ذكرى استعادة القدس.. ووجوب تحريرها

تمر هذا اليوم ذكرى استعادة القائد المسلم المغوار صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس من أيدي الصليبيين في 2 أكتوبر 1187م الموافق 27 رجب 583هـ (اليوم الذي أُسري فيه بالرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).

وفي ظل هذا الصمت العربي والإسلامي والدولي الذي يقابَل بمواقف تكاد تكون خجولة جداً ولا تخرج عن أكثر من إدانة بصوت هامس، وتواطؤ دولي يداهن الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية، ويقدم له كل عون ممكن لمواصلة ممارساته العدوانية ضد الإنسان والشجر والحجر والأرض الفلسطينية؛ تتواصل ممارسات هذا العدو الصهيوني لتنفيذ مخططاته المرسومة على الورق لتحويلها إلى أمر واقع على الأرض، حيث تتواصل اعتداءاته المجرمة، وقد منحه التقاعس العربي والإسلامي والدولي الفرصة لمواصلة قضم المزيد من الأراضي في فلسطين التاريخية، وبصفة خاصة في مدينة القدس المحتلة، في سبيل النيل من سكانها وتجريدها من معالمها الإسلامية كافة وبمختلف الوسائل التعسفية والقهرية لتهويد المدينة وطرد سكانها من العرب؛ ليخلفهم فيها المغتصبون من الصهاينة، ناهيك عن تدمير أجزاء واسعة من أسوار وبوابات الأقصى، ومواصلة الحفريات تحت أساساته؛ مما ترك المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك أمام أخطار كبيرة تتهددها يصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور سوى التيقن بأن مسألة تهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصى المبارك لإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه لم تعد سوى مسألة وقت لا أكثر.

وتأتي مسألة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول القليلة لتدعم هذا التوجه، في التمكين للصهاينة بفلسطين، والسير في طريق حل الدولة الواحدة العبرية على أرض فلسطين المحتلة، ضاربين عرض الحائط بكل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي، وهو ما يؤكد أن المفاوضات واللقاءات وتوقيع الاتفاقيات مع ذلك العدو المجرم ما هي إلا غطاءات يستخدمها لمواصلة مخططاته العدوانية، والتمكين لمشروعه الصهيوني السرطاني، فمتى يفيق المهرولون والمطبعون لتلك الحقيقة؟!

لقد تعرض المسجد الأقصى لسلسلة طويلة من الاعتداءات على أيدي الصهاينة، وقد زادت وتيرة تلك الاعتداءات بعد توقيع «اتفاق أوسلو» مع السلطة عام 1993م، ويقوم بتلك الاعتداءات 26 منظمة متطرفة تحت حماية القوات الصهيونية.

إن الأمل اليوم صار منعقداً بعد الله سبحانه وتعالى على أولئك المجاهدين الذين يقومون بحراسة الأقصى بصدورهم العارية، ويذهبون شهداء في سبيل حمايته، ومن خلفهم كل الشعوب العربية والإسلامية، وكما التف المسلمون المجاهدون يوماً حول صلاح الدين وحرروا معه القدس، سيواصلون اليوم الالتفاف حول راية المقاومة حتى يتم تحريرها مرة أخرى، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

Exit mobile version