رغم أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم تستغرق سوى بعض ساعات، فإنها ألهبت الشارع التونسي؛ لحساسية الزيارة وتوقيتها، سواء على المستوى الإقليمي، كحرب اليمن، و”صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، أو الدولي كصراعات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع استخبارات بلاده وجانب كبير من الكونجرس، فضلاً عن الداخل التونسي الذي يشهد صراعاً مريراً داخل حزب نداء تونس الذي حاز على المرتبة الأولى في انتخابات 2014م ولم يبق من كتلته التي كانت تبلغ 86 نائباً سوى 36 نائباً، وقد وصل ولي العهد السعودي، مساء أمس الثلاثاء وكان في استقباله الرئيس الباجي قائد السبسي، حيث أجريا لقاء على انفراد، بقصر قرطاج.
جلسة عمل
وقد تلت اللقاء على انفراد بين السبسي، وابن سلمان، جلسة عمل موسّعة بحضور وفدي البلدين، أعقبته الديباجة المعهودة في الزيارات العربية العربية، وإثر ذلك أقام الرئيس التونسي مأدبة عشاء على شرف ولي العهد السعودي، والوفد المرافق له، حضرها بالخصوص رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، ورئيس الحكومة.
في كلمته، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: إنه يعتبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي “بمثابة والده”، مضيفاً أن الشعب التونسي شعب عزيز جداً لدى السعوديين، ومنوهاً بمتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين.
من جانبه، رحّب الباجي قائد السبسي بتصريحات محمد بن سلمان، قائلاً: يشرفني أن يعتبرني الأمير محمد بن سلمان بمثابة والده وهو الآن في بلده تونس.
الصدى الدولي
ورغم أن العديد من الصحف الأوروبية والأمريكية قد تابعت الزيارة، فإن صحيفة “واشنطن بوست” كانت الأكثر اهتماماً بزيارة ولي العهد السعودي إلى تونس وكتبت على موقعها الإلكتروني يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018م مقالاً أشاد فيه الكاتب بول شيم بالشعب التونسي الذي أطاح في ثورة يناير 2011م بنظام بن علي القمعي، وتمكن من المحافظة على مكتسبات ثورته وخاصة المتعلقة بحريات التعبير والتظاهر.