“سواكن” السودانية.. جزيرة الأساطير وأرض الخلافة

تقع “جزيرة سواكن”، على الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقي السودان، عند خطي عرض 19.5 درجة شمال، وطول 37.5 درجة شرق، وترتفع عن البحر 66 متراً، وتبعد عن الخرطوم بحوالي 560 كيلومتراً، وزهاء 70 كيلومتراً عن مدينة بورتسودان ميناء السودان الرئيس حالياً.

وهي “جزيرة مرجانية”، انهارت منازلها وعمرانها، وتحولت إلى أطلال وحجارة تحكي ثراء تاريخ غابر ودارس، أما سواكن المدينة فمنطقة واسعة يدخلها لسان بحري، يجعل منها ميناء طبيعياً.

تختلف الروايات حول تسميتها، يرجع البعض اسمها إلى “سكن”، وتعني مكان الإقامة أو السكنى، فيما يرد آخرون لفظة سواكن إلى اللغة المصرية، وأنها تحرفت من “شواخن” إلى “شواكن” ثم “سواكن”، لأن لغات البجا السودانية تخلو من “حرف الخاء”. وذكرت كتابات المؤرخ الهمداني في القرن العاشر، أن هناك بلدة قديمة صغيرة “سواكن” ازدهرت بعد التخلي عن ميناء “باضع”، مصوع الحالية في دولة إريتريا.

استولى عليها الملك المملوكي الظاهر بيبرس عام 1264م، ولم يبق فيها طويلاً، لكن رجاله عادوا واعتمدوها ميناء بعد أن دمروا ميناء “عيذاب” إلى الجنوب.

واختارها السلطان العثماني سليم الأول في عام 1517، مقراً لحاكم “مديرية الحبشة العثمانية”، التي تشمل مدن “حرقيقو ومصوع” في إريتريا الحالية، ولاحقاً ضمها لولاية الحجاز العثمانية تحت إدارة “والي جدة”، ثم رفضت الدولة العثمانية ضمها إلى مصر في عهد محمد علي باشا، بل أجرتها له مقابل مبلغ سنوي، ثم تنازلت له عنها مقابل جزية سنوية في عام 1865.

Exit mobile version