مدير عام بنك الكويت للطعام: رسالتنا معالجة مشكلة الجوع والعطش عالمياً

الكويت الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تقدم جميع أجنحة بنوك الطعام 

أهدافنا تنصب في أحزمة علاجية لمعالجة مشكلة هدر الطعام 

52% من الطعام الموجود بالكويت يُهدر وهي نسبة كبيرة جداً 

رسالتنا تتجاوز إطعام الإنسان إلى المواشي والطيور

قال مدير عام بنك الكويت للطعام الأستاذ سالم الحمر: إن أهداف البنك تنصبّ في أحزمة علاجية لمعالجة مشكلة هدر الطعام، ومشكلة الجوع والعطش عالمياً، وأضاف، في حواره مع «المجتمع»، أن نشاط البنك ليس مقصوراً على المسلمين وحدهم، حيث يشمل كل الناس، بل ويتجاوز ذلك إلى الحيوانات والطيور، منطلقين من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «في كل كبِد رطبة أجرٌ».
كيف ظهرت فكرة «بنك الطعام»؟
– جاءت تلك الفكرة من رئيس مجلس إدارة بنك الطعام والإغاثة، الأخ بدر ناصر الخرافي، التي كانت في بدايتها بسيطة، حيث كنا بمثابة مكتب خيري لدعم الأسر المتعففة داخل الكويت؛ لذا اقترحنا أشياء تكون لها استمرارية وديمومة لإعاشة هذه الأسر، فهي تحتاج إلى مَنْ يعتني بها ويدعمها.
وجئنا بفكرة جديدة؛ وهي إنشاء «بنك الكويت للطعام» لدعم الأسر المتعففة وتخفيف الأعباء المادية عليها شهرياً، بحيث نقدم لهم سلالاً غذائية، بالإضافة لتوعية المجتمع؛ فالبنك يهدف إلى توعية الناس بالأكل الصحي، وتقليل الهدر، وفي كل عام نقوم بعمل برنامج محدد، ونحن الآن في السنة الرابعة منذ أن بدأنا في هذا المشروع التوعوي، وبدأنا بشعار «احفظها لتدوم».
 ما دلالة اسم «بنك الطعام»؛ فقد يوحي بأمور كالاستثمار وما شابه ذلك؟
– فكرة البنك جديدة بالكويت، وهي منتشرة في كثير من دول العالم، ونحن كدولة نفطية كبرى، وعندنا فائض كبير من الطعام، ولله الحمد؛ ففكرنا كيف نستفيد من هذا الفائض، ونحدّ من عوامل الهدر في هذا الطعام، فدول العالم التي زرناها لا تجد فيها علامة «فود بنك»، أو بنك الطعام بشكل متكامل؛ فالكويت هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقدم جميع أجنحة بنوك الطعام.
ما أهم أهداف «بنك الطعام»؟
– تنصبّ أهدافنا في أحزمة علاجية لمشكلة هدر الطعام، ومشكلة الجوع والعطش عالمياً، فما يخص موضوع حفر الآبار نكتب عن علاج مشكلة العطش، وفيما يخص إيجاد فرص العمل للأسر المتعففة نسعى لحل تلك المشكلة، فلسنا تقليديين، ولا نقدم فكرة متداولة، بل نطرح أفكاراً جديدة، فنحن عبارة عن بنك، يعطي المتبرع لنا الأموال ونقوم بتحويلها إلى علاج مثلاً، فنحن نستثمر في المشاريع، ونسعى إلى استمرارها وديمومتها.
< الكويت أعلى الدول في هدر الطعام، ما دقة هذه المعلومة؟
– نعم هذا صحيح، ويرجع ذلك إلى أن الخير في الكويت، بفضل الله سبحانه وتعالى، وفير، وهي دولة نفطية كبيرة، ولدينا المطاعم المتنوعة، والمشاريع الشبابية تهتم بموضوع الطعام، حيث يقول الصندوق الكويتي للمشاريع: إن نسبة كبيرة من المشاريع تهتم بموضوع الطعام، والاستثمار والربح فيها كبير.
 حسب ما علمنا أن البنك لا يقتصر على تقديم المساعدات فقط، هل هناك خدمات مجتمعية؟
– نعم نقدم خدمات متنوعة، فقد حاولنا أن ندخل في كل الجوانب المتعلقة بالطعام، سواء بالجانب التوعوي، أو موضوع الأكل الصحي، ويدخل في نطاق اهتمامنا أيضاً محاربة السمنة، ويشمل الجانب التوعوي المشاريع الموسمية مثل مشروع «إفطار الصائم» في رمضان؛ حيث كان لنا دور كبير فيه، ومشاريع يومية مثل «وجبة العامل»، ولنا اهتمام بالهدر الموجود في الدولة، خاصة أن الكويت بها مؤسسات تهتم بموضوع الطعام، ولديها شركات كبيرة في التجهيزات الغذائية والخدمات الفندقية، ودورنا مع هذه الشركات والفنادق توعوي وتثقيفي، بحيث نقترح عليها أن تستفيد المدن العمالية الموجودة في الكويت مثلاً بالطعام الفائض لديها؛ فنحن مجرد وسيلة في النصح والإرشاد فيما يخص الطعام الذي يُهدر، والفائض عن الحاجة، فهدر الطعام بالكويت، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، يُقدَّر بنحو %52 من الطعام الموجود بها، وهذه نسبة كبيرة جداً.
 ما مدى حرصكم على إقامة شراكات اجتماعية مع مؤسسات الدولة؟
– توجد لدينا شراكات متنوعة مع المؤسسات المحلية، منها وزارة الشؤون الاجتماعية، واتحاد الجمعيات التعاونية، ووزارة التربية ممثلة في إدارة الأنشطة، وهناك مشاريع لمدارس تحارب السمنة، وهو نوع من الشراكة المجتمعية، وكذلك لنا شراكة مع وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات الكويتية في الخارج فيما يخص علاج مشكلة الجوع والعطش عالمياً، وهناك شراكة مع المنظمات العالمية من خلال وزارة الخارجية الكويتية، ونقوم بدور توعوي فيما يخص ترشيد المياه والكهرباء من خلال مشروعنا «نحفظها تدوم».
وتوجد لدينا شراكة أيضاً مع جمعيات النفع العام التي تهتم بجوانب مثل الترشيد وغيره، ولنا شراكات مع شركات حكومية، منها على سبيل المثال: مطاحن الدقيق، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف.
 هل لكم مشاريع خارج دولة الكويت؟
– نعم، يوجد لدينا في البنك جانب إغاثي كبير، حيث ساهمنا في علاج مشكلة الجوع والعطش بالهند، وقمنا بحفر نحو ألفي بئر في هذا البلد المترامي الأطراف، ولنا نشاط كبير في ولاية «بيهار»، ولدينا نشاط في العاصمة اللبنانية بيروت فيما يخص اللاجئين السوريين الموجودين بها، حيث نقدم المساعدة لهؤلاء اللاجئين في المخيمات، وكذلك في اليمن فيما يخص معالجة مشكلتي الجوع والعطش للنازحين.
 كيف تتواصلون مع المناطق السكنية التي يقطنها أناس من محدودي الدخل؟
– هناك تواصل مع إخواننا في إدارة تنمية المجتمع والأسر المتعففة من الكويتيين، بأن نخفف عنهم عبء التموين والمواد الغذائية، وهناك أناس لا يستطيعون الخروج لتعفّفهم، فنحن نتواصل معهم بسرية تامة، ونحفظ خصوصياتهم، بأن نزورهم ونقدم لهم المساعدات والسلال الغذائية.
 يقتصر نشاطكم على المسلمين فقط.. ما مدى صحة هذا الكلام؟
– ليس دقيقاً، فنحن ننطلق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم»: «في كل كبِد رطبة أجرٌ»، في حفر الآبار والسلال الغذائية، وعملنا إنساني متكامل دون عنصرية أو طائفية، وحتى الطعام المتبقي نقدمه للمواشي والطيور؛ فعملنا يشمل الإنسان أينما كان بصرف النظر عن اللون أو الدين أو الطائفة أو العرق.
 كلمة أخيرة:
– الكويتيون شعب مُحسن ومحب للخير، ودائماً مبدع في تقديم الأفكار الخيرية والإنسانية المتنوعة للعالم، وحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد الإنسانية، وهذا فخر للكويت؛ فهي بلد الإنسانية.

 

Exit mobile version