المغرب.. محلل سياسي يحذّر من مخاطر استمرار “حراك الريف”

أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا ملكيا لفائدة 415 شخصا، منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لثورة الملك والشعب، التي تصادف اليوم الأحد.

وبينما شملت قائمة المفرج عنهم عددا من المحكومين في قضايا ذات صلة بـ “الإرهاب”، فإن ما أيا من المصادر المغربية لم تكشف عما إذا كان معتقلو “حراك الريف” قد شملهم العفو أم لا.

وينتظر المغاربة مساء اليوم الأحد، خطابا ملكيا سيلقيه الملك محمد السادس من منطقة “المضيق ـ الفنيدق” شمال المغرب، يتوقع أن يكون قويا كما كان خطاب العرش، بالنسبة لأزمة”حراك الريف” التي طال أمدها.

هذا وحذّر الكاتب والمحلل السياسي المغربي توفيق بوعشرين من أن “حراك الريف” الذي تعيشه منطقة “الحسيمة” (شمال المغرب) منذ تشرين أول (أكتوبر) الماضي، هو من أخطر الأزمات التي يواجهها الملك محمد الساس منذ اعتلائه للعرش قبل نحو 18 عاما.

وأوضح بوعشرين في تصريحات له اليوم الأحد نشرها في صحيفة “اليوم 24” الالكترونية، التي يديرها، أن الدولة جربت في معالجة حراك الريف المنطلق منذ تشرين أول (أكتوبر) الماضي، الحل الأمني، ثم القضائي، ثم الدعائي، ثم النفسي، فلم تفد كل هذه الحلول، وصمد المتظاهرون عشرة أشهر، رغم اعتقال أكثر من 350 شابا، وفي مقدمتهم الزفزافي.

وأشار إلى أن “المشكل بدأ في الريف ثم انتقل إلى الرباط، بدأ في الشارع، وانتهى في عمق مؤسسات البلاد، بعدما خرج محمد السادس، في خطاب العرش، يعلن سحب ثقته من الأحزاب ومن الإدارة ومن جهاز السلطة، متهما الجميع بما يشبه الخيانة العظمى”.

وأضاف: “لم يتبع هذا التشخيص القاسي لسير مؤسسات الحكم أي قرار، باستثناء الإطاحة برأس إلياس العماري من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، وهذا ما رفع من سقف الانتظارات لدى الشعب، وأصبح مستقبل حكومة العثماني على كف عفريت، واتضح أن الجميع ليس لديهم جواب عن سؤال: ثم ماذا بعد؟”، على حد تعبيره.

وتشهد مدينة “الحسيمة”، وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، شمالي المغرب، احتجاجات متواصلة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للمطالبة بالتنمية و”رفع التهميش”، وذلك إثر وفاة بائع السمك محسن فكري، الذي قتل طحنًا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه.

Exit mobile version