الكويت لا يُعلى عليها في العمل الخيري والإنساني

تمتاز دولة الكويت بأنها مركز للعمل الخيري في العالم؛ حيث يفيض خيرها على العديد من دول العالم، فضلاً عن مظاهر العمل الخيري في الداخل الذي يشهد به كل من زار الكويت، وسار في شوارعها، فضلاً عمن أقام بها.

والعمل الخيري بالكويت ليس مقصوراً على الرجال فقط، بل هو شراكة بين الجنسين؛ فللمرأة سهمها في العمل الخيري مثلها مثل الرجل، وقد تتفوق عليه في بعض الأحيان.

ومن رائدات العمل الخيري المشرقة بالكويت الأستاذة شفيقة علي عبدالوهاب المطوع، التي كان لـ»المجتمع» هذا الحوار معها.

في البداية، لو تعطينا نبذة عن سيرتكِ.

– اسمي شفيقة علي عبدالوهاب المطوع (أم مروان)، أمٌّ لأربعة أولاد، درست في جامعة الكويت بعد إنجابي لثلاثة أطفال؛ لأنَّ الجامعة افتتحت متأخراً، وحصلت على الليسانس في الأدب الإنجليزي، ولم أعمل بشهادتي؛ لأنني كنت مشغولة مع زوجي هشام العيسى، الذي كان يعمل في منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، ولديه العديد من الارتباطات والانشغالات، وفي بعض الأحيان كنت أسافر معه خارج الكويت، وقد استفدت كثيراً من زوجي في الحياة العملية، والحمد لله أولادي كلهم يحملون شهادات عليا، منهم مهندسان، وآخر يعمل أعمالاً حرة، والحمد لله على كل حال. 

* ماذا يعني لك العمل الخيري؟

– من حسن حظي أنني ولدت لأبوين يحبان الخير، وفتحت عيني على الخير، فوالدي رحمه الله معروف عنه حب الخير والعطاء ومساعدة الناس، ولم يكن والدي وحده هو من يحب الخير ويساعد المحتاجين، بل كانت والدتي مثله كذلك، وأنا أتذكرها رحمها الله كلما زرتها تسألني: هل عندك محتاجون؟ هل عندك فقراء؟ وكانت تلح في البحث عن المحتاجين من أجل مساعدتهم.

هل كان لشقيقيك العم عبدالعزيز المطوع، والعم عبدالله (أبي بدر)، يرحمهما الله، تأثير وبصمة في حياتك؟

– نعم بالتأكيد كان لهما تأثير كبير جداً، فقد توفي والدي ونحن صغار، وحلَّ أخي عبدالعزيز رحمه الله مكان والدي، وبعد ذلك انشغل كثيراً في تجارته؛ فسلّم الأمانة والرسالة لأخي عبدالله الذي أصبح بمثابة الأب لنا، وكان مسؤولاً عن كل شيء؛ سواء عن تربيتنا، أو تجارتنا، وهو لا يُنسى أبداً.

حدثينا عن أجواء التربية الإيمانية داخل أسرتك في الصغر.

– كان كلام أخي عبدالله كله خيراً وذكراً، ودائماً ما كان يتعهدنا بالمواعظ الحسنة، والنصائح الثمينة، التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وكان دائماً ما يوصينا بالصلاة في أوقاتها، ويتابعنا في ذلك، وهل قمنا بالواجب أم قصرنا، فرحمه الله رحمة واسعة، كما كان أخي عبدالعزيز كذلك الذي كان بمثابة الأب الأكبر لنا.

ما أثر العمل الخيري في حياتك الشخصية؟

– أقضي حياتي كلها في العمل الخيري، وكل وقت فراغي وهبته لفعل الخير، ودائماً ما أتواعد مع الفقراء لكي أقدم لهم المساعدة؛ فغالب وقتي أبذله للفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى أسرتي وأحفادي، ونحن تربينا على حب الخير وبذله، أنا وإخواني وأولادي وأحفادي، وهذا من فضل الله تعالى علينا.

ماذا تقولين للفتيات اللاتي يساهمن في العمل الخيري منذ الصغر؟

– ما يلفت نظري هو انتشار ثقافة العمل الخيري بين الفتيات الصغيرات، حتى إن حفيدتي دائماً ما تسألني عن موعدي لمساعدة الفقراء حتى تكون في صحبتي، وتصر على تقديم المساعدات للفقراء بنفسها، بل تطلب مني البقاء في البيت وتذهب هي من أجل مساعدة هؤلاء الفقراء؛ مما يزيدني غبطة وسعادة، حيث إنها حريصة على حمل شعلة الخير وحب البذل والعطاء، فهذا العمل بلا شك يسرُّ القلب.

كما أن إحدى حفيداتي لها صديقات في مثل سنها، يتفقن على الذهاب إلى الجمعيات التعاونية، وشراء بعض الأغراض المختلفة، ووضعها في أكياس، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وخصوصاً عمال النظافة في الطرقات؛ فالعمل الخيري ليس مقتصراً على حفيداتي أو صديقاتي، بل هو ظاهرة عامة منتشرة في ربوع الكويت الحبيبة، وهو سمة من سمات الشعب الكويتي، وصفة من صفاته الطيبة، وقد جُبل على حب البذل والعطاء منذ القدم، ونحن توارثنا هذا العمل كابراً عن كابر، وتمارسه الأجيال الناشئة لأنهم تربوا على ذلك.

ألهذا أعلنت الأمم المتحدة دولة الكويت «مركزاً إنسانياً عالمياً»؟

– بالتأكيد، فالكويت لا يُعلى عليها في العمل الخيري والإنساني، وحب الخير وبذله، وأهل الكويت يتميزون بذلك.

لقد رأيت العمل الخيري في الكويت واقعاً ملموساً، ومن قديم الزمان، فكان حرياً أن ينتبه العالم إلى ذلك منذ زمن، فقد جاء التتويج متأخراً جداً، وأثناء عملي في «الينابيع الجارية»، حيث كنت أجمع الملابس وأبيعها، وتذهب حصيلتها في العمل الخيري، رأيت حب أهل الكويت جميعهم وبدون استثناء لفعل الخير، وهذا من فضل الله تعالى على شعبنا. 

هل لوزارة الدولة لشؤون الشباب ووزارة الشؤون مساهمة في العمل الخيري؟

– نعم لوزارة الشؤون باع طويل في مساعدة الأسر المحتاجة منذ زمن بعيد، وبارك الله في عملها الدؤوب في خدمة المجتمع، وكذلك وزارة الدولة لشؤون الشباب تهتم بشباب الكويت اليافع وتشجعهم على إيجاد فرص العمل، وعلى التعاون فيما بينهم، والمشاريع الصغيرة التي تخدم الشباب، وتشجعهم على العمل التجاري وكسب الرزق، وأنا شخصياً معجبة بعملهم.

هل من كلمة لشباب وفتيات الكويت؟

– أنا أحبهم كثيراً، وأعتبرهم جميعاً في منزلة أولادي، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح الدائم، وإن شاء الله يوفقهم رب العالمين إلى مزيد من التعاون في دعم العمل الخيري الكويتي، وهذا ما نرجوه ونتمناه من الله سبحانه وتعالى.

ما رسالتك إلى سمو الأمير «قائد العمل الإنساني»؟

– رسالتي إلى سمو الأمير هي دعائي له أن يوفقه الله دائماً لما يحب ويرضى، ويحفظه من كل سوء، ونسأل الله تعالى أن يلبسه ثوب الصحة والعافية، ويحفظ شعبنا من كل مكروه.

Exit mobile version