مسلمو بورما الروهنجيا (مذبحة العصر)

 

 

يسلط الضوء على السجل الدموي للجيش البورمي والعصابات البوذية المتطرفة في هذه البلاد

12% من السكان مسلمون و1.7 مليون مسلم في آراكان وحدها

ملوك المسلمين حكموا آراكان حتى عام 1084م من أشهرهم محمد حنيف وأمير حمزة

المسلمون في بورما يصنفون كأجانب وقانون المواطنة سحب جنسيتهم وأصبحوا بلا هوية

البوذيون يصادرون المصاحف والكتب الإسلامية من المسلمين ويستخدمونها في تغليف السجائر المصنعة!

حوالي 1.3 مليون مسلم ترفض الحكومة إعطاءهم الجنسية وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين

«الرحمة العالمية» أطلقت حملة «بورما تستحق العطاء» لإغاثة مسلمي ميانمار

 

بيانات الكتاب:

عنوان الكتاب: مسلمو بورما الروهنجيا (مذبحة العصر).

المؤلف: يوسف عبد الرحمن.

الطبعة الأولى: 2017م.

عدد صفحات الكتاب: 295:28 سم.

نبذة عن المؤلف:

يوسف محمد عبدالرحمن، صحفي كويتي وعضو جمعية الصحفيين الكويتية، له زاوية في جريدة «الأنباء» تحت عنوان «ومضات»، من أوائل من أثاروا قضية الروهنجيا عام 1992م، شارك في تغطية الكثير من الأحداث الساخنة حول العالم، منها معارك أفغانستان وإريتريا وكشمير والبوسنة والهرسك وكوسوفا، فاز بجائزة الشرق الأوسط عن استطلاعات البوسنة والهرسك عام 1993م بالقاهرة.

هذا الكتاب:

وثيقة تاريخية مصورة تحكي عن أبشع مذابح العصر الحديث، حيث يتناول المؤلف الأحداث الدامية التي يعيشها شعب الروهنجيا بسبب العدوان البورمي منذ قيام جمهورية بورما حتى الآن.

ويسلط الكتاب الضوء على السجل الدموي للجيش البورمي والعصابات البوذية المتطرفة في هذه البلاد، ويكشف بوضوح الدوافع الحقيقية وراء الحملة البورمية الشرسة على امتداد التاريخ ضد المسلمين في بورما بإقليم آراكان للاستحواذ على مناطقهم التي أثبتت الدراسات أنها من الأماكن الزاخرة بالموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية.

كما يقدم المؤلف في الكتاب شهادات المؤسسات الدولية والحقوقية من داخل أتون الأحداث (البورمية الروهنجية) في أبشع حرب للتطهير العرقي ضد المسلمين في العصر الحديث، ويقدم الكتاب تحليلاً لأبعاد الحملة البورمية الشرسة على إقليم آراكان وآثارها على أوضاع المسلمين هناك.

كما يعرض المؤلف لمواقف الدول والشعوب، ويستعرض الأدوار الإنسانية التي تقوم بها المؤسسات الأممية والقارية في هذه الحرب الدامية ضد المسلمين في بورما بالصور والوثائق والتقارير الحية من شهود الوقائع.

والكتاب محصلة ما كتبه المؤلف عن قضية إقليم آراكان الروهنجي في جريدة «الأنباء» طوال السنوات التي مرت على العدوان البورمي ضد المسلمين هناك، وبحسب المؤلف؛ فإن الكتاب نداء موجه إلى المسلمين بأن يستمروا في تقديم الدعم لشعب الروهنجيا حتى تتوقف هذه الحملة الإجرامية الشرسة ضده وينعم بالأمن وحرية العقيدة والاستقرار.

محتويات الكتاب:

ضم الكتاب أربعة عشراً فصلاً زاخرة بعشرات الصور الحية والوثائق والتقارير والأدلة التي توثق مأساة شعب الروهنجيا، وجاءت على النحو التالي:

الفصل الأول: الروهنجيا.. التاريخ والتحديات.

الفصل الثاني: المسلمون في بورما (الجغرافيا والموقع والحدود والدستور).

الفصل الثالث: ثروات إقليم آراكان الروهنجي عصب الاقتصاد البورمي.

الفصل الرابع: قانون المواطنة البورمي يقصي المسلمين.

الفصل الخامس: الروهنجيا «بدون» بورما.

الفصل السادس: تاريخ مذابح المسلمين في بورما.

الفصل السابع: مسلسل مجازر المسلمين مستمر ومستقبل الإسلام في بورما.

الفصل الثامن: الجمعيات الروهنجية التي تواجه العدوان البورمي.

الفصل التاسع: الجهود الدولية لمساندة قضية الروهنجيا.

الفصل العاشر: جهود رابطة العالم الإسلامي بالسعودية.

الفصل الحادي عشر: الموقف الكويتي الرسمي والشعبي والخيري.

الفصل الثاني عشر: تراجيديا تطورات الأحداث البورمية.

الفصل الثالث عشر: وقائع مسلسل الإبادة والتوصيات.

الفصل الرابع عشر: بانوراما الشخصيات البورمية.

جذور تاريخية

يعرض المؤلف لتاريخ الإسلام في بورما التي كان يحكمها ملوك مسلمون حتى العام 1084م، وذلك لعدة قرون مضت، كما استعاد المسلمون الحكم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، حيث حكمتها أسرة إسلامية من عام 1404 حتى 1622م، وكانت أوضاع المسلمين في بورما بصفة عامة قبل الاستعمار البريطاني تتسم بالهدوء والاستقرار، ولم يكن هناك أي خلاف بين الطوائف والديانات المختلفة في الدولة، بل إن عدداً من الملوك المسلمين قد حكموا إقليم آراكان في الفترة من عام 1737 حتى 1785هـ، وقد عثر على عملات معدنية في الإقليم مكتوب عليها «لا إله إلا الله»، لكن بعد الاستعمار البريطاني توالت التعديات والتجاوزات التي تعرضت لها الأقليات المسلمة في بورما بصورة عدوانية استفزازية من الإبادة والاضطهاد والتجويع والترويع.

ويشير المؤلف إلى جملة من الإشكاليات والعقبات والتحديات التي تواجه مسلمي بورما، منها أن المسلمين يصنفون في بورما كأجانب دخلوا لاجئين، وقانون المواطنة سحب جنسيتهم، وأصبحوا بلا هوية، علاوة على أن القوانين البورمية حرمت المسلمين من العمل السياسي والخدمات العامة، وأخضعتهم للتمييز العنصري في المجال الوظيفي، وتم إجبارهم على تغيير حروف القرآن الكريم.

أسباب هجرة المسلمين

ويعرض المؤلف لبعض الحقائق والتطورات التاريخية التي دفعت المسلمين للهجرة من بورما؛ فهناك الكثير من الأسباب التي أجبرتهم على الهجرة إلى دول العالم الإسلامي، وقد زادت في بداية عهد استقلال باكستان؛ حيث هاجر عدد كبير من الماغ البوذيين من باكستان الشرقية إلى بورما خوفاً من الحكم الإسلامي في باكستان الشرقية (بنجلاديش حالياً)، ونتيجة لهذه الهجرة المعاكسة إلى بورما أصبح هؤلاء الماغ أكثر ضراوة وشدة في إيذاء المسلمين لكونهم هربوا من المسلمين في باكستان الشرقية وخاصة في عهد الرئيس «محمد أيوب خان».

وقد ارتكب الماغ في حق المسلمين مجموعة من التجاوزات والاعتداءات المتكررة؛ منها:

1- منع الموظفين والطلبة من أداء صلاة الجمعة والصلوات المكتوبة، ومنع رفع الأذان في المساجد عبر مكبرات الصوت.

2- أممت أوقاف المساجد والمدارس الإسلامية، وتم حظر طباعة الكتب الإسلامية والمجلات والصحف.

3- تم حل جميع المنظمات والجمعيات الاجتماعية والثقافية بما فيها الاتحاد الطلابي وجمعية الطلاب الروهنجيين بجامعة رانجون.

4- منع أبناء المسلمين من السفر لطلب العلم والمعرفة وحرمانهم من أي منح دراسية.

5- أممت الأملاك والعقارات الخاصة بالمسلمين في إقليم آراكان بنسبة 90%، ولم تؤمم من البوذيين إلا بنسبة 10%.

6- تم إبعاد نحو عشرة آلاف من الروهنجيين عن مناصبهم في الشرطة والجيش والوظائف الحكومية، وعدم السماح لهم بالالتحاق بالوظائف المدنية إلا إذا تخلى أحدهم عن عقيدته واعتنق الشيوعية.

إجراءات عنصرية

وساق المؤلف جملة من الإجراءات التي تتخذها السلطات البورمية ضد مسلمي بورما، خاصة الروهنجيا في آراكان، لا سيما في منغدو وبوسيدنغ، وفي حدود بورما وتايلاند، ومنها ما يلي:

1- زودت البوذيين بالأسلحة النارية لترويع وقتل المسلمين الآمنين كلما سنحت لهم الفرصة.

2- اغتصبت الأراضي الزراعية من المسلمين ووزعتها على البوذيين.

3- منع توزيع بطاقات الإقامة، وسحب الجنسية البورمية من المسلمين حتى يسهل تسفيرهم بحجة أنهم أجانب.

4- وضعت السلطات البورمية شروطاً قاسية وخيالية لمسلمي الروهنجيا للحصول على الجنسية، منها على سبيل المثال تقديم أوراق ثبوتية للإقامة في بورما لمدة مائتي سنة مضت!

الموقف الكويتي الرسمي والشعبي والخيري:

وثق المؤلف في الكتاب الموقف الكويتي الرسمي والشعبي والخيري تجاه المجازر الواقعة بولاية راخين في ميانمار؛ حيث أعلنت الكويت في 19/1/2017م موقفاً نزيهاً وعادلاً على لسان نائب وزير خارجيتها خالد الجارالله عقب الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في كوالالمبور بقوله: «إن المسؤولية إزاء هذه القضية لا تقع على منظمة التعاون الإسلامي فحسب بل على المجتمع الدولي»، وأعلنت الكويت يوم الإثنين 23 أكتوبر 2017م تبرعها بـ15 مليون دولار أمام المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لاجئي الروهنجيا، والتزامها بمساهمات جهات رسمية وشعبية بتخفيف معاناة اللاجئين والمهاجرين.

وكذلك استنكر عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له المسلمون في بورما من عمليات تصفية عرقية وإبادة جماعية، داعين الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ موقف جاد تجاه حكومة بورما على جميع الأصعدة المحلية والدولية.

وأشار المؤلف إلى الجهود الخيرية التي قدمتها الجمعيات الخيرية الكويتية لإغاثة مسلمي ميانمار، وفي مقدمتها الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي التي أطلقت حملة «بورما تستحق العطاء» لإغاثة مسلمي ميانمار التي كانت تهدف إلى مد يد العون ومساعدة المهجرين والمتضررين من الأحداث صحياً ومعيشياً، وتوفير الوجبات الغذائية ومواد الإغاثة، وكانت عبارة عن طرود غذائية وكسوة، ومساعدة الفئات الفقيرة المحتاجة من مسلمي تلك البلاد الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر داخل بورما.

تحركات على المستوى الدولي:

في الفصل الثاني عشر، أشار المؤلف إلى أن 20 منظمة إسلامية أمريكية رفعت شكوى في نيويورك ضد رئيس بورما «ثين سين» وأعضاء آخرين في حكومته، بتهمة ارتكاب جرائم ضد أقلية الروهنجيا، معتبرين أن هذه الجرائم تشكل إبادة.

وأشارت المنظمات في شكواها أن حوالي 1.3 مليون مسلم يعيشون في بورما، وترفض الحكومة إعطاءهم الجنسية، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين أتوا من بنجلاديش.

نداء الشعب الروهينجي:

يختم المؤلف كتابه بنداء الشعب الروهنجي إلى المسلمين حول العالم لتحريك كل القنوات السياسية في جميع المحافل والأوساط الدولية لكي تتبنى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قضية الروهنجيا، وأن يتخذ موقفاً أخلاقياً عادلاً يؤيد فيه توجهات شعب الروهنجيا في نيل حقوقه المشروعة وفق القوانين والمواثيق الدولية، ويوقف هذه المجازر الوحشية بحقهم والمستمرة على مرأى ومسمع من العالم.

Exit mobile version