؤولة سلسلة إجراءات جديدة في المناطق الفلسطينية، لمواجهة خطر تفشي فيروس “كورونا”، كان أبرزها تعميم وزارة الأوقاف، بأداء الصلاة في المنازل بدلا من المساجد والكنائس، فيما دعت وزارة الصحة في غزة التي لم يصلها الفيروس، السكان لتجنب السلام بالأيدي، وأكد رئيس الوزراء محمد اشتية أن الحكومة لن تتردد باتخاذ أي قرارات أو إجراءات تضمن السلامة للشعب.

ومع استمرار الإعلان عن إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في صفوف أشخاص خالطوا المصابين سابقا، قبل الكشف عنهم، ناقشت الحكومة في جلسة طارئة الموازنة ووضع الخطط الاقتصادية للتعامل مع حالة الطوارئ، وقال اشتية: “مضى أسبوع على إجراءاتنا، التي كانت في وقتها وحصرت الإصابات ومنعت انتشار فيروس كورونا، وسنعمل ما نستطيع لمساعدة جميع أبناء شعبنا والوصول لهم في هذا الظرف الصعب”، مؤكدا أنه لا يوجد أي نقص في المواد الغذائية بالأسواق، وسيتم متابعة هذه الأمور بشكل يومي.

وجدد الدعوة للمواطنين لإقامة الصلاة في المنازل تجنبا للتواجد في الأماكن المكتظة، وطالب كذلك سلطات الاحتلال بالإفراج عن جميع الأسرى، لا سيما المرضى منهم والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال، حفاظا على أرواحهم في ظل تفشي فيروس “كورونا”، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية عن إصابة أي أسير بالمرض.

جدير ذكره أن وزارة الصحة، أعلنت عن تشخيص 38 حالة إصابة بالفيروس في فلسطين، لافتة إلى أنها أجرت 2038 فحصا لعينات مشتبه بإصابتها بالفيروس، من الضفة وغزة، وكانت جميعها سلبية “أي غير مصابة بالفيروس”، باستثناء الحالات المذكورة، التي تم رصدها في مدينة بيت لحم 37 إصابة، وطولكرم إصابة واحدة، لافتة إلى أن عدد الحالات الموجودة في “الحجر الصحي” بأريحا بلغ 7 حالات، إضافة إلى حالة واحدة في معبر رفح، مضيفة فيما هناك 6429 حالة في “الحجر المنزلي”، بينها 2676 في قطاع غزة.

من جهته قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إنه تم إجراء فحوصات لـ21 مصابا مما مجموعه 38 من المصابين بالفيروس، وأن الفحوصات أثبتت أن 15 حالة منهم تظهر عليهم “بوادر التعافي”، مشيرا في مؤتمر صحافي أمام مجلس الوزراء، إلى أن المصابين الـ15 ظهرت عليهم “بوادر التعافي من الفيروس، وهذه البوادر ليست شفاء تاما بل تسير بالاتجاه الصحيح”، لافتا إلى أن هناك حالة من المصابين وهي سيدة ألمانية وضعها صعب جدا، وحالتان متوسطتان، وقال إن سائق الحافلة من القدس بدأ يتعافى.

وأشار إلى أن الـ21 هم من أوائل المصابين في الفيروس، سيتم متابعتهم وإجراء فحصين إضافيين لهم، إذا أظهروا تحسنا سيعودون إلى بيوتهم، وقال” “هذا الأمر مطمئن جدا، لكن لن يتغير شيء على الإجراءات المتخذة”، مقدما الشكر لكافة الطواقم الطبية، والأجهزة الأمنية على ما قدموه وما زالوا في هذه الفترة.

وفي السياق قال إبراهيم ملحم الناطق باسم الحكومة، إن هناك 180 عينة قيد الفحص المخبري، وسيعلن عن نتائجها فور الانتهاء منها، كما دعا المواطنين إلى عدم المبالغة في شراء المواد الغذائية في كافة محافظات الوطن، مشيراً إلى أن لا نقص في هذه المواد في أية محافظة.

وضمن الخطوات العملية لمنع تفشي المرض، أصدرت وزارة الأوقاف، قرارا بحصر صلاة المواطنين في بيوتهم وعدم التوجه إلى المساجد والكنائس في سائر مناطق دولة فلسطين، ابتداء من السبت وحتى إشعار آخر، استنادا إلى توصيات وزارة الصحة والأطباء المختصين، كما دعت المسيحيين الى وقف الصلوات داخل الكنائس واقتصارها على دق الأجراس، انسجاما مع هذه الدعوة.

وصدح المؤذنون في مساجد الضفة بجملة “صلوا في رحالكم”، أي في منازلكم، في نهاية الآذان، استجابة لقرار الوزارة، بصوص صلاة الجماعة في هذا الوقت، تجنبا لاختلاط المواطنين، خاصة وأن الاصابات التي سجلت مؤخرا، كانت بسبب مخالطة المواطنين لمصابين بالفيروس.

وفي السياق، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى المبارك كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس “كورونا”، على أن تقام الصلوات في ساحات المسجد الأقصى.

كذلك نفت وزارة الصحة، أنباء متداولة حول احتمالية إصابة 80% من سكان الضفة الغربية، بفيروس “كورونا”، وأكدت في بيان صحافي، أن هذه المعلومات مصدرها صحافي إسرائيلي، وتم تداولها بين المواطنين دون التحقق منها من المصادر الرسمية الفلسطينية، كما نفت لجنة الطوارئ العليا في محافظة نابلس، ما يتم تداوله حول فرض حظر التجول على المحافظة، كخطوة وقائية في مواجهة فيروس كورونا، وأكدت أنه حتى اللحظة لم تسجل أية اصابة بفيروس “كورونا” في المحافظة.

وفي هذا السباق، قام جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل، بالقبض على شخصين قاما بنشر وترويج اشاعات كاذبة حول فيروس “كورونا”، فيما ألقت المباحث العامة في غزة القبض على مشتبه به من مخيم جباليا شمال القطاع، على خلفية ترويجه شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبق وأن حذرت أجهزة الأمن بملاحقة مروجي الإشاعات.

وضمن الخطوات الاحترازية لمواجهة مخاطر انتشار الفيروس، أغلقت شرطة محافظة نابلس، 20 مقهى وصالتي ألعاب وأفراح، وحماماً شامياً، وألغت حفل زفاف في المحافظة، خلال حملة للشرطة السياحية هناك، وذلك وتماشيا مع حالة الطوارئ، واستنادا لسلسلة الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة.

كما اعتقلت الشرطة الفلسطينية في محافظة جنين، خمسة مواطنين من أصحاب المحلات، لمخالفتهم التعليمات الصادرة عن لجنة الطوارئ، وقال المحافظ أكرم الرجوب، إنهم لم يلتزموا بالتعليمات وبالقرارات الصادرة، بإغلاق محلات بيع الحلوى والمقاهي وصالات الأفراح والأندية الترفيهية والرياضية، كما قبضت الشرطة، على شخصين من أصحاب المقاهي، لعدم التزامهما بالإغلاق الذي تفرضه حالة الطوارئ في طولكرم.

وفي غزة، التي لم تعلن عن أي إصابة بالفيروس، وفي إطار الخطوات الاحترازية، طالبت وزارة الصحة، عبر رسائل وصلت المواطنين على هواتفهم النقالة، بتجنب السلام بالأيدي والتقبيل، والاكتفاء بالابتسامة بدلا من ذلك، إضافة إلى تقليل التواجد في الأماكن المزدحمة.

وأعلنت لجنة المتابعة الحكومية، عن سلسلة إجراءات وقائية للحيلولة دون وصول الفيروس، حيث أعلن رئيس اللجنة محمد عوض، أن الإجراءات تشمل إغلاق المعابر في الاتجاهين حتى إشعار آخر باستثناء حالات طارئة بشكل ضيّق جداً، وحالات إنقاذ الحياة، موضحا كذلك أن الإجراءات تتضمن استمرار تعليق التحاق طلاب المدارس والجامعات ورياض الأطفال بالمؤسسات التعليمية حتى نهاية شهر مارس، وتكليف وزارة الداخلية باتخاذ إجراءات ضابطة لإلزام المحجورين في منازلهم، باتباع التعليمات ذات العلاقة، واتخاذ المقتضى اللازم بحق المخالفين، ومنها التوقيف، والتحويل إلى “الحجر الصحي” في معبر رفح، والإحالة إلى النائب العام بتهمة المساس بأمن المجتمع.

كما تضمنت الإجراءات منع المؤسسات الحكومية وغيرها من إقامة الأنشطة والفعاليات الجامعة التي يزيد عدد المشاركين فيها عن 100 شخص، كما دعت اللجنة إلى تجنّب التواجد في الأماكن المزدحمة بشكل عام، ولا سيما لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يعانون من أعراض الانفلونزا، بما في ذلك أداء الصلوات في المساجد.

جدير ذكره أن وزارة الصحة في غزة، أعلنت أن مختبرها المركزي يعمل على مدار الساعة لإجراء الفحوصات المخبرية لحالات الاشتباه بالإصابة بالفيروس الجديد، وقالت إنها تتابع الأوضاع الصحية للمعتمرين العائدين إلى قطاع غزة قبل أيام بشكل مستمر وحثيث، مشيرا إلى أن من بينهم من لم يلتزم بالحجر الصحي الذي تعهد به.

وتماشيا مع هذه القرارات، علقت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات العاملة في شؤون الأسرى في قطاع غزة، الاعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة مؤقتاً، وذلك في إطار الجهود التي يبذلونها حفاظاً على سلامة أهالي الأسرى والمعتصمين في ظل انتشار فيروس “كورونا”.

وطالبت اللجنة الدولية والمجتمع الدولي والإنساني بالشروع فورا لإلزام الاحتلال باحترام حقوق الإنسان واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم إصابة الأسرى بفيروس كورونا وغيره من الأمراض المعدية والقاتلة، وطالبت بتعقيم أقسام السجون وغرف الأسرى وإدخال مواد التنظيف والتعقيم وزيادة الكمية، تفعيل الاتصال الهاتفي للاطمئنان على ذويهم بظل المنع من الزيارة.

Exit mobile version