“كورونا”.. والمنهج النبوي

اتخذت الحكومة الكويتية العديد من الإجراءات لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد الذي عصف بالعالم وفتك بعدد من الناس حول العالم.

وجاءت هذه الإجراءات شديدة إلى حد ما؛ هل هو تصحيح لخطأ ما تعلمه الحكومة، ولا يعلمه غيرها، أم استعداد لما تتوقع أنه أسوأ مما هو الآن، وإذا كان هو وقاية لما هو أسوأ فهذا تُشكر عليه الحكومة، وإذا كان تصحيحاً لخطأ ما فهذا يستوجب المساءلة السياسية لكل المعنيين من رئيس الحكومة وكل الوزراء المسؤولين عن هذا الخطأ.

إن الهلع الذي شاهدناه من الناس ليس بالمبرر؛ لأنه حسب التطمينات الحكومية من الوزراء المعنيين أن المخزون الاستراتيجي للدولة بحمد الله كاف لأكثر من سنة فلا داعي للهلع ولا الخوف.

إننا كمسلمين أولاً يوجد لدينا العديد من  القيم الإسلامية ومنهج الحياة الذي خطه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأوبئة والأمراض، فالإسلام نظم الحجر الصحي في قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “لا يوردن ممرض على مصح”، فهذا يعني أنه إذا أصيب إنسان بمرض معدٍ فعليه اعتزال الناس كي لا يعديهم، ولذلك فإن الحجر الصحي هنا واجب حماية للمجتمع وللمريض نفسه حث النبي صلى الله عليه وسلم على اتخاذ أسباب الوقاية من العدوى، ومنها الحديث الصحيح: غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء” (رواه مسلم).

والمنهج النبوي في التداوي قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالت الأعراب له: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: “نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال: دواء إلا داء واحداً”، قالوا: يا رسول الله، وما هو؟ قال: “الهرم”، إذاً فالدواء والاستطباب هو من الأخذ بالأسباب.

ويجب على المسلم الابتعاد عن الإشاعات، ففي الأزمات تكثر الشائعات وبالأخص بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، فقد قال الله تعالى: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

ويجب على المسلم أولاً الابتعاد عن الجزع والخوف، فهذا ليس بالمنهج النبوي في التعامل مع الأزمات، لنعلم أولاً أن ما أنزل داءً إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهل، فيجب علينا أن نسمع ما تقوله السلطات الرسمية من بيانات وعدم الالتفاف إلى الشائعات مهما كان مصدرها غير الرسمي، ويجب علينا الالتزام بالأذكار النبوية والمحافظة على الصلوات والسنن والالتزام بما تقرره السلطات من توصيات صحية، فهذه الأمور تحمي بعد الله تعالى من كل الفتن والمصائب.

أخيراً يجب علينا الإيمان بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ”، فالتوكل على الله والأخذ بالمهنج النبوي هو الحافظ.

Exit mobile version