استياء شعبي من زيارة مرتقبة لوفد مغربي للكيان الصهيوني

أثارت زيارة من المرتقب أن يقوم بها وفد مغربي، يضم مهندسين وكتاباً ومخرجين، إلى الكيان الصهيوني سخطاً شعبياً، كما دعا مراقبون وناشطون إلى تجريم هذا التطبيع، حسب جريدة العربي الجديد.

ومن المتوقع خلال الزيارة التي تستمر خمسة أيام أن يلتقي الوفد مع أعضاء في “الكنيست”، كما يتفقد معاهد لبحوث الشرق الأوسط، وما يسمى “متحف المحرقة” (ياد فاشيم)، ومركز تراث يهود شمال أفريقيا.

ووفق وسائل إعلام عبرية فإن الوفد المغربي سيزور حيفا والقدس، فضلًا عن لقاء مرتقب يجمعه مع طلاب دولة الاحتلال، يشاركون في دورة لتعليم اللغة المغربية اليهودية المحكية.

وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر حكومي لـ”العربي الجديد” أن زيارة الوفد أتت بشكل شخصي ولأسباب مهنية، ولا تعني الحكومة المغربية، التي تُعرف بمواقفها المساندة للموقف الفلسطيني، ورفض التطبيع مع الاحتلال؛ دعا مراقبون إلى تجريم التطبيع  مع الكيان الصهيوني.

واعتبر الناشط كريم عايش أن هناك بعض المهرولين نحو الكيان الصهيوني، ممن يقل لديهم إدراك تبعات تلك الزيارات، وذلك التبادل الثقافي المزعوم مع جرائم الاحتلال الثقافية، والدينية، والاقتصادية، والعسكرية، ضد الإنسانية.

  وقال لـ”العربي الجديد” إن هؤلاء “الانتهازيين يستبيحون الدم الفلسطيني للتطبيع مع دولة الاحتلال، والتبجح بتمثيل المغرب، في معاكسة للإجماع المغربي على ضرورة الالتزام بموقف موحد للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقتل كل يوم”.

كما اعتبر أنه لا يحق لهؤلاء المطبعين الاختباء وراء عذر زيارة المعالم الإسلامية والمؤسسات الإسرائيلية، لسبب بسيط؛ هو أن دولة الاحتلال استثمرت إمكانيات ضخمة لتقوية دعايتها الصهيونية في كل مكان؛ فتاريخها المتوفر ببلدان أوروبا، وعبر قنواتها بالإنترنت، هو ما يحكيه هؤلاء على الأرض المحتلة”.

ورأى الناشط أن “اللغة العربية يتم اجتثاثها، والأسماء الأصلية والتاريخية كلها تغيرت إلى الأسماء العبرية، إضافة إلى مصادرة المئات من الدونمات لبناء مزارع ومستوطنات لليهود”، مبرزًا أن “إسرائيل صارت الدولة الأولى بالعالم التي تتبنى العنصرية بدعم ومباركة من الولايات المتحدة الأميركية، دون نسيان الجرائم اليومية ضد الفلسطينيين التي تخطت كل الحدود”.

وأضاف “سيكون ضربًا من الغباء أن نذهب لإسرائيل لتحدثنا عن تاريخنا الإسلامي والفلسطيني على الأرض المحتلة بحياد وموضوعية”، مردفًا أن “ممتلكات المغاربة بفلسطين ضُمت للأملاك الإسرائيلية دون حرج، وسيكون من العار أن يقف هؤلاء المهرولون على أنقاض حي أجدادهم المغاربة، ليزوروا حائط البراق على أنه حائط يهودي ترجع ملكيته لليهود منذ آلاف السنين”.

من جهتها، دعت التنسيقية العامة للمؤتمر القومي الإسلامي، الحكومة المغربية إلى تجريم التطبيع مع دولة الاحتلال، من خلال إخراج قانون يعاقب مثل هذه الخطوات، باعتبار أنها تعتبر بمثابة “تخابر مع دولة معادية ومجرمة، في تناقض مع مواقف السلطات العليا للبلاد التي تدعم فلسطين، وتقوم بإنشاء مستشفيات لسكان غزة”.

وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد أمر قبل أيام قليلة بإقامة مستشفى ميداني طبي جراحي للجيش المغربي في قطاع غزة، من أجل تقديم العلاج الضروري للجرحى والضحايا المدنيين في الأحداث الأخيرة التي شهدها القطاع.

 

وأوردت وزارة الخارجية المغربية أن هذه الالتفاتة، التي تتزامن مع شهر رمضان، “تنسجم مع الالتزامات التاريخية والمتجددة باستمرار للملك محمد السادس تجاه القضية الفلسطينية، وتجسد التضامن الفعلي إزاء الشعب الفلسطيني”.

Exit mobile version