وصفة حب دائمة للزوجين

إن من علامات حسن الفهم عند الأزواج البقاء لفترات طويلة محافظين على الأُلفة والحب بينهم بالشكل الذي يرضي الطرفين ويؤدي إلى مزيد من المودة والرحمة بينهم، فضلاً عن وجود الحب كحماية وصيانة ونجاة من متقلبات الحياة وتعثراتها ومن غلاء المعيشة وأوجاعها، عندها يهون الأمر في قلوبهم قبل أعينهم.

لذلك وانطلاقاً من الحرص على بقاء البيوت والقلوب يسودها الحب والمودة والعشرة الحسنة، ولمزيد من الفهم في أهمية وجود الحب بين الزوجين كعلاج نفسي وروحي تزول معه كل الآلام، فإننا سنكتب وصفة للزوجين ليظل الحب بينهما، وتتضمن الأمور التالية:

1- الدعاء لبعضهما:

لا شك أن الكل يدرك عظمة الدعاء بظهر الغيب، فيدعو الأخ لأخيه الذي أحبه وعرفه وسار معه في طريقه إلى الله، وكم هو مؤثر لأنه خالص متجرد لا مصلحة فيه ولا منفعة، فما بالك برفيقة حياتك وعمرك ومن تتحمل معك كل الصعاب والمحن يقينا هو أشد تأثيرا في حياتكم التي تطمعان وتطمحان أن يسودها الرضا والرحمة، وعليه فالدعاء المتبادل بين الزوجين يعمق الجانب العاطفي ويؤلف القلوب أكثر وأكثر، لأن هذا الطريق هو الأسرع والأيسر، فالذي يؤلف القلوب هو الله والطرق على باب الدعاء يوشك أن يفتح بالقبول.

2- الحوار دائماً:

إن من أبرز المشكلات التي تأتينا بين الزوجين هو غياب الحوار بينهما، فالكثير جداً من النساء يشكون بأن الأزواج لا يسمعون إلا أنفسهم وأن الرغبة الدائمة في السيطرة لديهم كبيرة متعللين بالقوامة الشرعية، لذلك فعلى الزوجين أن يستمعا لبعضهما بعضاً، بل يكون لهما ورد في الحوار أسبوعياً كأسرة، ثم بينهما البعض في جو من المودة والحب والاعتراف المتبادل بالتقصير، فتلك أمور وإن بدت صغيرة إلا أن لها مفعولاً كبيراً مثمراً.

3- إبداء الرغبة في الآخر:

فعلى كل من الزوجين أن يشعر الآخر بشيء من التقدير والحب والعرفان، كإبداء الطرف الآخر الرغبة في الاختلاء به سواء لحديث خاص لا يفضل أن يسمعه الأولاد أو للتقارب النفسي والجسدي وهو شيء مهم ويثمر المزيد من الوئام والاستقرار النفسي والعاطفي عند الطرفين، لكن المطلوب هو البراعة في الخطاب والاحترافية في الرومانسية، فالمسلم الواعي الفاهم لدينه يجب أن يكون رومانسيا مع زوجته حنونا عليها وما أروع الوصف الرباني في ذلك “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”.

4- ابتسما دائماً:

صدق القائل: إن الابتسامة أجمل هدية وذلك لمفعولها القوي على إزالة الهم، وصدق نبينا الأكرم في حديثه “تبسمك في وجه أخيك صدقة” (رواه الترمذي)، ويقيناً ما أمرنا به النبي بفعله إلا فيه خير لنا في ديننا ودنيانا، وما نهانا إلا لشر يحدث لنا، وعليه فإن تبسم الزوج لزوجته والعكس هو تلغراف حب صامت يصل سريعاً للقلب والجوارح فيجدد الجميع الحب وإعلان الصدق فيه ولا مجال للتقليل من هذه الابتسامة الصغيرة، فوالله إنها لتزيل آثار القلق والضيق في المحن وتضيف للحياة رونقاً في الرخاء وراحة للبال.

5- التغافل والتسامح:

إن الحياة بمشكلاتها قد تفرض واقعاً جديداً أحياناً على الزوجين، فتحدث مشكلات ما أو تباعد وفتور بسبب الغلاء أو ضيق اليد وقلة المورد المادي ومتطلبات الأبناء وعدم القدرة على التلبية، وكل هذه أمور سلبية، ولذلك فعلى الزوجين أن يتغافلا ويتسامحا ولا ينشطان في التذكير بهذه الأمور، وفى نفس الوقت يكثران من الحديث عن الإيجابيات بينهما حتى يظل البيت في منحناه التصاعدي نحو الاستقرار والحب.

6- الاهتمام والتدليل:

وهذه النقطة تحديداً غاية في الأهمية ودورها أكبر على الزوج، فهو الأب وربان السفينة، ورحم الله الشيخ الشعراوي قال لابنه يوم زواجه: “يا بني، لقد تركت زوجتك أمها وأباها وأخواتها وجاءت إليك فكن أنت أهلها”.

وهذا قمة الفهم، فالرجل عليه أن يعي أن الفتاة التي تزوجها تحتاج لزوج حنون تعيش معه أجمل أيام عمرها وعليه فلا حرج من التدليل بينهما والرحلات وزيارة المتنزهات وكل هذه الأمور مهمة وخصوصاً في المراحل الأولى للزواج، فقد يصعب في القادم أو يحدث ما يعيق التواصل والتلاقي كذلك، وعلى الزوجة أن تدلل زوجها بعطر كلماتها التي تخفف على قلبه أوجاع الحياة ومشقاتها وفي المجمل الأمر كله خير وأثره طيب المهم هو صفاء النية وصلاح المقصد.

ختاماً..

نحن حريصون على استقرار كل بيوتنا وقلوبنا بالشكل الذي يرضي ربنا ولذلك ننصح ونذكر ونصف الدواء لبعض العلل التي باعدت بين الأزواج وجعلت المحاكم تعج بالآلاف من القضايا بينهم، لذلك ننادي الجميع أن هذا الطريق يحتاج فهماً ووعياً ورومانسية صادقة وحباً دائماً وطاعة لله واتباعاً صادقاً لرسوله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

 

______________________

المصدر: موقع “بصائر تربوية”.

(*) كاتب وباحث مصري.

Exit mobile version