الجامعة العربية تطالب ترمب بإلغاء قراره وتدرس عقد قمة بعمَّان

طالب مجلس جامعة الدول العربية واشنطن بإلغاء قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، مشيراً إلى أنه يدرس عدة خطوات بينها إقامة قمة عربية بالأردن.

جاء ذلك في البيان الختامي الذي أصدره المجلس في ختام اجتماعه الطارئ، مساء أمس السبت، على مستوى وزراء الخارجية.

‏وقرر مجلس الجامعة العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في الأردن بصفتها رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية.

وأكد البيان الختامي مطالبة الولايات المتحدة بإلغاء قرارها الصادر الأربعاء الماضي على لسان الرئيس، دونالد ترمب، بشأن القدس، ووصفته بأنه “باطل وخرق خطير للقانون الدولي وللقرارات الأممية وأنه لا أثر قانونياً لهذا القرار”.

واعتبر أن القرار الأمريكي “يقوض جهود تحقيق السلام، ويعمق التوتر، ويفجر الغضب، ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية العنف والفوضى، وإراقة الدماء وعدم الاستقرار”.

وأضاف أن “هذا التحول في سياسية الولايات المتحدة تجاه القدس هو تطور خطير وضعت به واشنطن نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين وعزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام”.

وأكد المجلس “التمسك بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة لن توجد حقاً ولن تنشأ التزاماً”.

وشدد على أن “القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967م”.

وحذر المجلس من “العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها”.

وأوضح أن “استمرار الاحتلال “الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وخصوصاً حقه في تقرير مصيره وفي الدولة وفي العودة والحرية هو تهديد للأمن والسلم في المنطقة والعالم”.

وفي ذات السياق طالب المجلس الولايات المتحدة بـ”إلغاء قرارها حول القدس”.

وطالبها بـ”العمل مع المجتمع الدولي على إلزام “إسرائيل” إنهاء احتلالها اللاشرعي لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ 5 يونيو 1967م عبر حل سلمي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية سبيلاً لا بديل عنه لإنهاء الصراع”.

ودعا المجلس جميع الدول “الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية”.

المجلس دعا كذلك إلى “العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وأنه لا أثر قانونياً لهذا القرار”.

وكلف المجلس “لجنة مبادرة السلام العربية بتشكيل لجنة من أعضائها للعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على الحد من التبعات السياسية لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ومواجهة آثاره، وتبيان خطورته”.

وتضم لجنة “مبادرة السلام العربية” كلاً من: الأردن (رئيساً) وعضوية مصر والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان والمغرب واليمن، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وتشكلت لجنة مبادرة السلام العربية بقرار من القمة العربية الأخيرة في البحر الميت بالأردن التي عقدت في 29 مارس الماضي.

وطالب المجلس بـ”العمل مع المجتمع الدولي على إطلاق جهد فاعل ومنهجي للضغط على “إسرائيل” للالتزام بقرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وتفريغ القدس من سكانها العرب وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتين”.

وكلف مجلس الجامعة العربية “الأمانة العامة للجامعة إدارة إطلاق حملة إعلامية دولية تشرح خطورة القرار الأمريكي وتعري الممارسات “الإسرائيلية” في القدس”.

في الشأن ذاته دعا المجلس إلى ‏زيادة موارد صندوق القدس والأقصى، مؤكداً “التمسك بالسلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية خياراً إستراتيجياً ودعوة المجتمع الدولي للتحرك بشكل فعال لتحقيق هذا الحل”.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري تحفظ بلاده على القرار الصادر، قائلاً في تصريحات صحفية: إن “القرار لم يرق إلى مستوى الحدث”.

بينما وافقت 20 دولة على القرار، وفق مراسل “الأناضول”.

Exit mobile version