محمد الحلبوسي.. أصغر رئيس برلمان في تاريخ العراق

عن عمر لم يتجاوز 37 عاماً، تربع محمد الحلبوسي على رأس السلطة التشريعية في العراق، بعد انتخابه السبت رئيساً لمجلس النواب (البرلمان)، إثر حصوله على غالبية أصوات أعضائه.

وحصل الحلبوسي المولود عام 1981 في مدينة الكرمة بمحافظة الأنبار (غرب) على 169 صوتاً، من مجموع المصوتين البالغ عددهم 298 نائبًا (من أصل 329 وهو عدد أعضاء البرلمان الجديد)، مقابل 89 صوتاً لأقرب منافسيه وهو خالد العبيدي وزير الدفاع السابق وحليف رئيس الوزراء حيدر العبادي، ليصبح بذلك أصغر رئيس برلمان في تاريخ العراق.

وتم ترشيح الحلبوسي للمنصب من قبل 50 نائباً من قوى تحالف “المحور الوطني” الذي يضم معظم الكتل السُّنية.

لكن رئيس البرلمان الشاب، لم يكن ليجد طريقه إلى المنصب لولا أنه حظي بدعم القوى السياسية المقربة من إيران وعلى رأسها تحالف “الفتح” المكون من أذرع سياسية لفصائل “الحشد الشعبي” بزعامة هادي العامري، وائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي.

كان هذا السبب في اعتبار مراقبين فوز الحلبوسي انتصاراً لإيران في الحرب التي تجري في الخفاء بينها وبين الولايات المتحدة، واللتين تتصارعان على النفوذ في العراق.

وتدعم واشنطن التيار الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي خسر أولى المناصب المهمة بهزيمة حليفه خالد العبيدي، بينما تدعم إيران حليفيها الرئيسيين المالكي والعامري.

وباتت حظوظ العبادي تقل شيئا فشيئا في تولي منصب رئيس الوزراء لولاية ثانية إثر الاضطرابات التي شهدتها محافظة البصرة (جنوب)، مؤخراً، والانتقادات الواسعة لحكومته بشأن التعامل معها.

غزل متبادل

وبمجرد إعلان فوز الحلبوسي، سارعت طهران إلى تهنئة بغداد على انتخابه، وهو ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، وفق ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.

يشار إلى أن أعضاء البرلمان العراقي انتخبوا نائبين للحلبوسي، في جلستين منفصلتين السبت والأحد، هما حسن كريم الكعبي عن تحالف “سائرون” المدعوم من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وبشير الحداد مرشح حزب الديمقراطي الكردستاني.

ومن هذا التاريخ يكون لدى النواب مهلة ثلاثين يومًا لانتخاب رئيس للجمهورية يحصل على ثُلثي الأصوات، وعند انتخابه يكون أمام رئيس البلاد 15 يومًا لتكليف الكتلة البرلمانية الأكبر بتشكيل حكومة جديدة.

من هو الحلبوسي؟

اسمه الكامل محمد ريكان الحلبوسي من مواليد قضاء الكرمة في محافظة الأنبار (غرب) عام 1981، وهو عضو في حزب “الحل” بزعامة رجل الأعمال العراقي جمال الكربولي، ويعد من القيادات السياسية السُنية الشابة والصاعدة بقوة.

تخرج الحلبوسي من كلية الهندسة المدنية بالجامعة المستنصرية ببغداد عام 2002، وفي عام 2006 حصل على الماجستير من الجامعة نفسها.

بعد تخرجه انشغل بعمله الخاص؛ حيث أسس شركة إنشاءات، ونفذ عدداً من مشاريع البنية التحتية بالفلوجة (كبرى مدن الأنبار).

ودخل الحلبوسي عالم السياسة في 2014 عندما نجح في الفوز بمقعد في البرلمان إلى أن تخلى عنه إثر انتخابه محافظا للأنبار في أغسطس 2017، خلفًا لصهيب الراوي.

وترك الحلبوسي منصب المحافظ إثر فوزه بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو الماضي؛ حيث كان يرأس قائمة “الأنبار هويتنا”، التي فازت بـ6 مقاعد برلمانية.

Exit mobile version