للجنسين.. كيف تختار شريك حياتك؟

يعد اختيار شريك الحياة من أهم المحطات بحياة كل إنسان، وكيف لا يكون؟ فإن أحسن لنفسه بالتأني بالاختيار وتعلم من تجارب غيره وأعز نفسه فسيختار من ينعم بمشاركته باقي عمره.. وإن لم يحسن الاختيار فسيدفع الثمن باهظًا سواء استمر بزيجة غير ناجحة أو يضطر للطلاق وللطلاق أثمان نفسية وعاطفية ومادية واجتماعية يعلمها الجميع.

ولتفوز باختيار ناجح لشريك حياتك تذكر الآتي:

كلمة شريك حياة تعني أن الزواج شركة للزوجين، ولتنجح الشركة يتفق الشريكان على أهم بنود الشراكة، ويتفقان على حسن إدارة الخلاف بينهما مستقبلًا وألا يتعاملا مع الخلاف وكأنه مؤشر لسوء الشراكة وينذر بضرورة حلها.

لا تظلم نفسك

للتعارف مع شريك الحياة المحتمل تكلم معه بأمور عادية كالاهتمامات والهوايات، وكيف يقضي أوقاته وعلاقته بأصدقائه ونظرته للزواج وتصوره لكيفية نجاحه وأسباب فشله ولإنجاب الأطفال وأساليب تربيتهم وستعرف طباعه وتفاصيل شخصيته بطريقة طبيعية، وأن تتصرف معه دون تكلف وهذا لا يعني التلقائية الزائدة فلا بد من بعض التحفظ، وتذكر أنك تختار أماً أو أباً لأولادك، ولا تتجاهل فلتات اللسان منه أو من عائلته، فكثيراً ما تفصح عما يحرصون على إخفائه ومهم الرضا عن شكله كما ترضى عن جوهره.

ولا تقابل أكثر من فتاة، ولا تقابلي أكثر من خاطب بنفس الوقت، ففي ذلك ظلم للجميع، وأنت أولهم فلن تحسن التعارف.

يظلم نفسه من يبحث عند اختيار شريك حياته عمن ينبهر به، فالانبهار أو الانجذاب الزائد يعطل العقل ويلغي دوره المهم والحيوي بالاختيار، ويمهد لفشل الاختيار.

إذا شعرت بانجذاب زائد أو انبهار وأنت تتحدث مع شريك حياتك المحتمل سارع باستدعاء عقلك وقل لنفسك: أواجه خطر المبالغة برؤيته وكأنه فرصة لا تعوض وخال من العيوب، وكلنا لدينا عيوب.. ثم قلل إعجابك به واطلب مساعدة من يعرفونه جيدًا لتعرف المزيد عنه ولا تبرر أي شيء مسيء عرفته ولا تسمح لعواطفك بالسيطرة عليك فهذه بداية الخسائر، ولذا يفشل الزواج بعد قصة حب لأن الطرفين غالبًا ما يتجاهلا العيوب القاتلة للرضوخ للعاطفة وللانجذاب.

انتبه وتذكر

نصل لخطأ التفتيش عن شريك حياة مثالي ولن يجده أحد لأنه غير موجود بالواقع، ويبحث آخرون عن مواصفات يضعونها ويتشبثون بها كاملة ويمضي العمر دون أن يجدونها فلا أحد يحصل على كل مواصفاته، ويضطرون للتنازل والقبول بأقل ممن سبق رفضه، وما كان أغناهم لو أحسنوا لأنفسهم ورتبوا مواصفاتهم وفقًا لأهميتها وقبلوا بتوافر أهمها.

ومن الأخطاء القاتلة الارتباط بشريك حياة مع النية بتغييره تغييرات جوهرية ليصبح كما يرغب، ويثبت الواقع أن من فعلوا ذلك ندموا كثيرًا وخسروا هم وشركاؤهم بالحياة، فلا أحد يستطيع تغيير سوى نفسه مع المجاهدة والمثابرة واليقين بأهمية التغيير ورفض التراجع أولًا بأول، فما بالنا بمن يحاول تغيير غيره، فيصدم بالرفض أو بالتحايل ثم تحدث الصدامات الحادة.

نتمنى رؤية الطرف الأخر كما هو بلا تبريرات أو توقعات غير واقعية أنه سيتغير، والتفكير جيدًا بعيدًا عن ضغوط من الأهل أو داخلية كالرغبة بالزواج بأسرع وقت، ثم عمل موازنة بين عيوبه ومزاياه، وهل بالإمكان تقبل عيوبه برضا حقيقي مقابل التمتع بمزاياه أم لا؟

ثم الإجابة بصدق، والتنبه لعيوب قاتلة يستحيل معها الحياة كعدم التدين والرجل متعدد العلاقات وسلاطة اللسان والعصبية الزائدة والعناد والبخل الشديد والطمع، وتعمد التقليل من شأن الطرف الآخر، أو من عائلته والغرور والتسلط وفرض الرأي وعدم الاستقلالية بالرأي وترك الأهل أو الأصدقاء يدبرون أموره.

ونشير لأهمية التكافؤ بين الطرفين وبين الأسرتين اجتماعيًا وتعليميًا وماديًا فوجود خلل بالتكافؤ يقلل من فرص نجاح الزواج ليس لعدم رضا الطرف الأفضل فقط، فقد يسعى الطرف الأقل لمضايقة الطرف الأفضل ليعوض إحساسه بالنقص، ولذا يفضل التقارب بين الشريكين وبين الأسرتين لتجفيف منابع كثيرة ومنع صدامات متوقعة بين الجميع.

وتذكر أنك ثم أولادك ستقضون أوقاتاً مع أسرة شريك حياتك فلا بد أن تكون راضياً عن معتقداتهم وتصرفاتهم ومن يتناسى ذلك يصنع المشكلات لنفسه بالمستقبل.

تشابه وود

من المهم تشابه الطرفان -وليس تطابقاً- بالتفكير وبالأحلام، وبالأهداف بالحياة ليفوزا بصداقة جميلة تنمو بلطف وتزداد عمقًا مستقبلاً لتكون كالدرع التي تتلقى الخلافات ويمنع امتصاصها بشدة أو تحولها لصراعات تميت الزواج أو تغتال السعادة.

ونذكر بضرورة الاستمتاع بالحوار مع الطرف الآخر، والشعور بالرغبة بالاستزادة من البقاء معه، فهذا مؤشر جيد على إمكانية نجاح الزواج مستقبلاً مع حرص الطرفين على الاستماع الجيد لبعضهما بعضاً بود واحترام بالغين.

مع مناقشة توقعات كل طرف من الآخر، كتوقع الرجل مشاركة زوجته بالإنفاق بعد الزواج، وتوقع الفتاة مشاركة زوجها أعمال المنزل، وكل التوقعات يجب طرحها بهدوء وبلطف ودون مساومات وبلا شروط أو كلمات مهينة مثل إما ذلك أو سأنسحب، فلغة التهديد أو الشروط مرفوضة قبل الزواج وبعده، فالزواج أساسه المودة والرحمة فقط.

تتأثر بعض البنات بما سيقوله الناس عن شريك الحياة أو عن مواصفاته، وتفكر بشريك حياة أفضل من أزواج صديقاتها وتهدر الفرص الجيدة، والأفضل تذكر أنها ليست بسباق مع صديقاتها وحقها على نفسها إخراجهن من حساباتها عند اتخاذها لأهم قرار.

ويجب الانتباه لما يفعله البعض من الجنسين فيقرأ اهتمامات الطرف الآخر ويلون ردود أفعاله وفقًا لها لينال إعجابه ويمكن عند الشك بذلك طرح آراء متناقضة بلقاءات مختلفة، وإذا وجد الطرف الآخر يوافقه عليها جميعًا، فهذا يعني أنه يرغب فقط باستمالته ولا يذكر رأيه الحقيقي، وهذا عيب خطير، ومن يتجاهله يؤذي نفسه بشدة، فلن يستمر الطرف الآخر بإرضائه مستقبلاً وستحدث المواجهات الصادمة.

ومن المهم ألا يتنازل عما يعتقد أو عن حقوقه المادية للفوز بالطرف الآخر فسيرى ذلك حقًا ولن يعطيه مقابلًا، ونرفض التعنت أو مطالبة الطرف الآخر بأكثر مما يجب، ونطالب بالتمسك بالآراء دون عناد وبالحقوق بلا حدة، وإذا اختار طرف التنازل عن بعض الماديات فليقل بوضوح تام أنه قدم ذلك التنازل بكامل إرادته للطرف الآخر احترامًا وتقديرًا له ويثق أن الطرف الآخر سيحسن تقدير تنازله.

ونشير لخطأ التسرع برفض أو المسارعة بقبول أي أحد؛ لأنه أبدى الإعجاب أو لتوافر بعض المواصفات الجيدة به فلا بد من منح النفس وقتًا كافيًا للتعرف على الطرف الآخر من خلال الأسرتين قبل ارتداء خاتم الخطبة، فكثير من حالات فسخ الخطبة أو الطلاق تحدث للتسرع وكثيرون يندمون أيضاً للتسرع بالرفض.

Exit mobile version