كيف تستفيد من مالك وتُضاعِف مدخراتك؟

 

 دراسة: 82% ممن يشترون الأجهزة التكنولوجية لا يستفيدون من إمكاناتها

المال وسيلة لتدبير تكاليف المعيشة والترفيه ومواجهة المشكلات المادية وليس للتنافس

عند وضع ميزانية شهرية خصّص مبالغ واقعية لكل بنود الإنفاق وضع مبلغاً للطوارئ

استفد من العروض الحقيقية بعد التأكد من الخصومات فكثيراً تُقدَّم عروض غير صادقة

 

 

 تفيد دراسة بأن %82 ممن يشترون الأجهزة التكنولوجية لا يستفيدون من إمكاناتها ويشترون ما لا يحتاجون لاستخدامه منها، وهذا ما يحدث بنسب متفاوتة مع الكثير من المشتريات، بدءاً من السيارات والأجهزة المنزلية، ومروراً بالاحتياجات الشخصية، ووصولاً للنفقات اليومية البسيطة.

وتتراكم الأموال التي ننفقها دون الاستفادة الحقيقية منها، ونُحرَم من استغلالها فيما يفيدنا ومن ادخارها.

أهداف وإغراءات:

– لا تخبر أحداً بنيتك للترشيد والاستفادة بأموالك؛ فالغالبية سيحبطونك، وبعضهم سيسخرون، وآخرون سيضايقونك بالمتابعة.

– حدد أهدافاً تحبها لتقتنع بأهمية الترشيد؛ كشراء منزل أكبر، أو منزل صيفي، أو بالريف، أو إقامة مشروع، أو الادخار لما بعد التقاعد.

– كن وسطاً في الالتزام بالترشيد؛ فلا تبالغ وتجعل ذلك عبئاً لا يُطاق؛ فتحس بضغط نفسي وكأنك في امتحان قاس، أو كأنك تحمي نفسك من الإفلاس.

– لا تسارع بالتخلي عن الترشيد عند أول إغراء تصادفه.

– الإغراءات كثيرة جداً وتحاصرنا جميعاً؛ كالعروض التي تقفز أمامنا بالفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطاردنا في الطرقات والمتاجر، وتزايد النزعة الاستهلاكية على شراء المزيد من السلع وكأننا في تنافس على من يمتلك الأكثر حتى لو لم يستخدمه، وبعض المعارف الذين يتباهون بامتلاك أفخر الماركات وارتياد أحسن الأماكن للتنزه ولتناول الطعام.

– علينا التوقف بأمانة مع النفس لنذكّرها بوظيفة المال، فهو وسيلة لتدبير تكاليف المعيشة والترفيه ولمواجهة المشكلات المادية، وليس للتنافس أو للشعور بأهميتنا.

– استمتع بالإنفاق، واستشعر نعمة امتلاك المال، وجدد الشكر، وتذكر المحرومين، وأن هذا المال نعمة معك فأحسن استخدامها.

– لا تنتظر زيادة دخلك حتى تدخر.

– تعرف إلى رغبات أسرتك، وخصّص جزءاً من دخلك للعطلات العائلية وللخير، ولا تخضع لضغوط أسرتك بالإنفاق الزائد، ووضّح رأيك بلا محاضرات، ولا تتهمهم بعدم المسؤولية، واطرح لهم بديلاً مناسباً يسعدهم.

تذكر قبل التسوق:

لا تتسوق وأنت غاضب أو متعجل أو تنتظر أحداً؛ حتى لا تندم لاحقاً.

عندما تشعر بالرغبة العارمة في التسوق قاوم نفسك، وتريّض، أو تكلم مع صديق. 

اكتب ما تريد شراءه والتزم به.

راقب ما تشتريه من مأكولات جاهزة وعصائر، ويفضل أن تصنعها في البيت، فهي أفضل صحياً وأقل تكلفة.

عندما تمتنع عن شراء شيء فلا تُشعر  نفسك بالحرمان؛ فستتعب نفسياً.

لا تتعجل في شراء الكماليات، بل قم بالتأجيل حتى زوال الانبهار.

خذ معك أموالاً بمقدار ما تحتاجه فقط، ولا تأخذ بطاقات الائتمان، أو ضع بها مبالغ معقولة؛ فالدراسات تؤكد أن الناس يدفعون أكثر عند استخدام بطاقات الائتمان.

لا تشترِ شيئاً بمواصفات لا تحتاجها، بحجة أن الفرق بسيط.

إذا أسرفت في شيء لا تُحبط وتقول: انتهى أمري، وعد للترشيد.

قبل الشراء فكر في البدائل، وهل يمكن شراء نفس المواصفات بتكلفة أقل؟ وهل يمكنك الاستفادة بهذا المال بشيء أفضل؟ وهل ستحس بالضيق بالفعل إذا لم تشتره؟ وهل الأفضل ادخار المال لشراء الأفضل مستقبلاً؟

تجنب الإغراءات؛ كالخضوع للماركات المشهورة والمحلات الغالية، وغالباً ستجد نفس المواصفات في أماكن أخرى وبأسعار أقل، وأنت تستحق الاستفادة بالفارق.

لا تقل أبداً: «أنا مسرف»، «لن أستطيع ترشيد نفقاتي»، «لن أدخر أبداً»، «سأظل مديناً للأبد».. فسيتعامل معها عقلك كحقائق.

تنبّه لعاداتك التي تجعلك تخسر، وتذكّر أشياء أهم لم تستطع شراءها بسبب إسرافك.

راقب المشتريات الصغيرة والمكررة يومياً، وتسوق مع قائمة والتزم بها.

واقعية ومرونة:

يفشل الكثيرون في الالتزام بميزانية شهرية؛ لأنهم يضعون ميزانية غير واقعية، أو يلتزمون بها بصرامة؛ فيشعرون بضغط نفسي وحرمان، ويربطون بينها وبين الصعوبة في العيش؛ فيلفظونها ويسارعون بإنفاق زائد لتعويض أنفسهم عن ذاك الحرمان الذي صنعوه بأيديهم؛ فلا بد من المرونة والواقعية عند وضع الميزانية.

– ضع ميزانية شهرية حتى لو كنت ثرياً؛ فوضع الميزانية يزيدك نضجاً مالياً، ويجعلك تتمتع بالسيطرة على إنفاقك، وستشعر بالراحة وبإنفاق أفضل للمال.

– تذكّر النفقات الصغيرة والمكررة يومياً التي تضغط على ميزانيتك.

– عندما تقلل الإنفاق تذكّر كل ما لديك، وجدد الفرح به، وضاعف شكر النعمة.

– لا تقلل ما تخصصه لصحتك ومظهرك، ولا تلغِ الترفيه، ولا تقتر على أسرتك.

– اكتب كل نفقاتك يومياً ولمدة شهر؛ ليمكنك فلترة وترتيب النفقات إلى ضرورية جداً كالفواتير والتغذية والمواصلات والعلاج والمصروف الشخصي، وضرورية كشراء ملابس أو الترفيه، وأقل ضرورة كالولائم والسفر للخارج.

– حدّد ما يمكنك الاستغناء عنه بلا ضيق، وفكر بالتخطيط لشراء أفضل منه بنفس ثمنه.

– عند وضع ميزانية شهرية خصّص مبالغ واقعية لكل بنود الإنفاق، وضع مبلغاً للطوارئ، وإذا لم تستخدمه فادّخره.

– قسّم الدخل وضعه بمظاريف خاصة بكل بند، مع الانتباه عند الإنفاق –دون ضغط نفسي- حتى لا تُفاجأ بنفادها قبل نهاية الشهر.

– خصص بميزانيتك جزءاً للاهتمام بنفسك، وتذكّر النفقات غير الشهرية كصيانة السيارة مثلاً.

خطوات واقعية للترشيد:

ذكر نفسك دوماً بأن حسن استخدام المال احترام للنعمة، وفكّر باستعمال هذا المال بما يفيدك مستقبلاً.

علّم أطفالك قيمة المال، وساعدهم على منع الاندفاع بالشراء وحفظ أموالهم لشراء الأفضل مستقبلاً.

تعلم ترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية لتتحكم بفواتيرك، وقم بفرز ملابسك قبل شراء المزيد.

أنفق بعض المال على التنزه؛ فأنت تحتاجه وأسرتك، ولا يهم الذهاب لأفخر المطاعم، ويمكن التنزه بمكان جميل وإحضار طعام من مطعم يناسبك.

لا تحول الترشيد إلى عبء، افعله بحب لتُرضي ربك، واجعله خطوة للنضج ولمصلحتك على المدى البعيد؛ فستتمكن من اقتناء ما يفيدك وستضاعف مدخراتك.

الترشيد ليس سهلاً؛ لأنك تقاوم تصرفات اعتدتها، فازرع الرغبة به في عقلك وستنجح.

اهتم بصيانة سيارتك ومنزلك والأجهزة؛ فستوفر عليك ثمن الإصلاحات وتطيل استخدامها.

ضع خطة بسيطة وواقعية للادخار ولو قليلاً.

احرص على إخراج الزكاة كاملة.

استفد من العروض الحقيقية بعد التأكد من الخصومات، فكثيراً ما يقدمون عروضاً غير صادقة.

اسع في عمل الخير، ومساعدة المحتاجين، وزيادة الصدقات.

انتبه وأنت مع أصدقائك، فقد تزيد نفقاتك عندما تكون معهم حتى لا تكون أقل منهم، ولا تهتم بمواكبة الأغنى فقيمتك داخلك، ولا تبالغ فتبدو بصورة غير لائقة.

عندما تقلل الإنفاق فلا تشعر بالتضحية، بل بالسعادة والإنجاز.

زيادة دخلك لا تعني فتح أبواب الإنفاق على مصراعيه، لكن قم بالتوسعة على نفسك وعلى أسرتك، وادخر الجزء الأكبر.

ستستغرق وقتاً لتسيطر على إنفاقك فلا تمل.

اشترِ لنفسك هدية كلما نجحت.

ضاعف أموالك بالتصدق وصلة رحمك والاستغفار.

___________________

(*) نائب رئيس تحرير «الأهرام» المصرية.

Exit mobile version