موسوعة “حيفا الأمل الكبير”.. حكاية مدينة ووطن

صدر حديثاً موسوعة “حيفا الأمل الكبير”، ضمن سلسلة موسوعات تحت شعار “أمل وعمل” تعريفية بالمدن الفلسطينية المحتلة، تدور حبكتها حول أهمية استثمار مواهب الفتيان والفتيات وهواياتهم، وتفعيل طاقاتهم الإيجابية نحو الوطن، فضلاً عن التعريف ببعض المصطلحات.

“حيفا الأمل الكبير” موسوعة مختصرة قيمة المحتوى والفكرة، بسيطة جميلة سهلة مسترسلة تجمع ما بين اللغة الفصحى واللهجة الفلسطينية المحكية، قد جمعت بين دفتيها حكاية مدينة ووطن، ما بين الماضي والحاضر والواقع مروراً بالنكبة وانتهاء لأمل العودة، قد تمت صياغتها بحبكة رائعة ورسومات بالغة العمق والجمال.

تناولت حبكتها قيمة الأمل والعمل لأجل الوطن من خلال شخصية حسن، ذلك الفتى الحالم الذي أثبت أن تحقيق الأمل يكون بالعلم والعمل والرجاء.

استطاع الفتى حسن الذي يسكن وادي النسناس في مدينة حيفا، أن يرسي جذور حب الوطن في النفوس الحائرة؛ مما جعله نموذجاً يحتذى به، حيث كان يساعد جده في زراعة شتلات الزيتون؛ ليجعل من الأحياء العربية جنة بعدما خلع الصهاينة أشجارها. 

كما أن ذكاءه اللامع، وآماله الكبيرة مكناه من تحقيق خطوات إيجابية عندما ساعد أخته الكبرى أسماء بعمل معرض يذهب ريعه لبناء مدرسة عربية داخل الحي الذي يسكن فيه، وكان لمشروعهما النجاح.

الفكرة

تقوم الفكرة العامة للموسوعة على تنمية الجوانب الإبداعيّة لدى النّاشئة والأطفال ما فوق عشر سنوات، وتُحفِّز فيهم استثمار مواهبهم وطاقاتهم بشكله الإيجابي والمميَّز تجاه الوطن وخدمته.

تُجسّد نماذج للمُبادرات الفرديّة والأسريّة والمجتمعيّة على اختلافها وبساطتها، التي ترقى بالوطن وازدهاره إلى أعلى المستويات.

تُحفّز النّشء على البحث والتفكير الإبداعي، وحب العلم والمعرفة، والاستفادة من خبرات أجدادهم، وتُساهم في تشجيعه على مواكبة الوسائل والتقنيّات الحديثة التي ترقى بقدراتهم، وتنمّي مواهبهم، وتوظّف طاقاتهم بإيجابيّة ومسؤوليّة تجاه أوطانهم. 

تُعزز قِيَم التعاون والتكاتف والحب وسمو الأخلاق واللُّحمة الوطنيّة في الأسرة والمجتمع على اختلاف الأطياف مروراً بالأجيال.

تستعرض بأسلوب منهجي منمّق ومدروس، التعريف بواقع مدينة حيفا الفلسطينية، وصمود النّاس فيها، كما تستعرض نشأتها، تاريخها، حضارتها، معالمها المتعددة، ازدهارها قبل النكبة، وحياة الناس فيها في الزمن الجميل بأسلوب شيّق وبسيط، ورسومات بالغة العمق والجمال.

تستعرض جانباً من التراث والفُلكلور والأغنية والمصطلحات الفلسطينيّة، كما تُعزّز قيمة الموروث الشّعبي والهويّة الوطنيّة لدى الأبناء، لتبقى مغروسة في نفوس الأجيال.

تَعرض منهجها بمنظور وطني، يتناسب مع الأطفال وفطرتهم السليمة، لا تتطرق فيها للأحزاب أو الفصائل، وتتجنب من خلالها التعرّض للأديان والمعتقدات، وتبتعد عن كل أشكال العنف وسفك الدّماء.

يضاف إلى الموسوعة وجود الإطارات التراثية حول النص واستثمار هوامش الصفحات بالأسفل توضيحاً لبعض المعلومات فيها، وللتعريف ببعض المصطلحات الشعبية والأدوات التراثية الفلسطينية التي باتت في طي النسيان للجيل الجديد، مما يزيد قيمة إلى قيمتها. 

تنتهي الموسوعة بأهم معالم المدينة، ثم النشاط التفاعلي الذي قد يساهم في تشجيع الناشئة لإظهار مواهبهم والبحث والتواصل مع الموقع المخصص للمشروع.

واعتمدت الموسوعة في معلوماتها وحكاياتها عشرات المراجع القديمة والحديثة، المرئية منها والمقروءة، كما اعتمدت العديد من شهادات المعاصرين.

حول المشروع

يقول صاحب الفكرة أسامة الشايب (مقيم في الكويت) لـ”المجتمع”: انطلقت النواة الأولى للمشروع كبادرة أمل نحو حب فلسطين، بعد عدوان الاحتلال على غزة عام 2012، بمبادرة قمت بها وزوجتي وذلك لما لمسناه من خلال صغارنا من فوبيا تسمى «فلسطين» التي كانت تعني لهم الموت، فكانت هذه الموسوعات لتجعل من فلسطين وجهاً جديداً على أبنائنا.

وحول شعار الموسوعة “أمل وعمل”، يضيف الشايب أنه يساهم في صناعة بصمة إيجابية من كل صاحب هواية أو مهنة أو مهارة أو مبادرة تساهم نحو فلسطين والتعريف بها وبتراثها وحضارتها ونصرتها لتبقى قنديلاً يشع أملاً لدى الأجيال رغم ألم الاحتلال، فـ«بالألم يولد الأمل ولا قيمة لأمل بلا عمل».

ولفت إلى أن تأليف الموسوعة استغرق قرابة 5 أعوام بشكل عام منذ عام 2013 وكانت أولى الثمرات بعام 2019، وسيصدر قريباً موسوعة أخرى عن مدن مثل صفد وعكا، لكنه يحتاج إلى دعم مادي.

وختم قائلاً: أمل وعمل هي قصة نجاح لكل فرد من أفراد الفريق، حيث إن جميع القائمين على هذا العمل كانت تجربتهم الأولى في مجال أدب الأطفال الذي تميز كل فرد فيها بالعطاء والإنجاز والإبداع، ووجه الشايب شكره لفريق العمل وكل من ساهم بإنجاحها وخص بالذكر زوجته سمية المومني والكاتبة سمية خوجة والرسامة جنان نصار.

وعن أماكن توزيع الموسوعة في دولة الكويت:

– دار كلمات بجميع أفرعها.

– دار اقرأ للنشر والتوزيع، حولي.

– مكتبة راكان (العجيري سابقاً)، حولي.

– مكتبة نيويورك، حولي.

– موقع كشكول الإلكتروني.

– موقع جليس الإلكتروني.

 

Exit mobile version