العم حمود الرومي.. هدوء العابد ووقار الداعية

عند الحديث عن العم حمود الرومي، لا تسعفنا الكلمات أمام هذه القامة الدعوية التي كرّست حياتها في خدمة الدعوة الإسلامية والعمل الخيري والاجتماعي.

ولادته ونشأته:

ولد العم حمود حمد صالح الرومي عام 1938م في مدينة الكويت، وكان من سكان فريج (حي) الشملان، وانتقل جده مع العائلة للسكن بالقرب من مسجد «بن رومي» في دسمان.

وهو من أسرة محافظة، حيث درس جده لأمه العلم الشرعي على يد الشيخ عبدالعزيز العلجي من أهالي مدينة الأحساء، وحرص على تربيته التربية الإسلامية، وقال جده فيه شعراً:

وأما حمود ضننا فيه حسن          سوف يصير قرة العين إذاً

دراسته:

بدأ الدراسة على يد الملا سليمان الخنيني، وقرأ القرآن على الملا حسين شعيب من أهالي جزيرة فيلكا، ودرس لمدة عام واحد في مدرسة النجاة (مدرسة قديمة أنشئت بعد المدرسة المباركية).

ودرس بالمعهد الديني في الكويت حتى أتم الشهادة الثانوية بتفوق، وكانت هذه الشهادة تؤهل للدراسة بالأزهر أو كلية دار العلوم بالقاهرة التي التحق بها عام 1958م، وبعدما أنهى دراسته عاد للكويت، وعمل في معهد المعلمين (كلية التربية الأساسية حالياً).

نشاطه الدعوي:

بدأ الرومي حياته الدعوية في جمعية الإرشاد عام 1953م وهو في سن السادسة عشرة، وكان لعمه خالد الرومي الأثر الأكبر في دعوته لهذه الجمعية، الذي كان عضواً فيها، وقد أثرت التربية المحافظة لأسرته في اندماجه بجمعية الإرشاد.

وكان الرومي حريصاً على حضور الدروس الشرعية والفكرية، والمشاركة في المخيمات الربيعية لجمعية الإرشاد، ولكن دراسته بمصر أدت إلى انقطاعه عن الجمعية.

عضويته بمجلس الأمة:

دخل العم حمود الرومي المعترك السياسي عام 1981م؛ حيث ترشح للانتخابات عن الدائرة الخامسة في الفيحاء، ونجح فيها، وكذلك عام 1985م، وله موقف مشهودة بالمجلس؛ حيث عارض تنقيح الدستور عام 1982م، وفي عام 1985م شارك في استجواب وزير العدل آنذاك سلمان الدعيج.

رئاسته لجمعية الإصلاح:

بعد وفاة العم عبدالله العلي المطوع، يرحمه الله تعالى، عام 2006م، تولى الرومي رئاسة الجمعية لمدة 12 عاماً، التي كانت امتداداً للعمل الذي سار عليه العم أبو بدر.

وخلال رئاسته لـ«الإصلاح»، عُدل النظام الأساسي للجمعية، وانتشر عمل اللجان، وحرص على مشاركة أبناء الجمعية بكل مسابقات القرآن الكريم التي تقيمها دولة الكويت.

وحصلت الجمعية على العديد من شهادات التقدير في العمل الخيري والدعوي في عهده.

وخلال توليه رئاسة جمعية الإصلاح، ظهرت دعوات لتحجيم العمل الخيري والاجتماعي؛ فواجهها بهدوئه وحكمته، وبحديثه الدائم: «ما دام عملكم لله تعالى فلا تخافوا».

ويرتبط العم حمود الرومي بعلاقة طيبة مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وله عدة لقاءات مع سموه الذي أثنى فيها على جهوده في خدمة أهل الكويت ومن يعيشون على أرض هذه البلاد الطيبة.

تكريم 

إن تكريم العم حمود الرومي اعتراف بفضله وجهاده، فهو بعد 65 عاماً أمضاها في خدمة العمل الدعوي والاجتماعي تمثلت فيها شخصيته الهادئة لتسير بالدعوة إلى بر الأمان.

وتنظم جمعية الإصلاح الاجتماعي في تمام الساعة 7.30 من مساء اليوم الثلاثاء، على مسرح الجمعية بمنطقة الروضة، حفل تكريم العم حمود الرومي، الرئيس الفخري – رئيس مجلس الإدارة السابق للجمعية، تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح.

Exit mobile version