رئاسيات الجزائر.. بن قرينة يطلب إعفاءه من قيادة حزبه عقب خسارته

 طلب عبد القادر بن قرينة، الذي حل ثانيًا في سباق الرئاسة الجزائرية، الجمعة، إعفاءه من رئاسة حزبه “حركة البناء الوطني”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده بن قرينة، الجمعة، بعد ساعات على إعلان نتائج الانتخابات التي جرت الخميس، وفاز فيها رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، وحل “بن قرينة” ثانيًا.

وقال بن قرينة: “مهما كانت النتائج المعلنة، فإنني أطلب إعفائي من مهامي كرئيس لحركة البناء (إسلامية)، وسأضع نفسي رهن قرار مؤسساتها، التي ستقرر وضعي ومستقبل المسارات وسوف أحترم قراراتها”.

ولم يوضح السياسي الإسلامي سبب قراره، لكنه أكد: “سوف أتعامل مع الوقع الجديد كما هو دون طعن، وسأكون ساعيًا لإصلاح وضع بلدي من أي موقع شعبي أو سياسي أكون فيه”.

وتابع: “أنا ابن الشعب، ورجل دولة، ولبيت نداء وطني”.

وبن قرينة من مؤسسي حركة المجتمع الإسلامي (حركة مجتمع السلم حاليا) عام 1989م، المحسوبة على تيار “الإخوان المسلمين”، كما انتخب نائبا في البرلمان باسمها عام 1997م قبل أن يغادره لمنصب وزير السياحة.

وعام 2013م، أسس بن قرينة “حركة البناء الوطني” إلى جانب قياديين انشقوا قبل سنوات عن حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد حاليا)، وانتخب لرئاسة الحركة نهاية مارس/ آذار الماضي.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات فوز رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى، بنسبة 58.15 % من الأصوات، متجاوزًا منافسيه الأربعة.

 

وهذا نص البيان الذي ألقاه عبدالقادر بن قرينة في المؤتمر الصحفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

  • أمام هذه اللحظة التاريخية التي عاشتها الجزائر اليوم باستحقاق رئاسي.
  • فإننا نشكر الله أولا على ما وفقنا اليه من الخير والأمن
  • ثم نشكر الشعب الجزائري الذي عرف كيف يحافظ على الجزائر بالاستجابة لنداء المخلصين تحت شعار ” جيش شعب خاوة خاوة” حين خاض معنا معركة استعادة الشرعية الدستورية، التي تظل بحاجة إلى استكمال الشرعية الشعبية وتعزيزها بمحطات اخرى.
  • كما نتوجه إلى جميع من احتضننا وناصرنا ووضع ثقته فينا من جميع شرائح المجتمع وأطيافه وكل فئاته وجهاته بالشكر والعرفان، ونعدهم بمواصلة النضال معهم بسواعد وهمم شباب الجزائر المتطلع الى جزائر جديدة.
  • أتقدم بالشكر للسلطة الوطنية المستقلة وعلى تفاعلها وأتمنى أن توسع تواجدها على كل الهياكل الولائية والبلدية لكي تضمن النزاهة في الاستحقاقات القادمة.
  • لقد دخلنا هذ الانتخابات خدمة لشعبنا وحماية لثوابته وحفاظا على وحدته وتصديا لمشاريع الوصاية الأجنبية على قراره وسيادته والتلاعب بمقدراته وثرواته، وتحقيقا لتطلعات الحراك المبارك للتعاون مع القوى السياسية، وفاء لشعبنا الذي خرج لتغيير منظومة الفساد والاستبداد.
  • لقد أسفرت نتائج هذا الاستحقاق على نتائج تصنفنا اليوم كقوة سياسية أولى في البلاد، ونقرأ هذه النتيجة في تحميلنا مسؤولية كيف نسعى لترسيخ مشروع نوفمبر في إقامة الدولة الديمقراطية الاجتماعية العادلة، والمساهمة في ترقية التعددية وحماية الحريات والتصدي لمحاولات اعادة مناخ الفساد السياسي والمالي الذي لم تتطهر منه البلاد بعد.
  • لقد كانت المنافسة الانتخابية خارج التنافس الحقيقي بين مرشحين لان منافستنا كانت لمنظومة متكاملة وغير متكافئة وفي ظرف خاص لايزال مهددا بفقدان الثقة الذي عبرت عنه المناطق المقاطعة وضعف انخراط القوى السياسية واستمرار جزء من الشعب في الحراك الذي يرى بأنه لم تلبى تطلعاته في ظل التربص الخارجي والازمة الاقتصادية وصعوبات تجاوزها.
  • كنا نتطلع ان تحقق هذه النتائج التطلعات الحقيقية للشعب في التغيير وأن تعكس الصورة التي عاشها الشعب الجزائري اثناء الحملة الانتخابية بل حرمته من نقلة نوعية في مسار بناء الجزائر الجديدة، وادارة الراهن المضطرب وتوسيع قاعدة الحكم واشراك الشباب وبناء الثقة واستيعاب المخالفين والتصدي للأجندات المشبوهة وحماية الوحدة المهددة.
  • ولكن الرؤية السياسية المضطربة مرة اخرى تلجأ لاستنساخ تجارب قديمة والاعتماد على آليات قد تكون عاجزة عن مواجهة الاختلال والمخاطر التي تحدق بالجزائر واستقرارها ومستقبلها.
  • اننا سنظل اوفياء لرسالة الشهداء وعازمين على الاستمرار في التخندق مع شعبنا والنضال من اجل تحقيق مطالبه المشروعة تحت شعارنا المسؤول “معا نبني الجزائر الجديدة” بايدي شبابها التواق الى الحرية والتنمية والتسامح.
  • اهنئ المتنافسين الأربعة على ما بذلوه لمصلحة الوطن وللانتصار للحل الدستوري الذي ورغم ما يقال عليه إلا أنه رواق آمن يؤسس لشرعية دستورية وقانونية ولو من الناحية الشكلية يحمي السيادة، وسوف أتعامل مع الواقع الجديد كما هو بكل صدق ونصح ساعيا لاصلاح وضع بلدي من أي موقع شعبي وسياسي أكون فيه
  • إنني ابن الشعب وزكاني جزء من الشعب ورجل دولة اسهر على حمايتها والدفاع عن سيادتها وأتمثل المصلحة العليا للوطن بكل الأحوال في إطار الوضوح والتفاهم
  • أتقدم بالشكر لكل من دعم برنامجي لاسيما الإخوة في السيادة الشعبية وغيرهم من مجموعات وشخصيات.
  • وأما ما يخصني فإني قد لبيت نداء وطني وكل من وثق في للمساهمة في إخراج بلادي من الأزمة التي نريد أن نكون جزءا من حلها رغم أننا لم نكن سببا فيها، لقد كنت واثقا في كل كلمة قلتها ومهما كانت النتائج المعلنة فإني اطلب اعفائي من مهامي وسأضع نفسي رهن مؤسسات حركة البناء الوطني التي ستقرر في وضعي وفي مستقبل المسارات السياسية المختلفة.
  • وسوف احترم قرارات المؤسسات الشورية.

                                                          المترشح عبد القادر بن قرينة

                                                             الجزائر في: 13/ 12/ 2019م 

Exit mobile version