19 يونيو.. بذرة الإنسانية تخرج للعالم

في التاسع عشر من يونيو 1961م وقّعت دولة الكويت ممثلة في المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح والمعتمد البريطاني ممثلاً لبريطانيا العظمى على إلغاء اتفاقية الحماية التي وقعت عام 1899م من قبل المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح وممثل الحكومة البريطانية آنذاك.

ومنذ الاستقلال، قرر الشيخ عبدالله السالم الصباح العمل على تأسيس نظام ديمقراطي لحكم البلاد يشترك فيه الشعب بالحكم، وكانت البداية بوضع دستور دائم للكويت، فتقرر عمل انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب يصيغون الدستور، ففي يوم 26 أغسطس 1961م أصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح مرسوماً أميرياً تحت رقم (22 لسنة 1961م)، يقضي بإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي.

وفي 11 نوفمبر 1962م تم إصدار الدستور، وصدرت عدة قوانين لحكم الدولة، منها إنشاء الوزارات وإنشاء الجيش وتقسيم البلاد إلى مناطق إدارية.

وعلى الجانب الخدمي، هدمت الأسوار التي كانت تحيط بمدينة الكويت وبنيت مساكن للمواطنين واهتمت الدولة بالمواطن الكويتي  تعليماً وصحة ومسكناً.

ووفاءً للشيخ عبدالله السالم الصباح، قرر الشعب الكويتي تغيير الاحتفال بالاستقلال، ليتوافق مع يوم جلوسه على كرسي الحكم في 25 فبراير من كل عام.

وعلى الجانب السياسي، قدمت الكويت طلباً للانضمام إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية.

وبرز في الكويت الجانب الإنساني، فبعد الاستقلال أنشأت  الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وهو صندوق مالي كويتي تأسس في 31 ديسمبر 1961م، لتوفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية وهي مؤسسة مساعدات، الأولى من نوعها لكونها منشأة من قبل دولة نامية.

وقد أتى ذلك كرسالة من الشعب الكويتي تقول: بالرغم من أننا على موجة التغيير فإننا لن ننسى أصدقاءنا المحتاجين، وفي 31 ديسمبر 1961م تم إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كمؤسسة كويتية، وكانت عمليات الصندوق في بداية الأمر مقتصرة على الدول العربية وفقاً لقانونها الأساسي.

وفِي شهر يوليو 1974م امتد نشاط الصندوق ليشمل باقي دول العالم النامية، وقد تمت زيادة رأس ماله ليصبح من 200 مليون دينار كويتي إلى 1000 مليون دينار كويتي، وفي شهر مارس 1981م تمت مضاعفة رأس المال ليصبح 2000 مليون دينار كويتي.

وتم توسيع نطاق صلاحيات الصندوق ليشمل المشاركة في رأس مال وموارد المؤسسات التنموية وأسهم رأس مال بعض الشخصيات الاعتبارية.

وتقديراً من المجتمع الدولي لهذه الجهود الإنسانية على مدى أكثر من 55 عاماً، أطلقت الأمم المتحدة على الكويت في عام 2014م لقب “مركز العمل الإنساني”، وتسمية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائداً للعمل الإنساني.

Exit mobile version