تقي الدين لـ”المجتمع”: البرازيل نموذج حقيقي للتعايش السلمي بين الأديان

يمتد تاريخ المسلمين في البرازيل إلى اكتشاف هذه البلاد، ثم استقدام آلاف العبيد من إفريقيا وكان أغلبهم مسلمين، كان لهم دور كبير في بناء البرازيل، وفي العصر الحديث استكمل المهاجرون من المسلمين دور أسلافهم في التعايش ونشر الإسلام في هذه البلاد وقدموا إسهامات عديدة لخدمة المجتمع البرازيلي، ومن هؤلاء الشيخ “خالد رزق تقي الدين” الذي بدأت رحلته في أمريكا اللاتينية عام 1986، وعلى مدى هذه السنوات تولى إمامة وإدارة الكثير من المساجد، وتولى إدارة الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، كما ترأس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، ويشغل حاليا منصب سكرتيره العام.

 مؤخرا تم تكريم الشيخ خالد في برلمان غواروليوس ومنحه لقب “المواطنة الفخرية” لإسهامه في خدمة المجتمع البرازيلي.

 “المجتمع” التقت بالدكتور خالد تقي الدين لإلقاء الضوء على واقع المسلمين في البرازيل وأهم العقبات التي تواجههم وسبل التعايش وغيرها مما يخص الإسلام والمسلمين في البرازيل من خلال الحوار التالي:

لو تحكي لنا كيف ومتى بدأت رحلتكم الدعوية في البرازيل؟ وكيف كان الوضع هناك وقتها؟

أهلا ومرحبا بمجلة المجتمع وجمهورها الكريم أنا “خالد رزق تقي الدين” من مواليد مدين بلطيم في جمهورية مصر العربية، بدأت رحلتي الدعوية للبرازيل في أغسطس عام 1986م، بعد تخرجي من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مبعوثا من قبل الندوة العالمية للشباب الإسلامي للعمل في دولة الباراجواي، لكن قبل التحرك لدولة الباراجواي، عملت لمدة عام وسط جالية مسلمة بمنطقة “فيلا ساو جوزيه” في البرازيل، وخلال هذا العام وفقنا الله لتأسيس مسجد وجمعية علي بن أبي طالب الخيرية الإسلامية.

كانت البرازيل في ذلك الوقت تشهد اتساعا في العمل الدعوي، من خلال تأسيس الكثير من المراكز والمساجد وابتعاث الدعاة تحت رعاية المملكة العربية السعودية، وهي موجة تلت مرحلة تأسيس العمل الإسلامي التي قادها د. عبد الله عبد الشكور كامل (رحمه الله) مبعوث وزارة الأوقاف المصرية، ووضع الدكتور عبد الله الأسس اللازمة لاستمراريتها، والتي كانت من الأسباب للحفاظ على الإسلام والمسلمين في البرازيل وبلدان أمريكا اللاتينية.

مؤخرا تم تكريمكم من قبل برلمان مدينة غواروليوس ومنحكم لقب المواطنة الفخرية.. كيف تنظر لهذا التكريم؟ وماذا يمكن أن يمثل للمسلمين في البرازيل؟

هذا التكريم هو شرف لكل مسلم ولجميع المؤسسات العاملة على الساحة البرازيلية، لأن هذا اللقب لا يمنح إلا وفق معايير معينة، تستند إلى ما قام به المكَرّم من أعمال خيرية وإنسانية تصب في صالح الإنسان البرازيلي بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.

 والحمد لله تم حصر كثير من الأعمال التي شاركنا فيها والتي كانت تصب في خانة الخدمات الاجتماعية، وحينما تم عرضها على البرلمان من قبل النائب السيد لامع الصميلي، تم التصويت على منح اللقب وكانت الموافقة جماعية من أعضاء البرلمان، ويمثل هذا التكريم نقطة انطلاق وشحذ لهمم الجالية للاستفادة منه، وتوظيف الطاقات لخدمة المجتمع البرازيلي بما يتوافق مع أصول ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو للتضامن ومساعدة البشر.

الدعوة في البرازيل 

لو تحدثنا عن تاريخ الدعوة الإسلامية الحديث في البرازيل وما مظاهره؟ ما هي الإنجازات؟ وما العقبات والتحديات التي تواجه العمل الدعوي في البرازيل؟

إذا تحدثنا عن تاريخ الدعوة الإسلامية الحديث في البرازيل فواجب علينا أن نذكر أن الفضل بعد الله تبارك وتعالى يعود للشيخ عبد الله عبد الشكور كامل مبعوث وزارة الأوقاف المصرية لمسجد البرازيل عام 1956م، والذي كان له أثر عظيم في تأسيس الدعوة الإسلامية الحديثة حيث استطاع أن ينتهي من أعمال البناء لمسجد البرازيل أول مساجد أمريكا اللاتينية تم افتتاحه عام 1960م، وأسس المدرسة الإسلامية البرازيلية، في “فيلا كارون” والمقبرة الإسلامية في ضاحية “غواروليوس”، ونادياً اجتماعياً في ضاحية “سانتو أمارو ” للقاء العائلات المسلمة، وتتلمذ على يديه الكثير من قيادات العمل الإسلامي في البرازيل، والذين كان لهم دور كبير في العمل الإسلامي لاحقا.

وكما أسهم في انعقاد أول مؤتمر إسلامي بأمريكا اللاتينية عام 1970م والذي اعتبر نقطة تحول كبيرة في تاريخ الدعوة الإسلامية داخل البرازيل، حيث وضعت المملكة العربية السعودية آلية للتواصل مع الجالية المسلمة في البرازيل، وعمل مسح كامل لجميع أماكن تواجدهم واحتياجاتهم المختلفة قام به الشيخ محمد بن ناصر العبودي وسجله في أكثر من كتاب، وتبع ذلك زيارة الشيخ حسين عبد الله السراج للبرازيل عام 1972م حيث زار أماكن تواجد الجالية المسلمة واطلع على احتياجاتهم المختلفة، وقد تبع تلك الزيارات ابتعاث الدعاة، كان أولهم فضيلة الشيخ أحمد صالح محايري عميد دعاة البرازيل أطال الله عمره.

ماذا عن خريطة التواجد الإسلامي في البرازيل؟ وما هي أبرز المؤسسات الإسلامية في البرازيل؟

تقدر أعداد المسلمين بحوالي مليون ونصف مسلم منحدرين من أصول عربية، وأغلبهم من أصول شامية، ويتمركز أغلبهم في ولاية ساوباولو، ثم ولاية بارانا وبقية الولايات مثل ريو جراندي دوسول – باهيا – ريو دي جانيرو ”، ويقدر أعداد معتنقي الإسلام بـحوالي 10.000 آلاف مسلما من أصول مختلفة إسبانية وإيطالية وألمانية وإفريقية.

وتوجد في البرازيل اليوم الكثير من المؤسسات التي أنشئت للعناية بشؤون المسلمين المختلفة، منها:

اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل: تم تأسيسه في 19/12/1979م على يد الحاج حسين محمد الزغبي رحمه الله، وبرعاية وإشراف السفارات الإسلامية في برازيليا، ومباركة رابطة العالم الإسلامي، ويضم في عضويته 40 مركزا إسلاميا يتوزعون على ولايات البرازيل، ويهدف الاتحاد للعمل على رعاية شؤون الجالية المسلمة في البرازيل، ونشر تعاليم الإسلام داخل البرازيل.

الجمعية الخيرية الإسلامية “ساو باولو”، أسست عام 1929م كأقدم جمعية إسلامية في أمريكا اللاتينية، ويتبع لها أول مسجد تم إنشاؤه في أمريكا اللاتينية عام 1956م بدعم من جمهورية مصر العربية ” مسجد البرازيل “، وتتولى الجمعية إدارة المقبرة الإسلامية بضاحية ” غواروليوس “، والمدرسة الإسلامية البرازيلية بضاحية ” فيلا كارون “.

الجمعية الخيرية الاسلامية “ريو دي جانيرو”، أسست عام 1951م وتضم الجمعية مسجدا لم يكتمل بناؤه، وهو بحاجة لمساعدات لإتمامه إذ يعد المسجد الوحيد في تلك الولاية حيث يقصده الكثير من السياح والجامعات والمدارس، ويشرف عليه أبناء المسلمين وجـميعهم متطوعون، ويوجد عدد كبير من معتنقي الإسلام ممن يستفيدون من خدمات الجمعية.

المركز الثقافي الخيري الإسلامي ” فوز دو إيغواسو “، تأسس عام 1980 م حيث يقطن بهذه المدينة 20.000 ألف مسلم، ويشمل مسجدا كبيرا بملحقاته وتقام فيه الصلوات والمحاضرات الشرعية للمسلمين وغير المسلمين، ويتبعه مدرسة لتدريس اللغة العربية.

مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، تم تأسيسه عام1987م على يد الحاج أحمد علي الصيفي، ويهدف لإقامة المخيمات وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب ويقوم بعقد مؤتمر سنوي للمسلمين في أمريكا اللاتينية.

المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، هو تجمع يضم علماء ومشايخ ودعاة أهل السنة والجماعة في البرازيل تم تأسيسه عام 2005م، ويعتبر المرجعية العليا لمسلمي البرازيل والمسؤول عن النواحي الشرعية، ويهدف إلى رعاية الشؤون الإسلامية وتوحيد الفتوى ويتولى رئاسته الشيخ عبد الحميد متولي.

على مدى السنوات الطويلة هذه في البرازيل.. برأيك ماذا قدم المسلمون للمجتمع البرازيلي باعتبارهم جزء من مكونات هذا المجتمع؟

قدم المسلمون الكثير للمجتمع البرازيلي، وبشهادة المؤرخين قدم المسلمون الأوائل من إفريقيا جميع أسباب النهضة الزراعية التي تنعم بها البرازيل اليوم حتى قال الدكتور شاكر مصطفى ” الزنجي هو الذي صنع البرازيل، هذه هي الحقيقة الكبيرة، لم يكن أن تتحول هذه القارة إلى أرض مأهولة زراعية ومدن ومناجم وطرق دون الزنجي الذي أعطاها جسمه وروحه معا وحضارته الإسلامية” الأدب في البرازيل صفحة 23.

أما المسلمون الجدد فشكلوا ركيزة كبيرة في نهضة الاقتصاد البرازيلي وأقاموا المصانع والمستشفيات وشاركوا في الحياة السياسية والاجتماعية بزخم كبير، ولذلك فإن الحكومات المختلفة تتعامل مع المسلمين كنسيج هام من المجتمع البرازيلي ويعترفون بفضلهم، ولهذا نسمع عن قوانين تشرع لتكريم الإسلام والمسلمين.

التحديات الدعوية

ماذا عن المساجد والدعاة؟ ما هي أبرز المشكلات؟

يقدر عدد المساجد والمصليات بحوالي 100 مسجد ومصلى، فيما يبلغ عدد الدعاة والمشايخ 65 شيخا وداعية، ويعجز هذا العدد عن القيام بشؤون المسلمين المختلفة ويحتاج لمزيد من الترتيب والتنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار حتى يقوم بهذه المسؤولية العظيمة.

وعن الدعاة فالإشكالية تكمن فيمن يكفلهم حتى يستطيعوا القيام بدورهم، وأيضا برزت مشكلة التواصل بين العلماء والجيل الجديد من أبناء المسلمين الذين لا يجيدون اللغة البرتغالية، ومن هنا يتعين على من يريد العمل في الميدان الدعوي في البرازيلي أن يجيد اللغة البرتغالية لأنها ستفتح له آفاق رحبة لدعوة الناس للخير.

هل لديكم برامج لتعليم المسلمين الجدد أمور دينهم؟

يزداد معدل انتشار الإسلام في البرازيل يوما بعد يوم، لكنه يعد أقل بكثير مقارنة بأوروبا وأمريكا، ومرد ذلك لعدة أسباب؛ منها: قلة الكتب المترجمة للغة البرتغالية وقلة الدعاة وخصوصا الذين يجيدون التحدث باللغة البرتغالية، وافتقاد المؤسسات الإسلامية لمنظومة من البرامج والخطط المتكاملة التي تعنى بشؤون المسلمين الجدد الذين يقدر عددهم بحوالي 10.000 آلاف مسلما، وهم منحدرون من أصول مختلفة ويمثلون شرائح اجتماعية مختلفة فمنهم الأغنياء ومتوسطي الدخل والفقراء، وبعضهم يحتل مناصب عالية كبعض القساوسة الذين أسلموا، ومدرسي الجامعات، والتجار، ومنهم أصحاب الثقافة المحدودة.

ويتحرك المسلمون الجدد في الدعوة بشكل مُرضٍ على وجه العموم، وبعضهم نشط جدا ودفعهم هذا النشاط للسفر إلى بعض الدول الإسلامية لدراسة العلوم الإسلامية، ولكنهم لم يستمروا طويلا لأسباب عديدة، منها صعوبة البيئة واختلافها، وصعوبة المناهج وطرق التدريس، وصرامة بعض الجامعات في التعامل مع الطلاب، وتعاني نسبة من هؤلاء المسلمين نوع من التهميش وعدم الاهتمام بل والتمييز العنصري في المعاملة من بعض المؤسسات الإسلامية الموجودة على الساحة البرازيلية.

أما عن البرامج الدعوية للمسلم الجديد فهي برامج اجتهادية من مؤسسات وأشخاص يحملون هم الدعوة، ولكن ينقصهم الكثير من الأدوات والإمكانات البشرية والمادية، والتي ستساهم بلا شك في تسهيل مهمة من يعرفون بالإسلام، ومن يعتنق الإسلام سيجد هناك مجموعة من الأسس والمبادئ المتوافق عليها مما يجعلهم يتابعون إسلامهم بصورة سلسة ويندمجون في المجتمعات المسلمة بشكل سليم وبعيد عن الانحراف أو التطرف.

من ينفخ نار الكراهية!

تتزايد حاليا موجات الكراهية وحملات الإسلاموفوبيا حول العالم.. ماذا عن البرازيل؟ 

بلا شك تأثرت البرازيل بشكل بسيط وإن كان الخوف من الإسلام يتنامى بشكل تصاعدي، من خلال بعض الممارسات العدوانية التي أقدم عليها بعض الأشخاص ضد بعض الأخوات المسلمات أو الرسوم العدوانية على بعض المساجد، وتنامي حدة العداء من الكنيسة الإنجيلية من خلال خطابها المحذر من التواجد الإسلامي وسعي بعض نواب البرلمان المتأثرين بالكنيسة لإصدار قانون مكافحة الإرهاب والذي تحول لاستعراض التخوف من الإسلام عن طريق عرض بعض المقتطفات الإعلامية الكاذبة أو التي لا تمثل الإسلام مما ترتكبه جماعات التكفير وداعش وغيرها من المجموعات الإرهابية.

ولكن جهود الحكومة البرازيلية مشكورة لدعمها الدائم والمستمر للحوار بين الأديان، ونبذها لجميع مظاهر التطرف والتعصب، وسنها للقوانين التي تجرم وتدين هذه الأفعال،كل ذلك ساهم في تأثر البرازيل بهذه الموجة العاتية من الخوف من الإسلام، وواجبنا أن نساهم مع الحكومة البرازيلية في تكريس هذه المفاهيم والعمل على تفعيلها داخل المجتمع البرازيلي.

كيف تتعامل الدول العربية والإسلامية مع مسلمي البرازيل؟ وماذا قدموا لهم؟ وما توصياتكم للمسؤولين في الدول والمؤسسات الإسلامية؟

تتعامل الدول العربية والإسلامية مع مسلمي البرازيل تعاملا طيبا وتكن لهم الكثير من الاحترام وتوجه سفاراتها في البرازيل لضرورة تذليل العقبات وخدمة الجالية المسلمة، ونحن نحتاج من الدول والمؤسسات الإسلامية أن يتم عقد مؤتمر للأقليات المسلمة يناقش جميع همومها ويخلص إلى نتائج وتوصيات توضع محل التنفيذ بما بعود بالخير على المسلمين في كل مكان.

الجالية المسلمة في البرازيل كبيرة وبالتالي هناك بعض الأمور اللازمة للمجتمع المسلم من أهمها التعليم.. فماذا عن التعليم بالنسبة لأبناء الجالية المسلمة هل موجود ولو موجود هل يكفي وماذا يحتاج لتطويره؟ 

شهدت المرحلة الحديثة هجرة الكثيرين من البلاد العربية إلى البرازيل وبدأت هذه الهجرة عام 1880 وكان أغلبهم من النصارى واستقر أغلبهم بولاية ساو باولو، وكان لديهم هم كبير في استمرار تعليم اللغة العربية ولذلك انتشرت في ذلك الوقت الصحف والمجلات باللغة العربية.

ومع بداية هجرة الجالية المسلمة 1920م لم يكن في تفكير الأوائل الاستقرار في البرازيل، ولكنهم وجدوا أهمية إنشاء المدارس ووجود معلمي اللغة العربية حينما بدأوا مرحلة الاستقرار في البرازيل، فأسسوا الجمعية الخيرية الإسلامية 1929م ودرسوا اللغة العربية داخل المسجد، واستمر هذا الحال حتى وصول الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل، والذي تنبه مبكرا لعملية التربية وتعليم اللغة العربية وأثرها على الأجيال القادمة من أبناء المسلمين.

ولذلك عمل بكل جهده لتأسيس المدرسة الإسلامية البرازيلية بحي ” فيلا كارون ” بمدينة ساو باولوعام 1966م، والتي مازالت إلى اليوم تؤدي رسالتها وهي المدرسة الوحيدة في البرازيل التي تدرس منهج اللغة العربية والدين الإسلامي داخل ساعات الدوام الأساسية وبتصريح من وزارة التربية البرازيلية.

كما توجد مدارس أخرى تدرس أيضا اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي، إلى جانب مدارس آخر الأسبوع وهي تقوم بخدمة جليلة لتعليم أبناء الجالية مثل مدرسة “طريق الإيمان” التابعة لمسجد الرحمة، ومدرسة في كوريتيبا، ومدرسة جمعية ” فلوريانابوليس ” .

كما تأسس المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية بمارنجا عام 2009م، والذي يعتمد طريقة التدريس عن بعد ويقوم من خلال برنامج محدد بتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية عن طريق دورات ولقاءات مستمرة مع طلابه والقيام بعملية تقييم مستمرة ويعطي شهادة بذلك، والمعهد لديه عدد لا بأس به من الطلاب المعتنقين للإسلام ومن أبناء المسلمين المنحدرين من أصول عربية.

غير أن ما هو قائم غير كاف ولذلك أجد لزاما العمل على إنشاء مدارس نموذجية في بلدان أمريكا اللاتينية تعنى بتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف.

 

نموذج للتعايش السلمي

دائما تتلخص العلاقة بين المسلمين في أي دولة في شقين هما الشق الرسمي والشق المجتمعي ودائما ينظر لجانب القبول المجتمعي للإسلام والمسلمين باعتباره الأهم فكيف هو الوضع في البرازيل؟

بالنسبة للجانب المجتمعي فإن البرازيل تعد نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة، ويمكن رصد هذه الحقيقة من خلال التعامل الطيب للشعب البرازيلي مع الأقلية المسلمة داخل البرازيل وهذا يعود للتربية داخل البيوت والمدارس التي تعترف بتعدد الأديان والثقافات المختلفة واحترامها وضرورة الانفتاح والتعرف عليها.

وأما من قبل الدولة فالدستور البرازيلي يكفل حرية ممارسة الشعائر الإسلامية، والدعوة إليها، ونشرها بكل الطرق السلمية، وتساعد الحكومة الفيدرالية، وحكومات الولايات وكذلك البلديات في فتح الآفاق وإعطاء المساحات المناسبة لممارسة هذا الدور، وقد صدر قرار جمهوري باعتبار يوم 25 مارس من كل عام يوما لتكريم الجالية العربية، وكذلك هناك قرار من برلمان ولاية “ساو باولو” باعتبار يوم 12 مايو يوما سنويا لتكريم الدين الإسلامي، وتم نفس القرار في برلمان مدينة “فوز دو إيغواسو” بولاية بارانا، صدر قرار من برلمان ولاية ساو باولو باعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه المغتصب، صدر قرار من قبل السلطات الفيدرالية يقضي باستطاعة المرأة المسلمة البرازيلية أو المقيمة في البرازيل استخراج أوراقها الرسمية أو جواز سفرها بصورتها وهي ترتدي الحجاب، وفقا للدستور البرازيلي.

 

 

Exit mobile version