د. المعتوق: مبادرة إطعام مليار جائع لدعم خطط الاستجابة الإنسانية

– الهيئة ستعمل على متابعة تعهدات المنظمات المشاركة من خلال آلية خاصة للرصد والنشر

– المبادرة تكتسب أهمية خاصة وقيمة مضافة ونوعية لتدشينها برعاية أميرية سامية

– نهدف إلى حشد وتوحيد جهود الجهات الإنسانية الفاعلة لمكافحة الجوع على نطاق العالم

– أنظار المجتمع الإنساني تتجه إلى هذا المؤتمر في ظل الارتفاع المخيف والمرعب لمعدلات الجوع

 

مع ارتفاع معدلات الجوع وتعدّد النداءات الإنسانية وتحذيراتها من مضاعفات هذه الآفة الخطيرة، تعتزم الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إطلاق مبادرة إطعام مليار جائع حول العالم، يوم الإثنين المقبل (26 نوفمبر الجاري)، ضمن أعمال المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعالية، لتسطّر إنجازاً استثنائياً رائداً، يُضاف إلى سجل العمل الخيري الكويتي الحافل بالمبادرات الإنسانية والمؤتمرات المانحة للعديد من الشعوب المنكوبة والفقيرة، ولدعم خطط الاستجابة الإنسانية.

وقال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبدالله معتوق المعتوق في تصريح صحفي: إن الهيئة الخيرية تسعى للتعريف بمبادرة الجوع وفلسفتها وأهدافها، ودعوة الوفود المشاركة لإعلان تعهداتها وتفعيل المبادرة بوصفها أحد تجليات مؤتمر واشنطن للتحالف بين الأديان الذي عُقد في واشنطن في فبراير 2018م، وأوصى بيانه الختامي بتدشين حملة إنسانية عالمية لإطعام مليار جائع في المجتمعات التي تعرّضت للعنف حول العالم.

وأضاف د. المعتوق أن هذه المبادرة تكتسب أهمية خاصة وقيمة مضافة ونوعية لتدشينها ضمن أعمال “المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعّالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل”، برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وقائد العمل الإنساني، مشيراً إلى أن الرعاية السامية لهذا المشروع الإنساني تمثّل دعماً كبيراً ورفيعاً تحمل القائمين على العمل الخيري والإنساني مسؤوليات كبيرة باتجاه بذل المزيد من الجهود الحثيثة لمكافحة الجوع.

وأشار إلى أن المؤتمر يحمل شعار “إنسانية واحدة ضد الجوع”، ويهدف إلى حشد وتوحيد جهود الجهات الإنسانية الفاعلة لمكافحة الجوع على نطاق العالم، من خلال مبادرة إطعام مليار جائع على مدى سنة كاملة (2018 – 2019م) عبر تعهدات المنظمات المشاركة في مجال تشين المشاريع الإغاثية والتنموية وفق الاحتياجات الأساسية للفقراء.

وحول آلية المتابعة، قال د. المعتوق: إن الهيئة ستعمل على متابعة تعهدات المنظمات المشاركة من خلال آلية خاصة للتتبع، وستنشر النتائج التي ستتوصل إليها في تقارير ربع سنوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وذلك وفق خبرتها العريقة في متابعة مؤتمرات المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في سورية والعراق وإعادة إعمار وتنمية شرق السودان.

إحصاءات وأرقام

وأضاف د. المعتوق أن أنظار المجتمع الإنساني تتجه إلى هذا المؤتمر، سيما في ظل الارتفاع المرعب والمخيف لمعدلات الجوع حسب إحصاءات وأرقام المنظمات الدولية، إذ يرصد برنامج الأغذية العالمي في تقريره الخاص بخريطة الجوع لعام 2018م أن 821 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفيهم من الغذاء، أي أن أكثر من شخص واحد من كل 9 أشخاص في العالم يعانون نقصاً حاداً في الغذاء.

وتابع: وحسب التقرير، هناك 150 مليون طفل دون سن الخامسة أحجامهم صغيرة للغاية بالنسبة لأعمارهم نتيجة لعدم كفاية الغذاء، فضلاً عن أن سيدة واحدة من كل ثلاث نساء في سن الإنجاب تعاني فقراً في الدم، وهو الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية من أجل تخفيف معاناة ملايين البشر الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي على خلفية العديد من الصراعات والنزاعات المسلحة والتغيرات المناخية المنتجة لحالة الجفاف والتصحر وحدوث المجاعات في مختلف دول العالم.

حلول مستدامة

وأردف قائلاً: إدراكاً من الهيئة بأن مكافحة الجوع والفقر تتطلّب وضع حلول شاملة لمعالجتها، وأن التحرك الإغاثي ليس كافياً، فقد حرصت على أن تنطلق في فلسفتها خلال المؤتمر من ضرورة إعطاء الأولوية لمشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، واتخاذ المزيد من الخطوات لإحراز تقدم مستدام في محاربة الجوع وسوء التغذية، ولهذا وضعت للمؤتمر أهدافاً عدة تصبُّ في هذا الاتجاه، ومنها تعزيز الشراكات بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال القضاء على الجوع وآثاره، وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية، وتمكين المستفيدين من استحداث وسائل فاعلة تمكّنهم من الوصول إلى الغذاء بشكل منتظم ومستدام.

شركاء الهيئة

وحول بناء الشراكات، قال د. المعتوق: إنه في إطار حشد الجهود والعمل على إبراز الصورة الإنسانية المشرّفة لدولة الكويت، استعدت الهيئة مبكراً للمؤتمر، ودعت شركاءها المحليين من الجمعيات الخيرية للتعرّف على أهدافه، وقد رحّبت بالمؤتمر، وأكّدت دعمها الكبير لهذا التوجّه الإنساني، كما تواصلت الهيئة مع شركائها الدوليين، واستضاف رئيس الهيئة د. المعتوق العديد من الوفود الدولية المعنية بالملف الإنساني وبحث معها سبل الشراكة والتعاون في إطار دعم مبادرة إطعام مليار جائع ومكافحة قضية الجوع بشكل عام، وأرسلت كل منظمة قائمة بمشاريعها الإغاثية والتنموية وترجمتها في صيغة وجبات لتتلاءم مع الشعار المرفوع في المؤتمر.

جلسات المؤتمر

وأوضح أن المؤتمر سيبحث في جلساته التي تستغرق يوماً واحداً واقع ظاهرة الجوع وآثارها والجهود المأمولة، والعوائق التي تحد من مواجهتها، وستعنى بتقييم هذا المحور منظمات دولية ناشطة في مجال العمل الإنساني الأممي، ومنها مكتب الأمين العام المساعد للشراكات في الأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأضاف: على صعيد محور مكافحة الجوع وفق حلول إبداعية ورؤى مستقبلية، ستعمل الهيئة الخيرية على تعزيز جهود مكافحة الظاهرة من خلال تبادل المعلومات والخبرات وعرض التجارب الابتكارية سواء لحلول إبداعية قائمة أو منجزة أو مستقبلية، لعدد من الجهات المعنية ومنها بنك الطعام المصري، ومنظمة العمل ضد الجوع، وجمعية العون المباشر، وشبكة بنك الطعام العالمي، والبنك الإسلامي للتنمية وجمعية الرحمة العالمية.

وسعياً لانتشال الفقراء من براثن الجوع إلى مشاريع التمكين من أجل تغيير واقعهم نحو الأفضل، أوضح أن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشريك الإستراتيجي للهيئة في المؤتمر سيعرض رؤيته لهذه القضية من منطلق تنمية المجتمعات المستفيدة مدخلاً لمكافحة الجوع، بالإضافة إلى عرض برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لرؤيته المستقبلية للتمكين، وتقدير مؤسسة سليمان الراجحي للتمويل التنموي للأثر المستدام لمشروعات التنمية المجتمعية، ونظرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدابير الوقائية والمبتكرة تجاه مكافحة الجوع.

واختتم تصريحه بالقول: إن هذا المؤتمر يمثّل الطبعة الثامنة التي تأتي امتداداً للإصدارات السبعة السابقة من مؤتمر “الشراكة الفعّالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل”، حيث استضافت مملكة البحرين نسخته السابعة، فيما احتضنت دولة الكويت المؤتمر من نسخته الثانية إلى السادسة، وكانت سلطنة عُمان قد دشّنت طبعته الأولى عام 2010م.

Exit mobile version