النجاشي أول ملك مسلم في مملكة أكسيوم بالحبشة

هناك محاولات حثيثة من بعض مرضى النفوس لتزييف التاريخ الإسلامي في إثيوبيا وتحريفه، ومن ذلك ما ذكره أحدهم من أن النجاشي -الملك العادل- لم يسلم، ولم يعلن إسلامه، غافلا بهذا القول عن حقيقة واضحة وضوح الشمس لا تحتاج معها إلى أدلة.

وإذا كان التاريخ يسطره الأقوياء فإن الحقيقة تأبى أن تندثر، وإذا كان التاريخ خبرا ورؤية فقد تكون الرؤية أعمق من الخبر!

فالقرن الإفريقي كان مهدا لحرية الأديان والتعايش السلمي أثناء حكم النجاشي الملك العادل.

والدليل على هذا أنه أمام التعذيب والاضطهاد الذي تعرض له المسلمون أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، أشار عليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، قائلاً لهم: “لو خرجتم إلى أرض الحبشة؛ فإن بها ملكا لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق؛ حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه”، فخرج المسلمون إليها مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم؛ فكانت هذه أول هجرة في الإسلام.

ومن الثابت تاريخيا أن هذ الهجرة -الأولى في الإسلام- غيرت تاريخ الحبشة؛ حيث أسلم أول ملك من ملوكها، وهو النجاشي الملك العادل الذي شهد له الرسول صلى عليه وسلم بالعدل، والذي أصبح أول ملك مسلم لمملكة أكسيوم في الحبشة (أرض الهجرتين في التاريخ الإسلامي).

 لقد كانت أكسيوم المقر للملك النجاشي -ولد النجاشي ودفن في مدينة وقرو- الملك العادل رضى الله عنه الذي أعطى الحرية الدينية لمسلمي مكة.

لقد كانت مدينة أكسيوم في عهد النجاشي نموذجا ومثالا عالميا للتسامح والتعايش السلمي بين الأديان، بين المسلمين والنصارى، أما الآن فقد أصبحت المدينة مصدر الكراهية للمسلمين في العالم والتعصب الديني لانتهاك حقوق الإنسان، وتقييد الحريات الدينية لمسلمي أكسيوم وتجراي وبعض المذاهب المسيحية مثل الكاثوليكية وغيرها. 

نداء للعالم الإسلامي

أين العالم الإسلامي من نصرة مسلمي إثيوبيا التي نصرت مسلمي مكة وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن الملك العادل النجاشي رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين؟

أين المنظمات الإسلامية الدولية -مثل منظمة المؤتمر التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة- من نصرة مسلمي أكسيوم في إثيوبيا الذين لم يسمح لهم ببناء مسجد ومقبرة للمسلمين، ومساجد مسلمي إثيوبيا تحرق حتى لا تصدع مآذنها بكلمة الحق والشهادتين وإقامة العبادة لله عز وجل بالصلوات الخمس المفروضة على المسلمين وتكون منارة للعلم؟!

كفى تزييفاً لتاريخ الإسلام والمسلمين في إثيوبيا الذي يعلمه المسلمون في العالم، ولكن يجهله كثير من النصارى الذين يعيشون في مسقط رأس النجاشي في التجراي.

إنني أنادي بتدريس تاريخ الإسلام في الحبشة سابقا وفي إثيوبيا حاليا، والتراث النجاشي الإسلامي في المدراس والجامعات في إقليم تجراي وإثيوبيا.

 أيها العالم أما آن للقلوب الحية أن تقدم الحقيقة في حق تاريخ الملك العادل؟

 أما آن للعالم أن يسمع صوت التاريخ الإثيوبي الإسلامي الخالد الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ووافق عليه الصحابة الكرام وتقبله النجاشي وصدقه بالعدل والمساواة؟

يا كاتب التاريخ لا تغلق صفحاتك بل سطر ذلك التاريخ العبق الفواح وانشره في العالم الصداح..

واعلم أن التاريخ سطر كل الحقائق، ولكن الناس زيفوا وقلبوا الأوراق.

 لله درك يا نجاشي يعرفك كل حافٍ وماشٍ، ويكفيك شرفا أن صلى عليك الماحي صلى الله عليه وسلم.

(*) كاتب إثيوبي.

Exit mobile version