الشيخ سعد العبدالله.. تاريخ من العطاء

في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات أي 13/ 5/ 2008 انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله بعد رحلة طويلة شارك فيها في بناء الكويت الحديثة.

ولادته وتعليمه

ولد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عام 1930 وهو الابن الأكبر لأمير الكويت الحادي عشر الشيخ عبد الله السالم الصباح.

بدأ تعليمه في المدرسة المباركية، وكان من زملاء دراسته الشيخ جابر الأحمد وحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والمرحوم بإذن الله تعالى الشيخ جابر العلي وسمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني وعمل في دائرة الشرطة منذ 1949 ، وفي 17 يونيو 1961 عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح رئيسًا لدائرة الشرطة والأمن العام.

تم إيفاده في عام 1951 إلى «كلية هاندن» في المملكة المتحدة لدراسة علوم الشرطة، وبعدها نال دورات متخصصة في شؤون الأمن والشرطة استغرقت أربعة سنوات، حتى تخرج برتبة ضابط في عام 1954

المناصب والمسؤوليات

وبعد استقلال الكويت من الاستعمار البريطاني عين أول وزيرًا للداخلية وذلك في أول حكومة 1962 تشكلت في الكويت، وقام بإصدار العديد من القرارات التي حافظت على أمن الكويت ومن أبرزها تشكيل لجان الدفاع المدني لحماية المنشآت الحيوية والصناعية وتنظيم الإقامة للوافدين وحماية الحدود البرية والبحرية من المتسللين.

وفِي عام 1964 أضيفت إليه وزارة الدفاع فأصبح وزيراً للداخلية والدفاع.

وفِي عام 1978 وبعد وفاة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله وتقلد الشيخ جابر الأحمد الجاير الصباح حكم البلاد عُيِّن رحمه الله ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء وكان رحمه الله تعالى محباً للشعب الكويتي وفتح أبواب قصر الشعب وهو المكان الذي كان يقطنه رحمه الله وخصص لقاءً مع أبناء الشعب في مكتبه في كل يوم إثنين، وكان مساء كل يوم أحد يستقبل الناس في ديوان القصر.

وقام خلال تلك الفترة بتشكيل عشرة وزارات متعاقبة، وكان بحكم منصبه رئيس المجلس الأعلى للدفاع، ورئيس مجلس الخدمة المدنية، ورئيس المجلس الأعلى للإسكان، ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ورئيس مجلس الأمن الوطني، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط وقد واجه خلال تلك الفترة عدد كبير من المشاكل الاجتماعية منها الإسكان والتجنيس والتوظيف والتأمينات الاجتماعية

الشيخ سعد والغزو العراقي الغاشم

في 15 يوليو 1990 ارتفعت الحرب الإعلامية من جانب العراق تجاه الكويت وبعد وساطة من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ادعى النظام العراقي الموافقة على عقد مباحثات مع الكويت في مدينة جدة السعودية يوم 31/ 7/ 1990 ومثل الكويت الشيخ سعد العبدالله ومثل النظام العراقي عزت الدوري وكانت المباحثات برعاية الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.

في2 من أغسطس 1990 قام النظام العراقي غدراً بغزو الكويت واتخذ رحمه الله قرار صائب بخروج أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى السعودية لكي يقوم معركة التحرير مع سمو الأمير.

وكان رحمه الله يقوم عمليات التحرير والتواصل مع الصامدين في أرض الكويت حتى تحررت الكويت بفضل الله تعالى.

وعاد رحمه الله تعالى إلى الكويت المحررة بعد انتهاء حرب الخليج الثانية في 4 مارس 1991 وعندما وصل إلى مطار الكويت الدولي قام بأداء صلاة ركعتين شكراً لله، وَقاد رحمه الله بعد التحرير معركة أخرى وهي إعادة إعمار الكويت واستطاع رحمه الله أن يعيد بناء الكويت وتم إطفاء آخر بئر في 6 نوفمبر 1991 بالإضافة إلى الكثير من الإنجازات.

ومن إنجازاته العربية إنقاذ الرئيس الفلسطيني الراحل من موت محقق في حرب سبتمبر الأسود 1970.

وفِي 13 يوليو 2003 أسندت رئاسة الوزراء إلى سمو أمير البلاد الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.

مرضه ووفاته

كانت صحته ليست على ما يرام، ففي أبريل 1997 تعرض إلى نزيف حاد مما استدعى إلى تدخل جراحي بواسطة فريق طبي كويتي، ثم سافر إلى المملكة المتحدة ليقوم ببعض الفحوصات، وفي يوم 12 أكتوبر 1997 عاد إلى الكويت وسط استقبال شعبي كبير وظل يعاني من تبعات هذا المرض إلى أن أدى إلى تدهور حالته الصحية. وتوفي في يوم 13 مايو 2008 في مقر سكنه في قصر الشعب.

Exit mobile version