مدير عام مجمع “الشفاء” بغزة: المستشفى مهدد بتوقف خدماته خلال أسبوع

حذّر مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية من توقف الخدمات الطبية التي يقدّمها مجمّع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، بعد نحو أسبوع، بفعل نفاد كميات الوقود المشغّلة لمولّداته الكهربائية، واستمرار أزمة الكهرباء.

وقال مدحت عباس، مدير عام المستشفى، خلال مؤتمر صحفي عقده أمام قسم الطوارئ: أسبوع واحد هي الفترة المتبقية لاستمرار عمل مجمع الشفاء الطبي، الذي يعالج نصف مليون مريض سنوياً، ويقدّم خدمات الجراحة والولادة وجراحة الباطنة والقلب المفتوح والعظام المتقدّمة والكلى.

وأضاف: كما أن هذا المستشفى أنقذ وأسعف آلاف الفلسطينيين من جرحى مسيرة العودة وكسر الحصار.

وبيّن أنه وخلال أيام قليلة لن يكون هناك وقود لتشغيل المولّدات البديلة عن التيار الكهربائي والمشغّلة لأقسام وأجهزة المستشفى.

وحذّر من خطورة انقطاع التيار الكهربائي عن الكثير من الأقسام كـ”غسيل الكلى، والعناية المركّزة، وغرف الجراحات، والعيادات الخارجية، وأقسام الأشعة والرنين المغناطيسي”.

وتابع: الحديث عن عدم وجود الكهرباء يشكل خطراً مباشراً على حياة المدنيين داخل قطاع غزة المحاصر.

وأشار إلى أن توقف عمل المولدات الكهربائية من شأنه أن يزيد قائمة العمليات الجراحية المؤجلة التي وصلت حتّى اللحظة إلى 8 آلاف عملية جراحية.

وشدد عباس على أن الجهات المانحة التي كانت وزارة الصحة تعتمد عليها في توفير الوقود لمستشفياتها، لم تعد تلتزم بتقديم منح الوقود.

من جانب آخر، لفت إلى أن مستشفى الشفاء وبفعل انقطاع التيار الكهربائي بات يعاني من أزمة مياه.

وقال في ذلك الصدد: لم تعد أزمة القطاع الصحي متوقفة على الوقود فقط، إنما على الأدوية والمستهلكات الطبية والمياه أيضاً.

وتنتج محطة المياه في المستشفى (بفعل انقطاع الكهرباء) نحو 500 كوب يومياً، في حين أن الاحتياج الفعلي لها يقدّر بنحو ألف كوب، وفق عباس.

وطالب عباس المؤسسات الإغاثة الإنسانية والطبية بالتحرك العاجل ودعم القطاع الصحي في قطاع غزة لإنقاذ حياة المدنيين.

ويحتاج مجمع الشفاء الطبي إلى 150 – 180 ألف لتر من الوقود بشكل شهري، بمعدل استهلاك يومي يصل إلى 5 – 7 آلاف لتر، وفق وزارة الصحة.

ويعتبر هذا التحذير الثالث من نوعه والذي تطلقه وزارة الصحة بغزة، في غضون أسبوعين، جرّاء نفاد كميات الوقود المشغّلة للمولدات الكهربائية داخل المستشفيات.

وكانت الوزارة قد حذّرت سابقاً من توقف الخدمات الصحية داخل مستشفى “بيت حانون” شمالي قطاع غزة، و”أبو يوسف النجّار” بمدينة رفح جنوبي القطاع؛ جرّاء نفاد الوقود.

ووفق الوزارة، يوجد في قطاع غزة 13 مستشفىً حكومياً، و54 مركزًا صحياً لتقديم الرعاية الأولية، تغطّي حوالي 95% من الخدمات الطبية المقدمة لأكثر من مليوني مواطن بغزة، فيما تغطي بقية الخدمات عيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وحسب بيانات سابقة لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن مستشفيات غزة بحاجة إلى 450 ألف لتر من الوقود شهريًا، لتشغيل المولدات الكهربائية في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين 8 – 12 ساعة يوميًا، بينما تحتاج حوالي 950 ألف لتر شهريًا حال انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة يوميًا.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة عمرها يزيد على 11 عاماً، إذ تصل ساعات قطع التيار الكهربائي في الوقت الراهن من 18 – 20 ساعة يومياً.

Exit mobile version