جارديان: بعروض الأزياء وصالونات التجميل.. الصين تمحو ثقافة الإيغور

قالت صحيفة “جارديان” البريطانية إن السلطات الصينية لجأت إلى وسائل متنوعة لمحو ثقافة الإيغور المسلمين في إقليم شينجيانج، مشيرة إلى أن هذه الوسائل تضمنت إقامة عروض أزياء وصالونات تجميل.

جاء هذا في افتتاحية الصحيفة البريطانية التي نشرته على موقعها الإليكتروني تحت عنوان:” وجهة نظر جارديان في شينجيانج، بالصين: السخرة وعروض الأزياء”.

واستهلت الصحيفة الافتتاحية بعبارة:” عندما يكون مليون شخص من الإيغور والمسلمين الآخرين محتجزين في معسكرات اعتقال بشينجيانج وتوثيق عمليات السخرة يتزايد، ربما يبدو من الغباء لفت الانتباه إلى عروض الأزياء وصالونات التجميل والمتنزه”.

ولكن هذه التطورات ليست تافهة، وإنما تشكل جزء من جهود الصين لمحو ثقافة الإيغور، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى بحث صدر مؤخرا يفصل الجهود الرسمية الصينية لتغيير نمط حياة نساء الإيغور.

وأوضحت أن هذه الجهود بدأت في 2011 بمبادرة “بيوتي بروجيكت” لتشجيع النساء المسلمات على التخلي عن النقاب والحجاب، وإنشاء صالونات تجميل وصالونات تصفيف الشعر.

وفسر مسئول الفكرة من وراء هذه المشروعات وهي أنها ستغير صورة جسد المرأة ثم طريقتها في الحياة ثم طريقتها في التفكير.

يأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيها صور التقطتها الأقمار الصناعية أن عشرات المقابر دمرت في المنطقة الواقعة في شمال غرب البلاد خلال العامين والماضيين وتحولت هذه المناطق إلى متنزهات.

وأقدمت السلطات في الصين في السنوات الأخيرة الماضية على تدمير المقابر التي دفن فيها أجيال وأجيال من عائلات الإيغور، تاركة وراءها عظام مبعثرة.

وفي أكسو، حولت السلطات المحلية مقبرة هائلة حيث دُفن الشاعر البارز من الإيغور لوتولا موتيليب إلى “حديقة للسعادة” مع دبب الباندا المزيفة وبحيرة اصطناعية.

وبينما تتراوح التصريحات الرسمية بين أن الهدف من وراء هذه الأعمال هو التنمية الحضرية أو توحيد المقابر القديمة في المكان، يعتبر الإيغور الموجودين في الخارج أن هذا الدمار هو جزء من حملة حكومية للسيطرة على كل عنصر من عناصر حياتهم.

واعتبرت الصحيفة أن هذه التطورات تشبه محاولات إجبار الإيغور على الاحتفال بالعام الصيني الجديد وعدم تشجيعهم على استخدام اللغة الخاصة بهم، الأمر الذي يمثل تفريغا للثقافة الإيغورية من جوهرها.

وبدعوى مكافحة النزعة الانفصالية والإرهاب، عززت بكين بشكل كبير إجراءات المراقبة في شينجيانج منذ حوالي سنتين.

وتستهدف هذه الحملة خصوصا الإيغور البالغ عددهم نحو عشرة ملايين ويشكلون أكبر اثنية في المنطقة. وتقول منظمات حقوقية إن حوالى مليون منهم وضعوا في معسكرات لإعادة التأهيل.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد فرضت قيودا على منح تأشيرات لمسؤولي الحكومة والحزب الشيوعي الصينيين الذين ترى أنهم مسؤولون عن اعتقال أو انتهاك حقوق الأقليات المسلمة في إقليم شينجيانج.

وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان أن “هذه القيود على منح التأشيرات تأتي استكمالا” لإدراج السلطات الأميركية 28 كيانا صينيا على لائحتها السوداء بتهمة التورط في حملة القمع في إقليم شينجيانج.

وقال بومبيو في البيان إن “الولايات المتحدة تطالب جمهورية الصين الشعبية بأن توقف فورا حملة القمع التي تشنها في شينجيانج” بحسب مصر العربية.

المصدر: https://www.theguardian.com/commentisfree/2019/oct/20/the-guardian-view-on-xinjiang-china-forced-labour-and-fashion-shows

Exit mobile version