إطفاء الآبار.. عزيمة كويتية

صادف يوم الإثنين 6 نوفمبر ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية أشعلته يد الحقد أثناء الغزو العراقي الغاشم عام 1990م.

ففي السادس من نوفمبر 1992م أطفئت البئر الأخيرة في أكبر جريمة بحق البيئة في التاريخ، ففي أواخر فبراير 1991م، قبل انسحابها من الكويت قامت القوات العراقية بتدمير ما يقارب 1073 بئراً نفطية، وذلك عن طريق تفجيرها مما أدى إلى احتراق أكثر من 727 بئراً، مسببة غيمة سوداء غطت سماء الكويت والدول المجاورة لها، بل وحتى بعض دول الخليج العربي والدول المطلة على المحيط الهندي؛ مما أدى إلى حصول مشكلات بيئية وتلوث في الجو العام، بعد تحرير الكويت بدأت عملية إطفاء الآبار المشتعلة في مارس 1991م وتم إطفاء آخر بئر في 6 نوفمبر 1991م.

وتعتبر هذه الحادثة من أكبر الحوادث البيئية في العالم؛ حيث إن السحب الدخانية الناتجة عن حرق الآبار وصلت إلى اليونان غرباً وإلى الصين شرقاً بينما آثار هذا الدخان تعدت تلك المسافة لتصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضرت هذه الجريمة الصحة العامة في الكويت حيث كان لانتشار الدخان الكثيف في الكويت حاملاً المواد الهيدروكربونية والآروماتية والسخام، الأثر الكبير على الصحة العامة، حيث رصدت الدراسات الإحصائية ارتفاع أعداد المراجعين في المستشفيات والعيادات العامة في الكويت، كما ارتفع عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وازدادت بلاغات حالات الولادة المبكرة والإجهاض والعيوب الخلقية لدى حديثي الولادة مقارنة لما قبل عام 1990م.

فرق الإطفاء المشاركة

وقّعت الكويت عقود إطفاء حرائق الآبار مع الشركات الأربع التي تم استشارتها، وبدأت فرق الإطفاء بالوصول للكويت في 11 مارس 1991م.

وتم السيطرة على أول بئر مدمَّرة (بئر الأحمدي 49) في 20 مارس 1991 بواسطة شركة ريد أدير، في الشهور الخمسة الأولى كانت عملية إطفاء النيران مقتصرة على الشركات الأربع فقط، وفي نهاية أغسطس 1991 انضمت 11 شركة متخصصة في مكافحة الحرائق النفطية من فرنسا وهنغاريا والاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة والصين وإيران للمساهمة في عملية الإطفاء، أدى ارتفاع الشركات من أربع في الشهور الأولى إلى 15 – بالإضافة إلى الفريق الكويتي – بواقع 27 فريقاً، بزيادة معدل غلق الآبار المدمرة والمحترقة من 3 في اليوم في مايو 1991 إلى 8 في أكتوبر 1991م.

وأدت عدة عوامل أخرى في ازدياد وتيرة الإطفاء، أهمها اكتمال أعمال التمديدات المائية لنقل مياه البحر واستخدام تقنيات حديثة لوقف اشتعال الآبار.

الفريق الكويتي لإطفاء الآبار

ساهم بإطفاء حوالي 6% من مجموع الآبار المشتعلة رغم مشاركته في توقيت متأخر مقارنة مع الفرق الأخرى، حيث قام بإطفاء أول بئر في 14 سبتمبر 1991م وبلغ مجموع الآبار التي أطفأها 41 بئراً وضعته في المرتبة الثالثة بعد الفرق الأمريكية والكندية في التصنيف حسب الدولة وجنسية الشركات، وقد كان الفريق الكويتي المؤلف من 29 عضواً من شركة نفط الكويت موضع إعجاب ومحل تقدير الفرق الأجنبية، حيث أسهم وجود هذا الفريق في تقليص الفترة الزمنية اللازمة لإطفاء حرائق آبار النفط من خلال حسه الوطني العالي وعمله الدؤوب وتصديه للحرائق الأضخم؛ مما أشاع تنافساً محموماً بين كافة الفرق الأخرى.

وقد قام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بإطفاء آخر بئر في 6/ 11/ 1991م.

Exit mobile version