العدساني: 114 مليار دولار النفقات الرأسمالية لـ«البترول» على مدى 5 سنوات

أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول نزار العدساني أننا نؤمن إيمانا راسخا بأن المحرك الرئيسي لنجاح تحويل الطاقة والتحول الآمن في المستقبل هو بالتأكيد تعزيز قدراتنا الفنية والقيادية وتطوير الخبرات والقدرات الوطنية، ومن أجل تحقق المشاريع النفطية فإنه من المتوقع أن تنفق مؤسسة البترول الكويتية 114 مليار دولار في النفقات الرأسمالية على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى مبلغ إضافي قدره 394 مليار دولار بعد ذلك إلى عام 2040 .

وفي كلمة له خلال منتدى بتروليوم إيكونومست تحت شعار «استراتيجية الطاقة» والذي تنظمه مجلة «بتروليوم إيكومنست»، قال العدساني: يسعدني أن أرحب بكم في الدورة الرابعة لمنتدى استراتيجية الطاقة، حيث سيكون موضوع هذا العام هو معالجة الفرص كوسيلة لضمان انتقال ناجح إلى المستقبل وسط تحديات معقدة.

وأضاف: لا شك في أن الطاقة هي شريان وعصب الحياة المعاصرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، مشيرا الى انه من المؤكد أن النفط والغاز لن يستمر إلى الأبد، ولكنه سيبقى ضروريا وحيويا للتنمية العالمية في العقود المقبلة، وللإيفاء باحتياجات الطلب المتنامية فإن التحولات نحو تطوير أنواع أخرى من إنتاج الطاقة مستمرة، ولكن صناعة النفط والغاز ستكون دائما قائدا وشريكا نشطا لأن المستقبل يحتاج لكل أنواع الطاقة ولا يمكن الاستغناء عنها.

وأوضح “تواجه الطاقة تحديات معقدة ومتنوعة، ولكن التعامل معها بمهنية يركز على استراتيجية الاستثمار والابتكار والتعاون”، مبينا ان “مؤسسة البترول الكويتية تعمل وسط متغيرات متسارعة وتحديات محليا ودوليا، ونحن نواصل التركيز على الاستراتيجيات التي من شأنها أن تحول دولة الكويت لتكون في وضع أفضل للتعامل مع التحديات المستقبلية”.

وتابع: لقد أطلقت مؤسسة البترول الكويتية استراتيجيتها لعام 2040، والتي تركز على النمو في جميع أنشطتها والتي تتطلب رأس مال كبيرا لتمويل المشاريع الكبرى، ويبقى التركيز وبشكل أكبر على تحسين سلسلة القيمة المضافة عبر أنشطة صناعه النفط والغاز كافة في الكويت ويشمل ذلك تعزيز حصة النفط ضمن مزيج خليط الطاقة الكلي بالتوسع في استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة؛ بالإضافة الى التوسع في الأعمال البتروكيماوية لضمان القيم الإضافية المثلى للهيدروكربونات لدينا.

وقال: رؤيتنا هي أن نكون مؤسسة رائدة عالمياً في صناعة النفط والغاز المتكاملة من خلال: 

• الاستفادة من الابتكار لتعظيم الربحية 

• التميز في عملياتنا والعمل مع كوادر مؤهلة ومحفزة 

• العمل كمزود آمن ومضمون 

• تحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية 

• الالتزام بمعايير الصحة والسلامة والأمن 

• المحافظة على البيئة

وأشار الى أن الاتجاهات الاستراتيجية تدعو الى تحقيق طاقة إنتاجية من النفط الخام في دولة الكويت بشكل ثابت حول 4.75 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040. وأود أن أؤكد لكم بأن شركة نفط الكويت ستحقق هدفها في إنتاج الأرقام المستهدفة في الاستراتيجية، حيث أن جميع المشاريع التي تدعم تحقق تلك المستويات هي في مرحلة التنفيذ وسيتم تشغيلها وفقا للخطط المرسومة والبرنامج الزمني، وإلى جانب ذلك نستهدف تطوير إنتاج الغاز الطبيعي غير المصاحب في دولة الكويت ليصل الإنتاج إلى 2.5 مليار قدم مكعب يوميا في عام 2040 علماً بأنه سوف نحقق إنتاج 0.5 مليار قدم مكعب يوميا بحلول أبريل 2018 و1 مليار قدم مكعب يوميا بحلول عام 2023.

وأضاف: بالإضافة الى خططنا لرفع قدرات إنتاج النفط والغاز لتلبية الطلب في المستقبل، فإننا نسعى كذلك لزيادة قدرات التكرير لإنتاج الوقود النظيف حيث نخطط لزيادة القدرة التكريرية للمصافي المحلية لتصل إلى 2.0 مليون برميل يوميا بحلول عام 2035 مع التوسع في الطاقة التكريرية في دولة الكويت وبأعلى مستوى تحويلي مع الأخذ بالاعتبار ضمان تعظيم تصريف النفوط الكويتية الثقيلة في مصافي التكرير المحلية، وكذلك تلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة، وتحقيق أعلى مستوى من الطاقة التحويلية في المصافي المحلية أخذاً بالاعتبار توفر مصادر بديلة للوقود لتلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة و توفير المنتجات البترولية المطابقة للمواصفات المحلية والعالمية المطلوبة.

وأكد أننا قد بدأنا مؤخرا بإجراء دراسة أولية للجدوى بهدف توسيع طاقة التكرير داخل الكويت لإضافة طاقة حوالي 300 ألف برميل يوميا ومشروع للبتروكيماويات، لافتا الى أننا نهدف إلى تحقيق التكامل بين عمليات التكرير والبتروكيماويات محليا كوسيلة لتحسين العمليات وضمان أعلى قيمة لدولة الكويت كما هو الحال في مشاريعنا في فيتنام، الزور، والدقم في سلطنة عمان.

وأضاف: نحن نعمل من أجل توفير بيئة نظيفة للجميع من خلال طرق تشمل الاستثمارات النظيفة داخل الكويت وخارجها، وإنتاج منتجات نظيفة والحصول على التكنولوجيا النظيفة. ويواصل توسع البتروكيماويات جذب انتباهنا داخل وخارج الكويت، وبالإضافة إلى ذلك ترشيد الاستهلاك المحلي والحد من الانبعاثات، وكذلك تلبية الطلب في المستقبل بصورة أن يكون الإنتاج أكثر كفاءة، كما نقوم بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والماء لضمان أن تكون جميع محطات الكهرباء المستقبلية تستخدم الغاز.

وأعرب عن حرص المؤسسة على المحافظة على حجم ونوعية الأسطول البحري اللازم لتلبية احتياجات الغطاء الاستراتيجي طويل الأمد والاحتياجات التسويقية وبما يتماشى مع معدلات الإنتاج المستهدفة داخل دولة الكويت، مبينا أننا سوف نقوم باستمرار بتقييم مختلف الأنشطة والاستثمارات للاستفادة من الفرص وترشيد الأصول غير الأساسية وغير المربحة، مع استخدام مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وغيرها من مصادر الطاقة عندما تضيف قيمة لمؤسسات المؤسسة، كما هو الحال مع مصافينا في روتردام والشعيبة وكذلك مشروع الأسمدة.

وأوضح “يحتاج مستقبل تطوير أنواع الطاقة وسط التحديات إلى حلول ناجعة تستدعي التعاون الفاعل بين مختلف أطراف الصناعة والحكومات والمراكز البحثية. وستواصل الكويت تعزيز شراكاتها وتعاونها مع شركات النفط العالمية من أجل تحقيق الأهداف النهائية بفعالية ودعم البيئة النظيفة وتطوير صناعة النفط والغاز المحلية في دولة الكويت. وعلينا إذن أن نتحرك من خلال فترة النقلة النوعية وفق تسارع وتيرة المتغيرات في مجال الطاقة على الصعيد العالمي لاستهداف ضمان حصول الجميع على الخدمات التي يحتاجها وتتعلق بالطاقة بأسعار معقولة وموثوق بها وحديثة لدعم مستوى معيشي جيد للإنسان أينما كان، بالإضافة الى استراتيجية استهداف خفض انبعاثات الكربون السنوية بشكل منتظم ومتواصل.

وأعرب العدساني في الختام عن تقديره وامتنانه لجميع المشاركين في هذا المنتدى المهم والذي يحوي حلقات نقاشية ومختصين لاستكشاف آفاق النمو لصناعتنا بأمان وعلى النحو الأمثل وسط تحديات المستقبل.

Exit mobile version