روهنجيون يروون قيام مسؤولين حكوميين بهجمات دموية في قراهم

– نحو 300 ألف روهنجي هربوا إلى بنجلاديش المجاورة فراراً من القتل المحتم

أوردت صحيفتا “صنداي تلجراف”، و”صنداي تايمز” البريطانيتان مشاهد مروعة مما حاق بمسلمي آراكان قبل تمكنهم من الفرار إلى بنجلاديش المجاورة، وصوراً مما واجههم أثناء عملية الفرار الشاقة والخطر.

وتنقل “صنداي تلجراف” عن الروهنجي مولوفي مبارك كيف واجهوا هجوماً مباغتاً يقوده عمدة محلي كان قد وعدهم قبل يوم واحد بأنهم في أمان إذا ما بقوا داخل بيوتهم، ويقول: “أعتقد أن الأمر كان فخاً”.

ويقول مبارك (33 عاماً): إنه لمح وسط لعلعة الرصاص والقنابل الصاروخية عمدة قريتهم توم بازار وهو يحمل منجلاً ويوجّه خليطاً من الجنود النظاميين وقرويين في ملابس مدنية مسلحين بالعصي والسكاكين، حيث عاثوا فساداً في القرية قتلاً وحرقاً.

وبحسب القروي المسلم، فإن الجنود هاجموا قرية سانغانا، وهي قرية أخرى تبعد 3 كيلومترات، في اليوم السابق، وشاهدنا إسقاط القنابل عليها من المروحيات.

وبحسب الصحيفة، فإنه منذ 26 أغسطس الماضي حين فرّ مبارك إلى بنجلاديش عبر آلاف الأشخاص الحدود فيما تصفها جماعات حقوق الإنسان بأنها حملة متعمدة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.

ووفق الصحيفة، فإن العديد من روايات شهود العيان تؤكد أن المسؤولين الحكوميين المحليين غالباً مما يقودون هجمات تنفذها مجموعات أهلية مدنية لحرق المنازل وارتكاب مذابح للمدنيين الروهنجيين في جميع أنحاء ولاية راخين (آراكان).

وفي الإجمال، أكد ناجون من هجمات على ست قرى منفصلة رؤية مسؤولين بالحكومة المحلية يشاركون في هجمات دموية اجتاحت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.

وتشمل المشاركة المزعومة للمسؤولين مساعدة الجيش على تحديد المنازل التابعة لمدنيين روهنجيين في القرى المختلطة، والتوجيه والمشاركة في القتل.

وقال نورول أمين (33 عاماً): إن وعد الأمان الذي قطعه عمدتهم على نفسه أقنعه باللجوء إلى مستوطنة تولا تولي، وهي قرية مختلطة، بعد أن قتل الجنود زوجته وأطفاله الثلاثة وأمه في قرية جاراتابيل المجاورة يوم 28 أغسطس الماضي.

ذبح وقرصنة واغتصاب

وتورد صحيفة “صنداي تايمز” حكايات من القتل والحرق والقرصنة وعمليات المطاردة عبر البحار للروهنجيين المسلمين وهم يفرون عبر قوارب متهالكة إلى بنجلاديش.

وتقول: إنه عبر رحلات البحار المحفوفة بالمخاطر ومن خلال الأدغال الكثيفة، حاول كثير من السكان المسلمين التشبث دون جدوى بحفنة من ممتلكاتهم الخاصة.

وتشير الصحيفة إلى أن ما يقرب من 300 ألف روهنجي فروا إلى بنجلاديش في الأسبوعين الماضيين، مما ترك قراهم خاوية على عروشها وتلتهمها موجة من الحرائق وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي قامت بها قوات الأمن.

وتضيف الصحيفة أنهم يواجهون الآن إرهاباً جديداً هو “القرصنة”، وتنقل عن رحمة الله، وهو عامل يبلغ من العمر 45 عاماً، كيف صودرت منهم ممتلكاتهم وهم في عرض البحر.

ويقول: إنه فر بأمه رفقة 50 شخصاً، وعندما كان على وشك الوصول إلى المياه الإقليمية البنجالية أوقفهم زورق سريع يضم عدداً من العناصر يتحدثون البورمية (لغة ميانمار)، بعضهم يرتدون الزي العسكري، ويضيف: كان الرجال يحملون البنادق وطالبوا بأن نسلم كل ما لدينا من ممتلكات ثمينة ومالاً قبل أن يسمحوا لنا بالذهاب.

ويتحدث عن أن رفض تسليم الممتلكات كان يقابل من المسلحين بالإلقاء في البحر.

أما علي أكبر (35 عاماً)، فقد أصيب بجراح في يده اليسرى وفخذه الأيمن حين أصيب بجروح وهو يهرب هو وأسرته إلى الغابة عندما اجتاحت وحدة عسكرية قريتهم وبدأت بإطلاق النار عشوائياً.

ويقول: إنه شاهد ابنة أخيه البالغة من العمر 25 عاماً وهي تتعرض للاغتصاب من قبل الجنود، ثم قاموا بعد ذلك بذبحها مع ابنها الرضيع.

Exit mobile version