كيف أنقذ ترمب الحوثيين من غضب اليمنيين؟

شكّل إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”، طوق نجاة لمليشيات الحوثي، التي سعت من خلاله لحرف مسار الغضب اليمني المتنامي ضدها عقب إعدامها الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، وعددًا من معاونيه وأفراد أسرته.

وسخّرت الجماعة كل قدراتها الإعلامية والشعبية للفت الأنظار حول الأحداث في فلسطين بعد قرار ترمب الأخير، بالإضافة إلى تفعيل الدور التعبوي والشعبي عبر الدعوة لتظاهرات مناوئة للقرار في مناطقها، في وقت كان اليمنيون يتأهبون لمسيرات غضب مناهضة للحوثيين.

وقال المدون اليمني، راشد الحجري: إن “توقيت قرار ترمب خدم جماعة الحوثي وخفف عنها الضغط الشعبي، وحرف أنظار المجتمع اليمني نحو ما يدور في الداخل على يد هذه المليشيات”.

وأضاف، في تصريح لوكالة ”إرم نيوز”، أن “نشاطات الحوثيين من أجل القدس تأتي لذر الرماد في عيون اليمنيين، ومحاولة تغييبهم عن حادثة إعدام صالح ونهب ثروات وموارد البلاد والانفراد بالسلطة وتصفية معارضيهم”.

بدوره، قال سياسي يمني، رفض الكشف عن هويته: إن “الحشد الشعبي في الشوارع للتعبير عن الغضب حول قرار ترمب يهدف أساسًا للتنفيس عن المشاعر اليمنية الكامنة ضد الحوثي، لذا استغل الحوثي قضية القدس لإخراج المواطنين والتنفيس عن غضبهم”.

وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن “الحوثيين استغلوا الفرصة جيدًا، وحوّلوا أنظار الشارع الغاضب إلى قضية أخرى”.

وأشار إلى أن “تلك المليشيات تعمل بشكل منظم وتملك مستشارين في المجالين النفسي والاجتماعي، حيث لعبت من خلالهما سابقًا على نفسية الشعب اليمني وتوجيهه فيما يخدم مصالحها، لكن اليوم لم تعد حيلتهم تنطلي على أحد”.

Exit mobile version