الراجحي لـ”المجتمع”: هدفنا إغناء الفقير بغض النظر عن دينه أو جنسيته

لا تكاد تجد بقعة في العالم إلا ولدولة الكويت وللكويتيين بصمة خيرية وعمل إنساني فيها؛ وهو ما جعل الكويت تستحق أن يُطلق عليها «بلد الإنسانية»؛ ذلك أن العمل الخيري إنساني بالدرجة الأولى.

وحتى تصل الكويت إلى هذه المكانة، فتحت مسارات العمل الخيري أمام الكثير من الجمعيات الخيرية المتخصصة التي تنتشر في ربوع الكويت، ولعل من أحدث هذه الجمعيات جمعية «بلد الخير» التي أنشئت عام 2017م.

ويسرنا في هذا الحوار أن نلتقي برئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخ سعد الراجحي.

نبارك لكم إشهار جمعية «بلد الخير»، ونرجو أن تحدثنا عن فلسفتكم في اختيار هذا الاسم.  

– بارك الله فيكم، أما عن الاسم فجمعية «بلد الخير» نبعت من كون الكويت مشهورة بالعمل الخيري الذي تجاوز الحدود إلى أقاصي الأرض وأدناها، فهي بلد الخيرات، ولذلك اخترنا هذا الاسم، وكل من سمع به أثنى عليه، وقال: لقد وفقكم الله لاختياره؛ فهي «جمعية بلد الخير»، في بلد العمل الخيري الحقيقي؛ الكويت.

متى تأسست الجمعية؟

– أنشئت في 22 فبراير 2017م، مع حلول الأعياد الوطنية.

هل نشاط الجمعية داخل الكويت أم خارجها؟

– مجلس الإدارة اتخذ قراراً بأن يكون 85% من نشاط الجمعية داخل الكويت، وهذا ما نصبو إليه ونحاول تأسيس المشاريع على هذا المنوال.

لكن بعض التبرعات والصدقات تلزمنا على العمل خارج الكويت، ولكن عملنا الأساسي الذي نركز عليه أن تكون أكثر مشاريعنا الخيرية في الداخل.

كيف تتعاونون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل؟

– لم نواجه أي معوقات مع وزارة الشؤون، بل كان هناك تعاون وترحيب من قبل الإدارة السابقة متمثلة في الأخت منيرة الكندري، وأعطتنا دفعة قوية في عملنا، والآن وبعد تغيير الوزارة، وجدنا الأمر نفسه مع الأخت هدى الراشد، ومواقفها معنا داعمة بفضل الله تعالى، خصوصاً ونحن جمعية جديدة.

هل لكم علاقة مع جمعيات ومؤسسات خيرية داخل الكويت؟

– نحن ضمن منظومة اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الذي تأسس منذ 7 أشهر؛ فبمجرد تأسيسه قدمنا طلب العضوية، وأصبحنا أحد أعضائه.

ما المشروع الرئيس للجمعية؟

– مشروعنا الأساسي داخل الكويت هو «إغناء»؛ نظراً لوجود حالات كثيرة من المعوزين والمحتاجين والفقراء في البلاد.

ما مدلول تسمية مشروعكم بـ”إغناء”؟

– يظن البعض أن كلمة «إغناء» تعني إغناء كل الفقراء، وهذا أمر مستحيل، وإن كنا نتمنى تحقيق ذلك، ولكن هذا ليس في استطاعتنا، ومدلول الكلمة محاولة إغناء الفقير، والتعرف على حاجاته، والأسباب التي أدت إلى حرمانه من تلك الحاجات الضرورية؛ كالتعليم، وما تتعرض له العديد من الأسر من نواقص حياتية ومعيشية مختلفة، فدورنا هو البحث عن الأسباب التي أدت إلى الفقر، وأرغمت الفقراء على اللجوء إلى بيوت الزكاة، وليس لنا علاقة بتسديد الديون؛ لأن المدين هو الذي تسبب في تلك الديون، أما حاجات المعيشة والسكن والإيجارات والتعليم.. هي الأساسيات التي نركز عليها ونعمل على مساعدة الفقير فيها.

هل تركزون على المواطن أم المقيم، أم كليهما؟

– نركز على إغناء الفقير أياً كان، ولا نهتم بدينه، أو مذهبه، أو جنسيته، وأول من تبرع لمشروع «إغناء» شخص مسيحي، دفع 1500 دينار كويتي، وقال: سوف أكمل المبلغ لـ10 آلاف، وبعد شهرين تبرع أحد السيخ بمبلغ مالي، ونحن ليس لنا غضاضة في هذا الموضوع، والمسلمون جميعاً لم يقصّروا معنا في التبرعات، وكل تركيزنا هو إغناء الإنسان حتى لا يضطر للذهاب إلى لجان الزكاة طلباً للمساعدة.

هل أنتم بصدد إنشاء فروع أخرى في الكويت؟

– اتخذ مجلس الإدارة قراراً بإنشاء عدة فروع، منها: فرع في الجهراء، وحولي، والفروانية، ورابع سيكون بإذن الله في مبارك الكبير، أو الأحمدي، وأي فرع نُقْدم على إنشائه لا بد من أخذ الموافقات من البلدية والإدارة العامة للإطفاء، وبحمد الله أخذنا الموافقة على فرع حولي، والعمل جارٍ على إنشائه.

هل لديكم مشاريع طموحة خارج الكويت؟

– قمنا بعمل شراكة مع الجمعيات الخيرية خارج الكويت؛ في لبنان، والأردن، والعاصمة البريطانية لندن، وتركيا، والفلبين، والهند، وإندونيسيا.

هل عملكم دعويّ أم خيريّ؟

– عملنا دعوي وخيري في داخل الكويت، فالعمل التربوي والدعوي يوازي العمل الخيري، أما في خارج الكويت فالعمل الخيري له الغلبة.

هل يوجد تنسيق بينكم وبين وزارة العدل؟ وهل تقوم الوزارة بتحويل بعض الحالات إليكم؟

– حتى الآن لم يحدث مثل هذا الأمر، لذا فكل عملنا ينحصر في مجيء المعوزين والمحتاجين إلينا، ونحن نقدم العون والمساعدة لهم.

هل لديكم أرقام وإحصاءات بأعمالكم الخيرية ومشاريعكم وغير ذلك؟

– لدينا موقع إلكتروني، بحيث يستطيع الشخص وهو في بيته أن يسجل بياناته، وبعد دراسة حالته، والتأكد من احتياجاته، وأن عليه -مثلاً- 1500 دينار مصروفات مدرسية، أو 1000 دينار إيجارات متأخرة، ولا يستطيع تلبية حاجاته الحياتية له ولأسرته، نقوم بجمع هذه المبالغ، التي تقدر بحوالي 7 آلاف دينار سنوياً، وكل موارده السنوية لا تتجاوز 3 آلاف دينار، يعني وجود 4 آلاف دينار عجز سنوي في ميزانيته؛ وبالتالي نساهم في توفير 1000 دينار لهذا الشخص، والباقي يكون على الموقع، بحيث يدخل المتبرع على الموقع فيجد هذا الشخص مثلاً، من الدولة الفلانية، وعليه إيجارات ومصروفات دراسية، وجزء من أولاده لا يدرسون، وللمتبرع الحرية في اختيار الشخص الذي يريد التبرع له، خصوصاً أننا لا نضع اسم هذا المحتاج ولا عنوانه ولا رقم هاتفه، ولا رقم بطاقته المدنية، فكل ذلك محفوظ عندنا، فهدفنا هو الستر والإعفاف والإغناء.

وأنا كمتبرع حين أرغب في مساعدة المحتاجين وخصوصاً المتعثرين في سداد الديون المدرسية، فأجد أمامي أكثر من أسرة في حاجة لسداد ديونها المدرسية، وعليَّ اختيار الأسرة الأكثر احتياجاً؛ وبالتالي أدفع لها ما تجود نفسي عن طريق “أون لاين”، أو “كي نت”، أو من خلال مقر الجمعية بمنطقة الخالدية؟

هل تقومون بجولات ميدانية لمتابعة الفقراء والمحتاجين؟

– نعم، لدينا فريق «يمينك تعينك»، يقوم بدراسة الأسر المعوزة والمحتاجة في مقر سكناهم.

هل لديكم مشروعات تنموية؛ كالمساهمة في حل مشكلة البطالة على سبيل المثال؟

– أحد أهدافنا من مشروع «إغناء» هو التمكين، فالأسرة التي لديها ثلاثة أولاد، على سبيل المثال، وعمرهم يتجاوز 20 عاماً، وهم عاطلون عن العمل، فنحن نسعى للعمل على توظيفهم، حسب المهنة التي يرغبون العمل فيها، ولدينا دورات تدريبية على حساب الجمعية لمن يرغب في العمل؛ كميكانيكي، أو كهربائي، وبعد الانتهاء من تلك الدورات، أحياناً ندخلهم في شركات معينة للتدريب لمدة ثلاثة أشهر مجاناً، بدون رواتب، وبعد ذلك ينطلقون إلى سوق العمل، وإذا رأت الشركات أنه من المناسب توظيف بعضهم فهذا أمر جيد، وإن لم ترغب فيبحثون في شركات أخرى بعد أن يكونوا قد اكتسبوا الخبرة اللازمة التي تؤهلهم للعمل في المجال الذي تدربوا فيه، وبذلك ساعدنا العائلة بأن نوفر لها دخلاً آخر غير ما يحصلون عليه من الجمعية ومن المحسنين.

ما طبيعة نشاطكم خارج الكويت؟

– حسب اتفاقنا مع الجمعيات خارج الكويت، فإننا نقوم بدور إغاثي، في بلاد الشام وسورية، وفي المقابل هناك تنسيق في الهند وإندونيسيا لعمل مشاريع خيرية وتنموية.

هل لديكم تنسيق مع بيت الزكاة؟

– حتى الآن لا يوجد بيننا وبينهم تنسيق، ونقوم حالياً بإجراء مقابلات مع بيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف، لكي نشرح لهم طبيعة عملنا، ونسأل الله تعالى أن يكون بيننا وبينهم تعاون في المستقبل.

Exit mobile version